"هآرتس": عباس صاحب فكرة المبادرة المصرية

"هآرتس": عباس صاحب فكرة المبادرة المصرية

16 يوليو 2014
التضامن مع غزّة في فنزويلا (ليو راميرز/فرانس برس/getty)
+ الخط -

شغلت "المناورة" المصرية لوقف إطلاق النار، الصحف الإسرائيلية، اليوم الأربعاء. وبعد أن كشفت مصادر مقربة من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لـ"العربي الجديد"، أنّ المبادرة مصدرها إسرائيل، ونقلتها الى القاهرة خلال زيارة سرية، من رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، محمد التهامي، تل أبيب في 11 يوليو/تموز الجاري، أعلنت صحيفة "هآرتس"، أنّ فكرة المبادرة المصرية، جاءت أصلاً من أبو مازن نفسه.

وكشفت الصحيفة في تقرير لها "ما وراء كواليس المبادرة المصرية"، مشيرةً إلى أن الفكرة الأساسية التي قامت عليها "المبادرة المصرية"، جاءت أصلاً من الرئيس الفلسطيني قبل أيام عدة، وقبل الضغوط الأميركية، وبموازاة بدء الحديث عن المبادرة القطرية.

ونقلت الصحيفة عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى، "المبادرة المصرية" كانت تبن لفكرة طرحها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قبل أيام عدة من طرحها. وحسب الصحيفة، فقد اقترح عباس على المصريين أن يعلنوا بداية وقف "العمليات العدائية" من كلا الطرفين، وتُطلق فقط بعد ذلك مفاوضات للبحث وتحديد تفاصيل الاتفاق والمسائل المتعلقة بقطاع غزّة، مثل معبر رفح ومناطق الصيد وسياسة فتح المعابر البرّية مع إسرائيل.

وقالت "هآرتس": إن المخابرات المصرية، والفريق الرسمي المقرّب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفي المقدّمة المفاوض الإسرائيلي، يتسحاق مولخو، ورئيس مجلس الأمن القومي، يوسي كوهين، ورئيس "الشاباك" يوفال ديسكين، ورئيس القسم السياسي والأمني في وزارة الأمن، عاموس جلعاد، صاغوا اقتراح "وقف إطلاق النار.

وأضافت أنّ الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل إنّ الجانب المصري، وردّاً على سؤال من الفريق الإسرائيلي في شأن موقف حركة "حماس"، قال إنه إذا وافقت إسرائيل على الاقتراح، فلن يكون أمام "حماس" من مفرّ وستضطر إلى الموافقة عليه، واتضح، لاحقاً، أن العكس هو ما حدث، خاصة بعدما بيّن التقرير أن مصر لم تجر أي اتصال جاد مع "حماس" في شأن وقف إطلاق النار.

ويبرز التقرير تعمّد التوقيت الذي اختارته مصر لإعلان "مبادرتها"، وطريقة هذا الإعلان، إذ يبين أنّ الخطوة المصرية الإسرائيلية، جاءت لسدّ الطريق كليّاً أمام تدخل ودور فاعل لوزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي أجرى، يوم الاثنين، سلسلة اتصالات مكثفة مع مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، معرباً عن استعداده للوصول إلى المنطقة. وكان هذا عملياً هو الشرارة التي عجلت الخروج بالمناورة المصرية؛ فالنظام المصري أراد أن يظهر قدرته السياسية في إعادة "دور مصر الإقليمي"، فيما رغبت إسرائيل بقيادة نتنياهو في تجنب سيناريو يظهرها تخضع للضغوط الأميركية، وهو ما قد يمنح "حماس" إنجازات سياسية مهمة.

من جهة ثانية، تناولت الصحف الإسرائيلية حسابات الربح والخسارة من المنارة المصرية، وقبول إسرائيل بوقف إطلاق النار ساعات. واعتبر المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن المناورة المصرية "كانت من دون أدنى شك خطوة محسوبة جداً خدمت على أفضل وجه كلاً من مصر وإسرائيل. فقد أحبطت مصر كليّاً جهود "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لإدخال وساطة قطرية تركية الى المشهد العام، وحددت مكانة مصر في الحلبة الإقليمية، وأظهرت الحركتين كمنظمات رافضة لوقف إطلاق النار، حتى في صفوف سكان القطاع، وفي الحلبة الدولية، حسب الكاتب الإسرائيلي.

وأشار يشاي إلى أنّ المناورة المصرية تصب في مصلحة إسرائيل، لأنها تمنحها دعماً وشرعية دولية، بل وحتى شرعية عربية داخلية، لمواصلة قصف غزة. إضافة إلى أنها تجعل من مصر الشريك في المفاوضات مع "حماس"، وعليه تضمن مصلحة إسرائيل، على اعتبار أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يرغب في منع تعزيز قوة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" مستقبلاً.