"لوكنار أونشينيه": نتنياهو متعجرف وأسلحة لإسرائيل بـ40 مليار دولار

"لوكنار أونشينيه": نتنياهو متعجرف وأسلحة لإسرائيل بـ40 مليار دولار

18 مايو 2016
نتنياهو يؤمن بأن "الغطرسة مُربِحة" (Getty)
+ الخط -
يقترب الرئيس باراك أوباما من مغادرة البيت الأبيض، وقبل أن يودّع موظفيه يتأهب لتوقيع صفقة عسكرية ضخمة مع إسرائيل. هذا ما أكّدته صحفية "لوكنار أونشينيه" الفرنسية الأسبوعية، اليوم الأربعاء.

وتحدثت الصحيفة في مقال لكلود أنجيلي، عن "مليارات من مبيعات الأسلحة بتوقيع قلمِ فائز بنوبل للسلام". كما تتحدث عن صفقة ضخمة مع إسرائيل، وهي ليست الأولى فخلال عشر سنوات من حكم أوباما "يتم الحديث عن مبيعات أسلحة أميركية حديثة (من بينها أحدث الطائرات المقاتلة فانتوم 35، مثلاً) إلى إسرائيل، بثمن يتراوح ما بين 40 و50 مليار دولار".

ولكن الشيء الذي فاجَأ وزارة الدفاع الفرنسية، وأحد مساعدي وزير الدفاع الفرنسي جان لودريان، في هذه الصفقات، بحسب الصحيفة، هو الإسراع المفاجئ في هذه المبيعات وفترة الصفقات، إذ إن العسكريين الفرنسيين، وعلى غرار زملائهم في وزارة الخارجية، على علم بعلاقة البغض المتبادلة بين أوباما ورئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، وهو ما دفع دبلوماسياً فرنسياً إلى الاعتراف بأن "هذين الرجلين يحسان بنفور حقيقي من بعضهما البعض، ولكن نتنياهو هوَ منْ يفوز في المحصلة النهائية. فقد حصل، من قبل، على تعهد من أوباما بألّا يعترض، نهائياً، على تطوير المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ولا على الضمّ المتواصل والتدريجي للأراضي الفلسطينية. وأخيراً، يلح دائماً على المزيد من المساعدات من واشنطن".

وعلّلت الصحيفة بالقول إنّه ليس من الصعب البحث عن الأمثلة، فهناك الطلب الذي عبّر عنه نتنياهو، أخيراً، والذي توصل به البيت الأبيض في شهر فبراير/ شباط الماضي، والمتمثل في زيادة المساعدة العسكرية الأميركية المُقدَّمة، سنوياً، لإسرائيل (هدية تصل إلى 3 مليارات دولار بشرط استخدامها في شراء تجهيزات أميركية)، إلى 5 مليارات دولار.

لا يقول لنا التاريخ، كما يعترف صاحب المقال، إن كان الطلب الإسرائيلي قد استجيب له، ولكنه يكشف مرة أخرى: "أن واشنطن تتصرف مع إسرائيل كحليف لطيف ومتعاطف".

نتنياهو المتعجرف

ورسم أنجيلي صورة نتنياهو، والذي يحكم إسرائيل بمعية وزراء من اليمين المتطرف وأعضاء حزب ديني، باعتباره متعجرفاً، يؤمن بأن "الغطرسة مُربِحة".

واستعرض الصحافي بعضاً من ضحايا نتنياهو حتى داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بمن فيهم الجنرال مايير غولان، والذي تم اتهامه بأنه "يَحُطّ من قيمة الهولوكوست"، حين تجرأ، في الرابع من شهر مايو/ أيار على التصريح بأنّه "لا شيء أهون من كراهية الآخَر ولا من السقوط في الحيوانيّة". والشيء نفسه حصل لرئيس الأركان، والذي انتقد تصرفات بعض الجنود، بهذه العبارات: "لا أريد من عسكري أن يفرغ رشاشه على شابة فلسطينية في عمر الثالثة عشرة تهدّدُهُ بِمقصّ".

نتنياهو يهين فرنسا

تحدثت الدبلوماسية الفرنسية قبل أيام عن مشروع فرنسي لعقد مؤتمر في باريس في 30 مايو/أيار الجاري، أرادت فيه باريس "تحريك مسار السلام الإسرائيلي الفلسطيني"، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفضه، وهو ما دفع مسؤولين فرنسيين للحديث عن تأجيله. وتحدثت "لوكنار أونشينيه" عن استقبال فاتر أقيم لوزير الخارجية الفرنسية في إسرائيل، جان مارك قبل أيام، "رغم كل جهود المصالحة".

واعتبر أنجيلي أنّه من الملفت أنّ موقف نتنياهو الرافض، دونما توقف، طاول كلّ المواقف الفرنسية بما فيها الصادرة من "الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، والرئيس الحالي فرنسوا هولاند، ووزير الخارجية لوران فابيوس، والذين لم يُعرف عنهم أبداً أنّهم متعاطفون مع الفلسطينيين".

وأنهى الصحافي مقاله باستعراض هذه الحقيقة التي يتناساها نتنياهو حين يتحدث عن فهمه للسلام، والمتمثلة في أنه "منذ سنوات عدّة تتعاون أجهزة الشرطة والاستخبارات الإسرائيلية والفلسطينية وتتبادل المعلومات في ما بينها، بشكلٍ يُرضي قياداتها".

المساهمون