"روبوت السير" هدية لعمّال الطرق في يومهم

"روبوت السير" هدية لعمّال الطرق في يومهم

01 مايو 2015
أول "روبوت سير" في باريس 1976(Getty)
+ الخط -

لعلّها الهدية الأمثل لعمّال الطرقات، في يوم العمّال العالمي، الأوّل من مايو/أيار، ونحن نعلم أنهم يعملون الآن، بينما نحتفل ونهنئ. ولعلّها مرّة نادرة، يفرح فيها بعض منتقدي سيطرة الروبوتات والآلات الميكانيكية على حياتنا ومنافستها للشكل الإنساني لمجتمعاتنا وأيضاً المضمون الروحي.

لكنّ رؤية عامل متدثّر بـ "أوفرول" سميك، مكمّم بكوفية أو منديل، يحمل راية زاهية، يوجّه فيها السيارات بعيداً عن أشغال يقوم بها زملاؤه، في حرارة تفوق الخمسين مئوية منتصف النهار، هو مشهد يؤلم الإنسانية بما لا يقاس من مشهد غزو الروبوتات.

"روبوتات السير" التي زاد انتشارها في شوارع العاصمة القطرية، الدوحة، مؤخّراً تُعدّ حدثاً سارّاً، يذكّرنا بتلك الخدعة اللطيفة التي طالما لجأ إليها المزارعون لتخويف الطيور، ومنعها من أكل ما زرعوه من بذور.

وبالعودة إلى قصّة "روبوت السير"، نجد أنّ أوّل ظهور ملموس له كان عام 1976، حين وضعته بلدية باريس قرب "قوس النصر" وأطلقت عليه اسم "السيد سام"، مبيّنة أنه مخصص لإرشاد سائقي الدراجات النارية، كما أطلقت في الوقت نفسه روبوتاً متحرّكاً يمسك أيدي الأطفال ويعبر بهم بين رصيفين.

ومؤخّراً، دشّنت حكومة الكونغو الديموقراطية روبوتاً ضخماً لتسيير حركة السيارات، عند اثنين من تقاطعات شوارع العاصمة كينشاسا، ليحلّ مكان شرطي السير أو الإشارة الضوئية التقليدية، وهما من تصميم المهندسة الكونغية، تيريز إيزاي.

التقنيّة التي استبدلت شرطيّ السير بإشارة المرور، وعمّال أشغال الطرقات بروبوت السير، والحمّالين بالرافعات. ضيّقت فرص العمل على عمّال الأرض، ووفّرت المال للمستثمرين، وراحة ضمير للمراقبين من المهتمين بالحقوق العمالية وحقوق الإنسان بشكل عام، ولكنّها أعفت العمّال من مهمّة غير بشرية، وفي مرّة نادرة يحلّ بديل غير بشري في مكانه الصحيح.
عيدُ عمّال سعيد.

المساهمون