"الإخوان المسلمون" تحذر من تلفيق اتهامات لقياداتها المعتقلين

"الإخوان المسلمون" تحذر من تلفيق اتهامات لقياداتها المعتقلين

16 مارس 2017
الإخوان:الأمن يستخدم وسائل حديثة لتلفيق اعترافات كاذبة(مصطفى الشامي/الأناضول)
+ الخط -

حذرت جماعة الإخوان المسلمين، اليوم الخميس، السلطات الأمنية المصرية من الاستمرار في تعذيب قياداتها المعتقلين بمقار الاحتجاز، وتلفيق الاتهامات ضدهم، مشيرة إلى أن قوات الأمن تستخدم وسائل حديثة لتلفيق اعترافات كاذبة، بهدف "تشويه صورة الجماعة".

وقال المتحدث الإعلامي لـ"جماعة الإخوان المسلمين"، طلعت فهمي، في بيان، نشره الموقع الرسمي لـ "الإخوان"، إن " الجماعة تلقت معلومات مؤكدة عن قيام زبانية الانقلاب العسكري عبر أجهزتهم الأمنية المختلفة، بممارسة تعذيب بدني ونفسي على عدد من قيادات الإخوان المعتقلين، وفي مقدمتهم الدكتور محمد عبدالرحمن المرسي، رئيس اللجنة الإدارية العليا وعضو مكتب الإرشاد، وعدد من المختفين قسريا".

وأشار البيان إلى أن أجهزة الأمن "تستخدم وسائل حديثة لتلفيق اعترافات كاذبة؛ بهدف تشويه صورة الجماعة"، محذرا من " الأساليب الخسيسة في تلفيق الاتهامات"، بحسب وصفه، مبيناً في الوقت ذاته، أنها "ليست غريبة على العسكر، ولا على أجهزتهم الأمنية، فتاريخهم مليء بكثير من الجرائم".

بيان الإخوان، استبق على ما يبدو، استعداد وزارة الداخلية المصرية، لإذاعة فيلم متلفز باعترافات تم انتزاعها من قيادات الإخوان المعتقلين تحت التعذيب، بحسب مقربين من القيادات المحلية للجماعة.

وتداول عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي "فيسبوك" معلومات عن قيام الأجهزة الأمنية بممارسة تعذيب بدني ونفسي على عدد من قيادات الإخوان المعتقلين، وفي مقدمتهم المرسي، وعدد من المختفين قسريًا، مستخدمين وسائل حديثة لتلفيق اعترافات كاذبة، بهدف تشويه صورة الجماعة، بحسب النشطاء.

وكتب الناشط، إبراهيم عطا، عبر حسابه على " فيسبوك"، "يبدو أنه خلال ساعات قليلة قادمة ستذيع داخلية السيسي فيديو للدكتور محمدعبدالرحمن المرسي عضو مكتب الإرشاد ورئيس اللجنة الإدارية العليا في الجماعة...لفيديو وفق مصادر، تم تسجيله تحت التعذيب والعقاقير، يجبر فيه المرسي على التصريح بتهم كاذبة تخص جماعة الإخوان المسلمين، الغرض منها تسويق بأن الإخوان تنهج العنف والتطرف أمام المجتمع الدولي". وتابع عطا أنه "قد يدخل في الاعتراف تحت الإكراه أسماء دول إقليمية أيضا".

يشار إلى أن المرسي، لا يزال محتجزاً في أحد مقار أمن الدولة، وقد تم عرضه على النيابة عدة مرات، لكنه لا يودع أي سجن بالمخالفة للقانون ".

ووفق شهادات لمحامين يتعرض المرسي لحالة من الإعياء وعدم التركيز نتيجة التعذيب، ويبدو عليه أنه في حالة غير طبيعية على مستوى الإدراك والوعي، بجانب معاناته من مرض القلب".

وسبق أن أدانت جماعة "الإخوان المسلمين"، تعرض قياداتها للتعذيب والضغوط البدنية والنفسية في أحد سجون النظام المصري المشددة، لانتزاع اعترافات غير حقيقية تمهيداً لإحالتهم إلى قضايا كبرى، وفق بيان للجماعة في 2 مارس/آذار الجاري.

وحمَّلت "الإخوان المسلمون" الأمن ومصلحة السجون، المسؤولية الكاملة عن سلامة المرسي وكافة المعتقلين والمختفين قسريا.

وكانت السلطات المصرية قد ألقت القبض على المرسي في منطقة القاهرة الجديدة، كما اعتقلت أيضاً عدداً من مرافقيه، منهم محمد عامر، وجلال محمود مصطفى، وعمر السروي، وأحمد جاب الله، وعزت السيد، وحمدي الدهشان، مؤخرا.

وقررت نيابة أمن الدولة العليا حبس المرسي ومرافقيه 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 317 لسنة 2017 حصر أمن دولة عليا. ووجهت النيابة له، اتهامات قيادة جماعة أسست خلافاً لأحكام الدستور والقانون، الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة ومنعها من ممارسة عملها، والتواصل مع أعضاء التنظيم بالخارج، من أجل نقل تعليمات التنظيم الدولي لجماعة "الإخوان المسلمين"، وقيادة ملف الحراك الثوري في الجماعة.

 

يذكر أن المرسي، المولود في 22 أغسطس/آب عام 1953 بمحافظة الدقهلية، كان عضوًا في مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، وشغل منصب وكيل المكتب الإداري للجماعة، بمحافظة الدقهلية، ويعد أحد رموز جماعة الإخوان بالمحافظة، إلى جانب محمد كمال الدين، مرشد عام الجماعة في الصعيد. 



 وكان زوج النائبة سهام الجمل، التي توفيت يوم السبت 12 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2013، متأثرة بجراحها نتيجة اعتداء قوات الأمن عليها، أثناء مشاركتها في مسيرة مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي بمدينة المنصورة.

وتعد الراحلة إحدى ضحايا الأحداث التي شهدتها منطقة الترعة بالمنصورة في شهر يوليو/تموز عام 2013، إذ تم الاعتداء على مسيرة نسائية مؤيدة لمرسي بالرصاص الحي.

وسبق أن أذاعت السلطات المصرية تسجيلات متلفزة لأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين ورافضين للانقلاب، تحدثوا عن مخططات وجرائم ارتكبوها، انتزعت الاعترافات تحت التعذيب، ومنهم مستشار وزير المالية في عهد الرئيس محمد مرسي، عبد الله شحاتة.

شحاتة، الأكاديمي الذي عمل بصندوق النقد الدولي، بدأ عليه آثار التعذيب، وهو يتحدث عن استخدامه "بمب" وحجارة، لصناعة قنابل يدوية.