"الأهرام" تحتفل بميلادها ببرقية شكر عسكرية!

23 اغسطس 2015
المانشيت الذي نشرته الصحيفة
+ الخط -
"لا تتعجب فإنها صحافة عصر الانقلاب"، فكلما ظن المتابع للصحافة المصرية في عصر السيسي أنها اكتفت بإثارة العجب، فاجأته بالجديد دائما من حيث لا يدري. وأحدث فصول هذه الكوميديا الصحافية، كانت بطلتها صحيفة النظام الرسمية "الأهرام"، حيث فاجأت الصحيفة قراءها، في صفحتها الأولى من عدد اليوم الأحد 23 آب/أغسطس 2015، بخبر تحت عنوان: "وزارة الدفاع تهنئ الأهرام بذكرى صدور العدد الأول". ونشرت الرسالة التي أرسلها مدير إدارة الشؤون المعنوية اللواء محسن محمود علي عبد النبي للصحيفة في ذكرى إنشائها، رغم مرور حوالى عشرين يوماً على ذلك.
وعلق متابع ساخراً: الخبر، لا يشك عاقل أنه سيدخل موسوعة "غينيس" من أوسع أبوابها، لأن التهنئة تأتي من وزارة الدفاع نفسها، في خطوة تؤكد ما قاله السيسي تكرارا: "والله ما حكم عسكر".

وازدان الخبر بعبارات الشؤون المعنوية التي حفظها المصريون عبر التلفزيون الرسمي لأكثر من ستين عاماً، ليتفوق عصر السيسي على عصر أسلافه في وضع وزارة الدفاع في غير موضعها. فبدلا من أن تكون على الحدود لحماية البلاد، نقلها لصفحات الجرائد، في تطور يحسب بالتأكيد للانقلاب.

على منصات التواصل، بدا جليا أثر الصدمة على تعليقات الناشطين، إثر انتشار صورة الخبر الصادر في عدد الأهرام صباح اليوم، فعلق الصحافي محمد الجارحي، قائلاً: "ده مانشيت جريدة الأهرام، وزارة الدفاع بنفسها تهنئ الأهرام بذكرى صدور العدد الأول، مرار طافح".

البعض سخر من طبيعة المجاملات المتبادلة بين الأهرام والشؤون المعنوية وقال أحدهم: "الباشا بتاع الشؤون المعنوية عنده فراغ للدرجة دي، قاعد يكتب جوابات في أعياد ميلاد الصحف". والبعض الآخر استنكر المادة الصحافية المنشورة في صدر الصفحة الأولى وقال أحدهم: "إيه علاقة وزارة الدفاع بحكاية زي دي؟ ما افتكرش إن عصر حسني مبارك شفنا عنوان زي ده؟". وسخر آخر مطالبا وزير الداخلية بالمثل وقال: "السيد وزير الداخلية قدامك فرصة تبعت تهنئة بذكرى صدور العدد الأول من الأهرام حتى نهاية أغسطس.. إن شاء الله ما حد حوش".