"الأسرار العائليّة" على مواقع التواصل السعودية

"الأسرار العائليّة" على مواقع التواصل السعودية

07 أكتوبر 2015
تتمرّد السعوديات عبر شبكات التواصل (تويتر)
+ الخط -
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، بعدة قضايا سعودية اعترض البعض على مسألة نقاشها علناً، لأنها بحسب الناشطين "أسرار عائلية". 

الحالة الأولى كانت لشاب اشتكى ظلم خاله له وتسببه في سجنه، وأخرى لزوجة وثّقت خيانة زوجها لها بالفيديو ونشرته، وثالثة لزوج نشر محادثات زوجاته الخاصة على "واتساب".

فبعد أقل من يوم على ضجة أثارها مقطع فيديو لشاب فضّل اللجوء إلى المغرّدين لحل خلافه مع شقيق والدته، أثار مقطع فيديو جديد جدلاً بعد أن تداوله الناشطون، وهو لسعودية صورت خيانة زوجها لها. السيدة السعودية نشرت المقطع على شبكات التواصل، حيث دشّن مغردون وسم "#سعوديه_تفضح_زوجها_الخاين" ليتخطى عدد التغريدات الـ590 ألف تغريدة. وتباينت الآراء بُعيْد نشر الفيديو، حيث إن الزوجة قد تتعرّض لعقوبة السجن عاما واحدا، أو قد تغرّم نصف مليون ريال، وفق قانون الجرائم الإلكترونية بتهمة التشهير بالزوج.

ولاقت خطوة السيدة دعماً كبيراً من المغردات الإناث، في حين ساند معظم المغردين الذكور الزوج، مؤكدين أن "السّتر كان أولى"، ومنهم الداعية الشيخ عادل الكلباني ‏الذي كتب: "من أهم المبادئ التى هدمتها التقنية الحديثة: من ستر مسلماً"، فيما قال عمرو بن طلال: "وإن كنا نمقت الخيانة والتحرش، إلا أن الستر فيها مطلوب لها وله، لا تنشروا المقاطع المخلّة ولا تعيدوا تغريدها وامسحوها". وعلى نفس النهج كتب خالد الحقباني: "مهما كان خطأ وذنب الزوج، فالواجب النصح والستر، ومهما كان تقصير الزوجة معك، فالواجب تقوى الله ومراقبته، ولا عذر للخيانة".


قصةٌ أخرى حصلت على اهتمام الناشطين، بعد انتشار صورة لمحادثة زوج مع زوجاته الثلاث عبر "واتساب"، وفي المحادثة أخبرهن الزوج بأنه ينوي الزواج برابعة، وعلى عكس قصة الزوج الخائن، كانت غالبية التغريدات ضد تصرف الزوج الذي "هتك ستر حياته الأسرية ونشرها على العلن"، وهو أمر اعتبره المغرّدون "تصرّفا خاليا من الرجولة".

في المقابل، أكدت الإعلامية خلود القاضي أن الحديث عن الستر حصل فقط لأن المتهم هو الزوج، وكتبت: "فجأة الشعب سار ما يحب الفضيحة ويتكلم عن الستر، ما فكرتكم بكرامة الزوجه وقهرها"، ووافقتها شٓهودي فقالت: "لا تشهرون به استروا عليه والله لو أنها هي اللي خانته مع السوّاق لتلقونها حديث المجالس".


شغف السعوديين بمواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بات "ظاهرة بحاجة للمتابعة"، بحسب الناشط سعود الراوي. واصفا لـ"العربي الجديد" ما يحدث بأنه: "جنون، ولكن مرد ذلك في تصوري هو أن السعوديين يعتقدون أن اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي هو الحل الأفضل للحصول على الحقوق، فالزوجة كانت تعتقد أن مجتمعها لن ينصفها، وسيطالبها بالصبر من أجل أبنائها، وقررت الانتقام بطريقتها، هي لم تفكر في العواقب لحظتها، وكان كل تفكيرها الانتقام، أما الزوج الذي نشر محادثات زوجاته، فكان يتفاخر بذلك أمام أصدقائه، وربما لم يتوقع أن تنتشر المحادثة بهذا الشكل، أو هي محادثة مزيفة مثلاً".

ولفت الراوي إلى إدمان السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها "تويتر" و"سناب شات" و"انستغرام" فقال: "قد تجد الأسرة في مكان واحد، ومع ذلك كل منهم منشغل بجهازه الذكي، وعندما يريدون الحديث يتبادلون الرسائل النصية"، وتابع: "لنكن منصفين، هذا الإدمان يجتاح العالم، وليس السعودية فقط، ولكن في السعودية الجنون أكبر، وتغيرت طبيعة المجتمع السعودي من مجتمع منغلق، لا أحد يعرف ماذا يدور خلف أسواره، إلى مجتمع منفتح يمكن أن تعرف كل ما يدور فيه وما يحدث داخل البيوت من خلال متابعة الانستغرام أو سناب شات".

وفي السعودية حصراً، ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي منذ عام 2012 وحتى عام 2015 إلى 65%، بعد أن كان عدد المستخدمين 8.5 ملايين عام 2012. ويستخدم أكثر من 92% من السعوديين أجهزة ذكية لتصفّح الإنترنت، وهو ما يعتبره الراوي: "تحولاً كبيراً في طبيعة المجتمع السعودي، الذي لم يعد منغلقاً".


اقرأ أيضاً: السعودية: جدل حول دعوات لـ"الجهاد في سورية"