"الأبديون" لزهانغ ـ كي: توهان الخلاص

14 مايو 2018
(فيسبوك)
+ الخط -
يتوسّع "الأبديون" للصيني جيا زهانغ ـ كي في كشف تفاصيل صغيرة موزّعة على هامش الحبكة الدرامية الأصلية. تنفتح التفاصيل على لحظات ومغامرات ومفارقات، يُمكن تحرير النصّ منها لانعدام الحاجة الدرامية والسردية إليها، رغم أن تبريرًا لاستخدامها يُفيد بتأكيدها التوهان الذي تعيشه تشياو (زهاو تاو) بُعيد خروجها من السجن، المُقيمة فيه 5 أعوام بتهمة حيازتها مسدّسًا من دون رخصة، وبتهمة إطلاق الرصاص منه، وإنْ في الهواء.

في 141 دقيقة، يتابع "الأبديون" ـ المُشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018) لمهرجان "كانّ" ـ رحلة امرأة عاشقة، تحاول إنقاذ والدها من قسوة الخيبة الناتجة من إقفال منجم يعمل فيه، وتسعى إلى عيش حياة هائنة مع حبيبها بِنْ (لِيَاو فان)، المتورّط في أعمال "غير شرعية". إطلاق الرصاص ناتجٌ من اعتداء شبابٍ على بِنْ، فيُلقى القبض عليهما، لكن بِنْ يخرج من السجن بعد عامٍ واحد فقط، ويختفي عن تشياو نهائيًا.

الجزء الأول سردٌ عاديٌّ لوقائع تُقدٍّم، في نحو 65 دقيقة، شخصيات وحالات وعلاقات ومآزق. وإذْ يُعتبر خروج تشياو من السجن بداية جزء آخر مختلف تمامًا عن سابقه، جماليًا وبصريًا وإنسانيًا، فإن لتأسيس الجزء هذا جذرًا متمثّلاً في اغتيال صديق بِنْ ومدرّبه وسيّده في عالم الجريمة.

الأهمّ كامنٌ في تحوّل الجزء الثاني إلى لوحاتٍ تمزج جمال طبيعة مفتوحة على ألوان وأمطار وعمارة وأنهارٍ وحكاياتٍ متعلّقة بالبلد وتبدّلاته، بتوهان امرأة مُصابة بانفضاض الحبيب عنها، قبل أن تستعيده لنوعٍ من تصفية المعلَّق بينهما. وعندما يُصاب بعطبٍ صحيّ، تُنجده فتُبقيه إلى جانبها كمحاولة إضافية لإنقاذه من خرابه الجسدي وتمزّقه الروحي وألمه الذاتيّ. ومع أنّ إطالة زمن الجزء الثاني دقائق كثيرة، وتضمينه قصصًا وشخصيات عابرة، إلا أن جوهر المسألة يكمن في إمعانٍ بصري في تفكيك شخصية تشياو ومصائبها، قبل اغتسالها من قهرها بمواجهة مُسبِّب قهرها هذا، واستعادته إياه، و"منعه من الموت" كي يعيش الألم و"يُدرك معناه وقسوته".
المساهمون