وجاء في مقال للصحيفة البريطانية، نشر أمس الثلاثاء، أن "رجلاً يقف وراء فكرة تنظيم تظاهرة مزيفة، وقد استوحى الفكرة من الاحتجاجات الأخيرة التي قامت في لندن ضدّ زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، كاشفةً أنه "حاول دفع آلاف الجنيهات الإسترلينية، الشهر الماضي، لوكالة تمثيل، لتنظيم تظاهرة مزيفة في اليوم ذاته الذي يلتقي فيه أمير قطر، تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني مع رئيسة الوزراء، تيريزا ماي".
وبحسب "ذا إندبندنت"، فقد "استخدم الرجل، وهو فنان معروف في جنوب لندن، تفاصيل مزيفة للاتصالات وشركة غامضة تم إعدادها قبل ثلاثة أشهر فقط لتسهيل الدفع إلى الوكالة".
وأضافت أنه "من غير الواضح لماذا حاول الرجل، دفع ثمن التظاهرة أو ما إذا كان قد تصرف كوسيط لطرف آخر"؟ وبينت أن "التظاهرة ألغيت في اللحظة الأخيرة من قبل الوكالة، بعد أن أدركت الهدف الذي سعى إليه الرجل وما الذي كان يطلبه عبر استئجار فنانيها".
وألقت قطر اللوم على دول الحصار الأربع في التخطيط لتنظيم هذه التظاهرة المزيفة.
وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدّم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة الدوحة، وتهدف إلى فرض الوصاية عليها.
ورأت الصحيفة أن "التظاهرة المزيفة، هي تصعيد محاولات التأثير على التصوّر البريطاني والدولي للمنطقة".
وتأكيداً على استنتاجها، كشفت "ذا إندبندنت" أنّه في "نهاية شهر يوليو/تموز، تم إرسال بريد إلكتروني للممثلين الناشئين من وكالة اكسترا بيبول، وعرض 20 جنيهاً إسترلينياً لكل شخص يشارك في التظاهرة ضد الأمير القطري، تميم بن حمد آل ثاني".
ونقلت الصحيفة عن متحدّث من وكالة "إكسترا بيبول"، قوله إن "شخصاً اتصل به، لتوفير أشخاص لهذا الحدث". وتظهر رسائل البريد الإلكتروني التي حصلت عليها صحيفة "ذا إندبندنت"، أن العميل كان مصوراً من سيراليون يدعى ليزلي غندا.
وكتب العميل لوكالة "إكسترا بيبول"، قائلاً "ليس عليهم قول أي شيء. سيتواجدون هناك فقط لجعل المكان يبدو ممتلئًا". وتابع أن "أمير قطر قادم إلى داونينغ ستريت وهم لا يريدونه هنا. الأمر أشبه بالوقت الذي جاء فيه ترامب ورفض الناس وجوده هنا".
وقدّم غندا، وفقاً للرسائل المسربة، إلى وكالة التمثيل عنواناً يجمع عنوانه الأصلي مع رمز بريد عشوائي في شمال غرب لندن. كما قدّم رقم هاتف محمول يختلف برقم واحد عن رقم هاتف معروف يستخدمه. وليس من الواضح ما إذا كان رقم الهاتف الذي تواصل منه مع "إكسترا بيبول" يعود إليه، بحسب ما ذكرته الصحيفة.
وتابعت "وبعد أن طلبت منه الوكالة تزويدها بتفاصيل عن الشركة من أجل المضي قدماً في هذا الحدث، أجاب الوكالة بإرسال الفاتورة إلى شركة نبتون بي أر ليميتيد".
وبحسب "ذا إندبندنت"، فقد زارت الصحيفة البريطانية العنوان الذي قدمه غندا، وهو مبنى في شرق لندن، لكنها لم تجد سوى صندوق بريد للشركة. ولم يكن هناك مكتب.
وزادت الصحيفة أنه "وبعد تقديم الدليل على مراسلات البريد الإلكتروني على "تويتر" من قبل إكسترا بيبول، صمت حساب "تويتر" المزعوم لشركة نبتون بي أر ليميتيد".
Twitter Post
|
كذلك أخفقت المديرة الوحيدة للشركة، لولا تيراند، وهي امرأة فرنسية تعيش في شرق لندن، في الرد على الأسئلة عندما اتصلت بها "ذا إندبندنت".
وكانت صحيفة "ذا غارديان" قد نقلت عن دبلوماسي قطري، اتهامه دول الحصار بتزييف التظاهرة، قائلاً "لديهم تاريخ طويل في استخدام المتظاهرين مدفوعي الأجر لمحاولة تشويه سمعة أولئك الذين لا يتفقون مع آرائهم". ولفت الدبلوماسي، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، إلى أنه "على الرغم من محاولاتهم الأخيرة لنشر الأكاذيب حول قطر، فقد عززت زيارة الأمير الشراكة التاريخية والاستراتيجية بين قطر والمملكة المتحدة".
وذكرت "ذا إندبندنت" في السياق ذاته، أن مزاعم لم يتم التحقق منها مفادها أن أشخاصاً، بمن فيهم مجموعة من الروس، قد دفعوا أموالًا مقابل المشاركة في مسيرة سابقة مناهضة لقطر خارج البرلمان في 23 يوليو/حزيران.