"أوشن 8": إعادة إنتاج نسائية

"أوشن 8": إعادة إنتاج نسائية

27 يوليو 2018
من "أوشن 8" لغاري روس (فيسبوك)
+ الخط -
عندما أعلنت شركة "وارنر براذرز"، قبل نحو عام، عن مشروع فيلم نسائي بعنوان Ocean’s 8، كجزء من سلسلة "أوشن" الشهيرة التي قام ببطولتها جورج كلوني وبراد بيت، وأخرج ستيفن سودربيرغ أجزاءها الـ3 بين عامي 2001 و2007، ارتكزت دعاية الفيلم الجديد بأنه ليس مجرّد Remake أو إعادة إنتاج لأحد الأفلام الـ3، بقدر ما هو تكملة للقصّة بشخصيات جديدة تتزعمها شقيقة داني أوشن. ورغم أن قصّة "أوشن 8"، نظريًا، تقوم على هذا الأمر فعليًا، إلا أن النتيجةَ، عمليًا، إعادةُ إنتاجٍ كاملة للجزء الأول (2001)، بفصوله وتطوّراته وتفاصيله، وبطابعه البصري أيضًا. 


يبدأ "أوشن 8" لغاري روس بمشهد مماثل تمامًا لافتتاحية "أوشن 11" قبل 17 عامًا: ديبي أوشن، شقيقة داني، تُجري مقابلة لإصدار قرار عفو عنها غير مشروط، تُسأل خلالها إلى أي مدى ستكون شخصًا صالحًا بعد قضائها الأعوام الـ5 الأخيرة من حياتها في السجن. بعد خروجها، تزور قبر شقيقها، وتبدأ البحث عن كلود بيكر، تاجر الأعمال الفنية الذي تسبَّب في إرسالها إلى السجن. وكما ثلاثية سودربيرغ، يكون دافعُ الانتقام المحرِّكَ الأساسي الذي تخطِّط له: التحضير لسرقة مجوهرات نادرة يملكها بيكر. لذا، تبحث عن شريكتها القديمة لو، الموازية لشخصية راسلي ريان (براد بيت)، كي تخطِّط معها للعملية، لكنهما تحتاجان إلى نساءٍ أخريات لتنفيذها، فتبدآن البحث عنهنّ لتشكيل فرقة نسائية.




يسير الفيلم على هذا المنوال في موازاة مستمرّة لتفاصيل "أوشن 11" بشكل يُشبه ما فعله المخرج والكاتب جي. جي. أبرامز عند إعادة إطلاق سلسلة "حرب النجوم" في الجزء الـ7 "استيقاظ القوة" (2015)، إذْ أعاد حينها إنتاج المحرّكات والتفاصيل الدرامية نفسها الموجودة في الجزء الأول "أمل جديد" (1977) في نسخةٍ أحدث. "أوشن 8" يتحرّك بالطريقة نفسها في تعامله مع إحياء سلسلته، في حين أن التغيّرات قليلة للغاية: إذا كان المال هدف عملية السرقة في العمل الأصلي، فالهدف هنا هو المجوهرات؛ كما أن عدد أعضاء الفريق 8 نساء بدلاً من 11 رجلاً، مع الاحتفاظ بطبيعة المهمّة نفسها (الشخص الواجهة رجل أعمال أو عارضة أزياء، أو توحيد شخصية مخترق الكمبيوتر في المهمّتين). هذا يولِّد إحباطًا إزاء الفيلم لأنه ليس "إعادة إنتاج". أمرٌ تجدر مناقشته من ناحية الاتجاه إلى النسوية في هوليوود نتيجة نضالات حقوقية نسائية، وكيفية تأثير ذلك على السينما سلبًا أو إيجابًا. المحبط أيضًا هو الإصرار الإنتاجي على تصديره كـ"تكملة" وجزء 4 للسلسلة، فيشعر المتفرّج حينها بالخديعة.

بعيداً عن ذلك، وفي حال لم يُشاهَد العمل الأصلي أساسًا، فإن "أوشن 8" فيلم جيد، أو على الأقلّ يُمكن وصفه بكونه مُسليًا. أبرز مميزاته أنه يستفيد إلى أقصى مدى من جاذبية ممثلاته، وأنه لا يوجد أداء خارق لإحداهنّ، فالقصّة والدراما لا تسمحان بذلك.

ما يحدث هو ارتباط سريع بالشخصيات والشعور بالخفّة والمتعة أثناء حواراتهنّ وخططهنّ الذكية، وتحديدًا مع ساندرا بولوك وكايت بلانشيت. "كيمياء" التمثيل غير متوقّعة بينهنّ، إلى درجة تصديق أن ديبي ولُوْ صديقتان قديمتان. يحدث هذا لاحقًا مع هيلينا بونهام كارتر وميندي كالينغ، وأيضًا مع آن هاثاوي، رغم عدم تألّقها حضورًا وكوميديا، إلا أن استغلالها من ناحية الأزياء مصدر جاذبية الفيلم، وصولاً إلى استغلال وجود ريانا (في ثاني عمل لها كممثلة) بمشاهد لا تحتاج إلى أداء ما يجعلها ممتازة بالنسبة إلى دورها.

هذا كلّه يجعل "أوشن 8" مقبولاً، خصوصًا بالنسبة إلى محبّي السلسلة، ومحبّي ممثلات الفيلم الجديد هذا أيضًا.

دلالات

المساهمون