"أوبك" بلا اتفاق وتوقعات باستمرار تدهور سعر النفط

"أوبك" بلا اتفاق وتوقعات باستمرار تدهور سعر النفط

28 نوفمبر 2014
أسعار النفط قد تهوي إلى 60 دولارا للبرميل(فرانس برس)
+ الخط -
هوت أسعار النفط، أمس الخميس، بعدما فشلت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في خفض الإنتاج لوقف الانهيارات المتواصلة في الأسعار منذ شهر يونيو/حزيران الماضي وحتى الآن، وأبقت المنظمة أمس على سقف الإنتاج الحالي للنفط من دون تغيير، وذلك في اجتماع عقد في العاصمة النمساوية فيينا، حسب تصريحات وزير النفط السعودي علي بن إبراهيم النعيمي.
وقال النعيمي للصحافيين إن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) لن تخفض إنتاجها من النفط الخام. وجاءت تصريحات النعيمي عقب اختتام اجتماع أوبك، الذي استمر خمس ساعات، وشهد عمليات شد وجذب بين مطالبين بخفض الإنتاج لوقف تراجع الأسعار، وآخرين يطالبون بالإبقاء على الإنتاج الحالي.
وقررت المنظمة الإبقاء على سقف إنتاجها النفطي، رغم تخمة المعروض في الأسواق العالمية من النفط، ما أدى إلى خفض أسعاره بشكل كبير. وقال عبد الله البدري، الأمين العام لمنظمة "أوبك"، إن المنظمة "لا تستهدف سعراً محدداً"، وذلك رداً على سؤال عن التطلعات السابقة لسعر عند مائة دولار للبرميل.
وخلا بيان أصدرته "أوبك" عقب اجتماعها من أي ذكر لضرورة التزام الأعضاء بهدف سقف الإنتاج الحالي البالغ 30 مليون برميل يومياً.
وتراجع سعر النفط أمس إلى أدنى مستوى منذ أربع سنوات، بعد إبقاء "أوبك" على سقف إنتاجها الحالي. ورداً على سؤال حول قرار المنظمة بعد محادثات مطولة أجرتها في فيينا، قال وزير النفط الكويتي علي صالح العمير للصحافيين "لا تغيير"، مضيفاً أن المنظمة " لم تغيّر" سياسة إنتاجها.

وكان العمير قد صرح قبيل الاجتماع أن على "أوبك" أن تقبل بأي سعر تمليه السوق، سواء 60 أو 80 أو 100 دولار للبرميل.
وقال وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي، إنه يتوقع أن تجد أسعار النفط دعماً عند 65 إلى 70 دولاراً للبرميل.
وقال مندوب لدى منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) إن المنظمة ستعقد اجتماعها المقبل في يونيو/حزيران المقبل.
وحسب محللين فقد ضغط منتجو النفط الخليجيون لعدم خفض إنتاج أوبك، رغم مطالبة بعض الأعضاء بدعم أسعار الخام المتراجعة عن طريق حجب الإمدادات الزائدة عن السوق.
وكانت أسواق النفط العالمية في بورصة لندن قد أخذت في حساباتها قرار عدم خفض منظمة "أوبك" لسقف الإنتاج الحالي وتعاملت معه على أساس أنه واقع خلال يومي الأربعاء وأمس الخميس.
وهبط سعر خام برنت أكثر من ثلاثة دولارات إلى أدنى مستوياته في أربع سنوات دون 75 دولاراً للبرميل أمس الخميس بعد أن قررت "أوبك" عدم خفض الإنتاج.
وهوى سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي بنحو ثلاثة دولارات أمس الخميس، إلى 70.75 دولاراً للبرميل أدنى مستوى له منذ يونيو/حزيران 2010 بعد قرار أوبك عدم خفض الإنتاج.
وسبق اجتماع "أوبك" تراجع خام نفط برنت دولارين، متجها صوب أقل مستوى في 50 شهراً دون 76 دولاراً للبرميل وسط توقعات بأن يبقي أعضاء أوبك على مستوى الإنتاج دون تغيير، رغم تخمة كبيرة في المعروض بالأسواق، وهو ما حدث بالفعل.
وتراجعت أسعار النفط أكثر من الثلث منذ شهر يونيو/ حزيران إذ طغت زيادة إنتاج الخام الصخري في أميركا الشمالية على الطلب في وقت يتباطأ فيه نمو الاقتصاد العالمي.
وقال ريتشارد مالينسون، المحلل لدى إنرجي اسبكتس للاستشارات التي مقرها لندن قبيل الاجتماع "ربما نشهد المزيد من عمليات البيع، ما لم يتم الاتفاق على خفض الإنتاج. ربما نرى برنت يتجه إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل".

وفي أسواق الصرف بدأ المضاربون المراهنات على انخفاض عملات الدول النفطية، وسط توقعات بقاء أسعار النفط ضعيفة لفترة أطول. ففي أوروبا خسرت العملة النرويجية (كرونا) نحو 0.5% من قيمتها مقابل الدولار، فيما انخفضت مؤشرات الأسهم في دول الخليج. وقادت الأسهم العمانية موجة الانخفاض في إغلاق أسواق أمس.
وكانت البورصة السعودية التي يشكل فيها قطاع البتروكيماويات الجزء الأكبر من أرباح الشركات أكبر الخاسرين من هبوط أسعار النفط، لكن بعض المستثمرين يخشون أن تخفض الحكومات في المنطقة الإنفاق، وهو ما سيكون له تداعيات على الاقتصادات بصفة عامة.
وقال وزير النفط القطري، محمد السادة، قبيل الاجتماع إنه يرى تناغماً بين أعضاء "أوبك" ولا يرى أزمة، في إشارة واضحة إلى أن دول الخليج تدخل هذا الاجتماع بموقف موحد، يرفض تدخل المنظمة في مجريات السوق النفطية، وترك الأسعار لتحددها قوى السوق.
وكان وزير البترول السعودي علي النعيمي ونظيره الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي، قد قالا يوم الأربعاء إنهما يتوقعان أن تستقر سوق النفط من تلقاء نفسها.
وحظي اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط لأول مرة منذ 20 عاماً بمتابعة غير مسبوقة. وكانت التوقعات أن تحدث خلافات عميقة داخل قاعة "أوبك" الرئيسية، بعد أن هوت أسعار النفط 33% منذ يونيو/حزيران بسبب طفرة النفط الصخري الأميركي وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وأوروبا.
وحسب محللين، فإن من شأن قرار عدم خفض الإنتاج، أن تترك الأسعار لقوى السوق والمضاربات خلال الشهور المقبلة.
وحسب هذا القرار، فإن خبراء النفط في لندن يتوقعون أن تتأرجح الأسعار بين 75 و85 دولاراً لبرميل النفط خلال الشهور المقبلة.
لكن متعاملين في السوق العالمي قالوا منتصف الأسبوع إن أسعار النفط قد تهوي إلى 60 دولارا للبرميل إذا لم تتوصل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى اتفاق على خفض كبير لإنتاج المنظمة في اجتماعها الذي عقد أمس في فيينا.
ويبدو أن دول الخليج وعلى رأسها السعودية، قد أعدت العدة للتعامل مع انخفاض إيرادات النفط خلال الشهور المقبلة.
ويستطيع السعوديون والمنتجون الخليجيون الآخرون تحمل مثل تلك المعركة وفترة من انخفاض الأسعار بفضل احتياطاتهم الضخمة من النقد الأجنبي. لكن أعضاء آخرين مثل فنزويلا وإيران سيواجهون مصاعب أشد.
وقال أوليفييه جاكوب من بتروماتركس الاستشارية "نفهم من هذا أن السعودية تروج لفكرة أنه ينبغي أن تنخفض أسعار النفط في المدى القصير بحد أدنى عند 60 دولارا للبرميل كي تنعم باستقرار أكبر في السنوات القادمة عند 80 دولاراً فأكثر".

المساهمون