هل حَمِيَّةُ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المفاجئة، وتصعيده اللفظي مع روسيا، ورئيسها، فلاديمير بوتين، شخصيا، في سورية، يأتي في سياق إثبات أنه ليس لعبة في يد الأخير، وخصوصا أن التحقيقات في هذا الصدد يضيق خناقها عليه، وعلى بعض من حوله؟
آراء
أسامة أبو ارشيد
13 ابريل 2018
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
قرّر الأميركان والفرنجة الإغارة عليهم، وضبطوهم بالجرم المشهود، كانت المخابرات السورية الفاضلة تعذِّب حماراً في فرع الجوية، وقد مات تحت التعذيب، فأحضروا حماراً آخر، اعترف بأنه أرنب، وهو في الرمق الأخير.
وسط استنفار دولي للبحث عن ردّ عسكري مشترك على مجزرة النظام السوري في دوما بالسلاح الكيميائي، وحبس أنفاس لضربة عسكرية محتملة تستهدف نظام بشار الأسد، اختار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن يتوجّه مباشرة إلى روسيا في تهديداته.
يتحرّى مسؤولون دوليون حقيقة هجوم يشتبه بأنه بالغاز السام على مدينة دوما السورية المحاصرة والخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، يوم السبت، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى، ومئات المصابين.
يشجّع غياب أي رد فعل حقيقي على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين عشرات المرات وحماية روسيا له، على استمراره في اللجوء إلى هذا السلاح لحسم معاركه ضد المعارضة المسلحة، ويأتي في هذا السياق الهجوم على دوما ليل السبت.
تشير المعطيات الطبية التي جمعتها "العربي الجديد" إلى استخدام نوع غير عادي من السلاح الكيماوي في دوما السورية، وذلك بالاستناد إلى شهادات أطباء وناشطين بالإضافة إلى الصور الواردة من هناك.
دوما تقصف بالغازات السامة، والضحايا من المدنيين يصعب إحصاؤهم مع استمرار القصف، وفرق الإنقاذ تكشف عن المزيد من القتلى في البيوت والأقبية. دوما تعيش كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، بلا مشافٍ والعلاج المتوفر لا يتعدى كونه إسعافات أولية.
سارع النظام السوري إلى توظيف المجزرة التي ارتكبها بالأسلحة الكيميائية، أمس السبت، في دوما، والتي لم يحسم بعد العدد النهائي لضحاياها جراء اكتشاف ملاجئ جديدة كان يحتمي بها المدنيون، وذلك عبر الإعلان عما سماه بمفاوضات مع "جيش الإسلام".
قالت وزارة الخارجية الأميركية، يوم السبت، إنّ التقارير عن سقوط ضحايا بأعداد كبيرة في هجوم كيميائي في دوما بسورية "مروعة"، وإنّها إذا تأكدت فإنّها "تتطلّب ردّاً دولياً".