تعود الخلافات من جديد لتهدد مسار الحل في السودان، ولكن هذه المرة بين مكوّنات "قوى الحرية والتغيير"، مع اعتراضات من "الجبهة الثورية" المنضوية ضمن هذه القوى على نقاط في الإعلان السياسي الذي تم التوصل إليه بين المعارضة والمجلس العسكري.
ثمّة تيار يعشق أنصاره كل قبيح وظالم، وكل قوي متجبر، في أي مكان وزمان، ويكرهون كل مختلفٍ عن القطيع، أي قطيع بالمطلق. يحبون بشار الأسد وترامب وبوتين وسالفيني، ويتغزّلون بكل صورة لرجل شرطة معتد في أميركا، ويحتفون بقانون الطوارئ الفرنسي.
لم تمضِ سوى ساعات قليلة على إعلان المجلس العسكري وقوى "الحرية والتغيير" في السودان التوقيع بالأحرف الأولى على وثيقة الاتفاق السياسي، والتي أكدوا أنها حظيت بإجماع وطني بما في ذلك الحركات المسلّحة، حتى اعترضت هذه الحركات عليها.
يستمرّ توافد عشرات المقاتلين المرتزقة الأفارقة إلى معسكرات حفتر، استعداداً لإطلاقه المرحلة الثانية من عمليته نحو طرابلس. ولا تقتصر الإمدادات التي يؤمّنها حلفاء حفتر على نقل مقاتلين، بل تشمل أيضاً إمدادات عسكرية.
أرجأت لجنة قانونية تسليم مسودة الاتفاق النهائي بين المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى إعلان الحرية والتغيير وذلك لأسباب فنية، طبقاً للوساطة الأفريقية.
أكدت لجنة قانونية مشتركة، شكّلها المجلس العسكري وقوى "إعلان الحرية والتغيير" في السودان، أنها أوشكت على الانتهاء من الصياغة القانونية للاتفاق السياسي بين الطرفين اللذين توصلا إليه فجر يوم الجمعة الماضي.
الأرشيف
عبد الحميد عوض
08 يوليو 2019
راتب شعبو
طبيب وكاتب سوري من مواليد 1963. قضى 16 عامًا متّصلة في السجون السوريّة. صدر له كتاب "دنيا الدين الإسلامي الأوّلَ" (دراسة) و"ماذا وراء هذه الجدران" (رواية)، وله مساهمات في الترجمة عن الإنكليزيّة.
مؤشر على مستوى نضج قيادة الثورة السودانية الجمع بين الثبات والمرونة، الثبات على تغليب العنصر المدني على الجسم الانتقالي، والمرونة في قبول التشارك مع المجلس العسكري في هذا الجسم، وذلك على الرغم مما أقدم عليه المجلس العسكري من غدر ووحشية.
يواجه الاتفاق بين قوى المعارضة والمجلس العسكري في السودان، جملة من التهديدات التي قد يقود أي منها إلى انهياره بشكل كامل، فما هي أبرز هذه التهديدات التي لا تنحصر فقط بالعوامل الداخلية؟
يفتح الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المعارضة السودانية والعسكر، المجال أمام تسوية تسمح بإعادة الاستقرار إلى البلاد وطي صفحة نظام عمر البشير، غير أن هذا الاتفاق يبقى رهن التطبيق وسط مخاوف من تنصّل العسكر منه.