في الوقت الذي تنقل مختلف وسائل الإعلام مجريات الجريمة التي ارتكبها النظام السوري وحلفاؤه بحق مئات المدنيين في دوما، تبدو وسائل إعلام النظام، والصفحات التابعة له في وادٍ آخر، مستخفّةً بأرواح نساء وأطفال قضوا اختناقاً بغاز السارين السام.
قالت وزارة الخارجية الأميركية، يوم السبت، إنّ التقارير عن سقوط ضحايا بأعداد كبيرة في هجوم كيميائي في دوما بسورية "مروعة"، وإنّها إذا تأكدت فإنّها "تتطلّب ردّاً دولياً".
عبّر السوريون على مواقع التواصل الإجتماعي عن غضبهم من المجزرة التي تسبب بها قصف قوات النظام السوري لمدينة دوما المحاصرة شرقي دمشق بالأسلحة الكيماوية فضلاً عن القصف المستمر بالأسلحة التقليدية والذي خلّف عشرات القتلى والجرحى.
انشق محمد الدوماني عن قوات النظام السوري في حي المنشية بدرعا جنوب سورية قبل ستة أعوام، وتحديداً عن الفرقة 15، والتحق بـ"الجيش السوري الحر"، بعدما "رأى الظلم الذي أوقعه جيش النظام بالأهالي"، وهو يتابع الآن أخبار مدينته دوما.
ارتفعت حصيلة القتلى المدنيين، من جرّاء الغارات الجوية التي نفذتها طائرات النظام السوري الحربية والطائرات الروسية على مدينة دوما، إلى 30 قتيلاً، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى، فيما كثّف النظام ضرباته الصاروخية على المنطقة ذاتها.
وصلت الدفعة الأولى من مهجري مدينة دوما إلى مخيم شبيران قرب مدينة قباسين في ريف حلب الشمالي، بالتزامن مع السماح بدخول مهجري الدفعة الثانية، الذين كانوا عالقين على الحاجز الفاصل بين مناطق سيطرة النظام السوري وسيطرة قوات "درع الفرات".
"أشعر بالجوع. أريد أن آكل اليوم سندويشتين، وأرغب في الاستحمام وارتداء ملابس نظيفة". هذا ما قاله الطفل السوري محمد السرميني بعفوية لوالدته ساعات قليلة قبل أن يفارق الحياة بالقصف في دوما.
غادرت، مساء اليوم الأحد، 30 حافلة تقل أكثر من 1300 حالة إنسانية وعائلات لمقاتلي "فيلق الرحمن" من مدينة دوما باتجاه الشمال السوري، فيما أعلن النظام التوصل لاتفاق يقضي بخروج مقاتلي "جيش الإسلام " إلى جرابلس، شرق حلب.
"اسكت.. وين مفكر حالك" هكذا وبالحرف، ردَّ رئيس مجلس شعب بشار الأسد، حمودة الصباغ، على البرلمانيّ محمد قبنض، حينما أراد الأخير وتحت قبة المجلس، توضيح وجهة نظره ولماذا ساوم مهجري الغوطة، بالماء مقابل الولاء.
لم يقف الحصار على الغوطة الشرقية حاجزاً بين الفتى، خليل محمود، والسعي وراء تحقيق أحلامه بعد خروجه من المعتقل، وهو من عاش أواخر طفولته متنقلاً بين سجون النظام والحصار في غوطة دمشق.