يبدو أن عملية عسكرية تركية في الشمال السوري، وتحديداً في ريف حلب، تلوح بالأفق، وسط ترجيحات بأنها ستكون بحال حدوثها ثمرة التفاهمات التركية الروسية في العاصمة موسكو مطلع الشهر الماضي، وتستهدف تحديداً الوحدات الكردية في مدينة تل رفعت وقرى بمحيطها.
تشي التحركات العسكرية لأطراف الصراع في الشمال الغربي من سورية، بأنها تفكر في مرحلة ما بعد وباء كورونا، وتستعد لجولات قتال جديدة، فيما يهدد الفيروس بكارثة إنسانية في هذه المنطقة في ظلّ انعدام الإمكانات لمحاصرته.
يحاول النظام السوري التذرّع بالرفض الشعبي لمرور الدوريات الروسية على طريق "أم 4" وإعلان موسكو أنها أعطت أنقرة مهلة من أجل حلّ الموضوع من أجل استكمال محاولاته للسيطرة على الطريق، فيما استقال قائد الجبهة الوطنية للتحرير بعد اجتماع للفصائل بأنقرة.
على الرغم من أن الهدوء الحذر بقي مسيطراً على إدلب ومحيطها أمس الاثنين في اليوم الـ11 لتوقيع اتفاق موسكو، إلا أن روسيا ادعت أن "تشكيلات إرهابية" أعادت تسليح نفسها، تشنّ هجمات مضادة، في مؤشر على نيّة الروس العودة للتصعيد العسكري.
أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم الجمعة، أن المسؤولين الأتراك والروس اتفقوا على تفاصيل وقف إطلاق النار في إدلب شمال غربي سورية، وعلى تنظيم دوريات مشتركة على طريق "إم 4" الرئيس، اعتباراً من يوم الأحد.
بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأوضاع في منطقة إدلب السورية، مشيدين بانخفاض مستوى التوتر في منطقة خفض التصعيد بإدلب إلى حد كبير.
كشفت مصادر تركية رفيعة المستوى، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، عن أنّ أنقرة وموسكو اتفقتا على فتح معابر عدة لعودة النازحين والمهجرين في منطقة خفض التصعيد بإدلب شمال غربي سورية، في حين يبحث الجانبان موضوع تقديم ضمانات لعودة آمنة للمدنيين.
استكمل النظام السوري، اليوم الأربعاء، إزالة السواتر الترابية والحواجز الإسمنتية عن الطريق الدولي "أم 5"، وذلك بعد يوم من بدء إزالتها عن الطريق الدولي "أم 4"، في خطوة تعتبر تمهيداً لفتح الطريقين أمام الدوريات الروسية التركية المشتركة.
مع استمرار الغموض قائماً حول مستقبل إدلب، على الرغم من صمود اتفاق وقف إطلاق النار حتى اليوم، طرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسوية جديدة على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تقوم على التشارك في إدارة حقول النفط في دير الزور.