دخل الشمال الغربي من سورية مرحلة جديدة حبلى بالتطورات العسكرية والسياسية، مع بدء تنفيذ اتفاق تركي روسي نزع فتيل حرب كان من المتوقع أن تطاول تداعياتها ملايين المدنيين.
أكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ"العربي الجديد" أن قانون "قيصر" المرتبط بفرض عقوبات على نظام بشار الأسد، سيطاول مصالح الحكومات والجهات الرسمية الإقليمية والدولية الساعية للمصالحة معه، رابطة أي عملية إعادة إعمار في سورية بالحل السياسي
أخذت جهود النازحين والمهجرين من المناطق التي سيطر النظام السوري عليها في إدلب تتجه نحو التنظيم، في إطار الضغط على فصائل المعارضة لإعادتهم إلى مناطقهم، فيما لا تزال تركيا وقوات النظام تحشدان المزيد من العناصر في المنطقة.
بدأ الأتراك أخيراً بالاعتماد على معسكر المسطومة الذي يقع شمالي الطريق الدولي "أم 4"، كمركز عمليات أساسي في إدلب بشمال غربي سورية، إذ قام الجيش التركي بتحصينه وزيادة العتاد العسكري فيه، حتى بات نقطة تمركز أولى وأساسية للقوات التركية.
يواصل الروس اللعب على مسار أستانة من أجل نزع مزيد من أوراق القوة لدى المعارضة السورية، التي خسرت بين جولات المسار الـ15 الكثير من المناطق التي كانت تسيطر عليها، فيما تحاول إيران أن تكون جزءاً من التفاهمات الروسية التركية.
لم يحسم أكراد سورية خياراتهم السياسية، ولا تزال أحزابهم وقياداتهم السياسية غير متفقة على الوجهة النهائية لمستقبلها في سورية، لا سيما في الشمال الشرقي، في ظلّ ضغوط أميركية للتوحد.
أرسلت القوات الروسية تعزيزات جديدة إلى منطقة شرق نهر الفرات السورية، وذلك للحيلولة دون قيام القوات التركية بعمل عسكري باتجاه منبج أو عين العرب، فيما تحتفظ أميركا بوجود عسكري فاعل، خصوصاً في مناطق النفط والغاز.
في ظل الانشغال العالمي بأزمة تفشي كورونا التي وجّهت الأنظار عن باقي التطورات في سورية، تبقى الأولوية القصوى للنازحين في شمال غربي سورية هي العودة إلى منازلهم، معتبرين الأزمة الحالية ثانوية أمام ذلك.
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غرب سورية يومه الثلاثين، واصلت قوات النظام السوري خرقه، وسط حشود متبادلة من جانب تركيا والفصائل التي تدعمها من جهة، وقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية التي تقاتل معها من جهة أخرى.