كانت انتفاضة يوم الأرض فصلاً جديداً في صراع مستمر حتى اليوم، نجح في وقف الاندفاعة الكولونيالية الإسرائيلية بعض الشيء؛ لكن التصاعد الراهن في نهب الأرض يستدعي مراجعة السياسة الفلسطينية المتبعة في الدفاع عن الأرض.
إزاء هذا الوضع الفلسطيني الشائك، الذي يغصّ بالتناقض، ثمة ضرورة لبلورة عِقْد وطني اجتماعي مستنبط من حاجة ومصالح الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده. عقد هو ميثاق مُطَوَّر يشكل مرجعية وناظماً للنضال المشترك للقوى السياسية والكفاءات والنخب كافةً.
المهمة الأكثر احتياجا في مثل هذه اللحظة التاريخية هي توظيف الحركة السياسية للاندفاع الشبابي الثوري وانفجاراته التلقائية المدهشة ووضعه في خدمة برنامج التحرر من الاحتلال. والانتقال من الاندفاع الثوري التلقائي وتضحياته وخسائره الجسيمة إلى عمل نضالي منظم طويل النفس.
وشيئاً فشيئاً تبنى ما يسمى "المجتمع الدولي" وجهة النظر الإسرائيلية التي لخّصت قضية فلسطين، بعد اتفاقية أوسلو، بأنها نزاع حدودي وليس نزاعاً استعمارياً بين حركة تحرر ونظام استعماري كما يجدر به أن يسمّى وأن يُعامَل.