خليل الوزير

لا يخرُج تخصيص هذه المساحة لقامة الجزائري عثمان سعدي في رحيله، وهو اللغوي والباحث والمؤرّخ، عن صفتها معنيةً بشؤون سياسية. الجوهري لدى الفقيد الكبير يبقى حاجةً من شديد الوجوب الاعتصام بها، تلك العروبية الحضارية وصيانة اللغة والانتصار لفلسطين وقضيتها.

وحّد دم شيرين أبو عاقلة قبضات الفلسطينيين وأصواتهم، فجمع موتُها ما فرّقته السياسة وما باعدته الأيديولوجيا وما مزّقته الاختلافات الحزبية والفصائلية. وفي حي التضامن الدمشقي، ما زالت أجساد أخوة شيرين تقبع في حفرة منسيّة من بين مئات الحفر المتناثرة.

الحقائق العصيّة على المحو، والبديهيات الأقوى من خرائط اليأس، تفرضان القول الصحيح عن حاجة الفلسطينيين إلى انتشال أنفسهم من قيعانٍ أخذتهم إليها رهاناتٌ خائبة وانقساماتٌ مخزية. وليس من صيغةٍ تُسعفهم في هذا غير أن تتّحد طاقاتهم في تثمير إرادة جسورة بينهم

على مدى 11 عاما، قيل الكثير في تشويه انتفاضات الشعوب العربية وثوراتها. ووصلت حملات التشويه والافتراء على الانتفاضات والثورات إلى إطلاق تعبير "الربيع العبري" عليها، في استثمار "عقلية المؤامرة" التي تسيطر على جانبٍ لا يستهان به من الثقافة والإعلام.

قد تكون هناك غالبية في الشارع الفلسطيني خلف الحركة الوطنية، ولكن في غياب انتخابات أو تفاهم حركة فتح بين أعضائها وتفاهم حقيقي لتحالف وطني للحركة الوطنية، فسنكون في وضع يطيح فيه التيار الإسلامي البراغماتي الحركة الوطنية الفلسطينية.

لم تكن الفلسطينية دلال المغربي "فيمنست"، بل كانت فدائية اختارت تخليد يوم المرأة العالمي في جلسة تدريبٍ على فك الكلاشنكوف وتركيبه، بدل تفكيك نظريات الفلاسفة والمنظرين واجترارها، وثارت على الصورة النمطية للمرأة قبل "غوغل" الذي يحتفل اليوم بعيد المرأة.