من بين 1700 مشروع على مستوى العالم، تم اختيار ابتكارها العلمي كأفضل مشروع في مجال العلوم البيئية، لتصبح أول مصرية وعربية تحصد المركز الأول على العالم في مسابقة "انتل اسيف" للعلوم والهندسة في أميركا للعام 2015، وهي أكبر مسابقة موثقة ومعترف بها للأبحاث العلمية. وتكريما لها ولجهودها في ابتكار مشروع يخدم الإنسانية، أطلقت وكالة "ناسا" الفضائية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، اسمها على كويكب جديد أصبح يحمل اسم "مصطفى 31910".
اقرأ أيضا:الفائز بنجوم العلوم: إياكم والاستهانة بأفكار أبنائكم
في تواضع شديد ترفض لقب عالمة أو مخترعة، تقول "للعربي الجديد": "أنا مجرد طالبة مصرية وباحثة علمية، اسمي ياسمين يحيى مصطفى، من محافظة دمياط المصرية وأدرس في الصف الثالث الثانوي بمدرسة المتفوقات للعلوم والتكنولوجيا بالمعادي، وهي مدرسة حكومية داخلية تابعة لوزارة التربية والتعليم، بتمويل أميركي، ولهذا فالدراسة بها تتبع النظام الأميركي وتقوم على البحث والتجربة والتفكير الإبداعي والنقدي والتدريب على أساليب ومناهج البحث العلمي بشكل ممتاز".
لا تنكر ياسمين فضل والدتها وأسرتها البسيطة في قبول الالتحاق بمدرسة داخلية وبعيدة عن بلدتها بعد تفوقها في الإعدادية، وترفض تخيل نفسها في مدرسة ثانوية عادية تتبع النظام التعليمي المصري القائم على الحفظ والتلقين وعدم إعمال العقل، نظام يعتبر الطالب على هامش العملية التعليمية، وما كانت لتعرف أياً من أصول البحث العلمي أو الاشتراك في مثل هذه المسابقات.
اقرأ أيضا:لماذا يكرهون دراسة العلوم؟
المشروع الفائز
تشرح ياسمين مشروعها الذي حصدت به المركز الأول قائلة إنه عبارة عن System يستطيع حل أهم مشاكل المجتمع المصري والتي حصرتها في مشكلة المياه والطاقة وتلوث الهواء بتكلفة مادية لا تتجاوز 63 جنيها فقط، فالجهاز يعمل على تحويل أي مياه ملوثة إلى مياه مقطرة ثم يضاف إليها الأملاح والمعادن المختلفة، ويعتمد الجهاز على قش الأرز كوقود في عملية تبخير المياه، إضافة إلى أنه سيحل مشكلة الطاقة لأن عملية الحرق ينتج عنها مجموعة غازات يتم فصلها، فتنتج طاقة كهرومائية وطاقة هيدروجينية كما ينتج مادة البايوديزيل التي تمثل وقوداً هائلاً للسيارات وصديقاً للبيئة.
وتبرر ياسمين اختيارها هذه الفكرة خصوصا لأنها تعيش في محافظة دمياط، حيث مصب النيل وأكبر نسبة فشل كلوي على مستوى الجمهورية.
تقول ياسمين لـ "العربي الجديد: "بعد بحث دقيق اشتركت في المسابقة من خلال مدرستي حيث يقام معرض تمهيدي في المحافظات، ثم تأهلت للمعرض المحلي وبعده المعرض الجمهوري بمكتبة الإسكندرية والذي حصلت فيه على المركز الرابع، وتم اختيار مشروعي "الطاقة الكامنة في قوة قش الأرز" فئة علوم الأرض للسفر والمشاركة في مسابقة انتل intel.
وبابتسامة لا تفارق وجهها عبرت عن كونها الوحيدة في الفريق المصري التي لم يسبق لها المشاركة في أي مسابقات دولية، ولم يخطر ببالها الفوز بأي ترتيب وكانت فرحتها بمتعة التجربة والاستفادة من المشروعات المشارك فيها عدد 78 دولة على مستوى العالم.
وتتذكر لحظة إعلان النتيجة فتقول: بعد إعلان كل من المركز الرابع والثالث والثاني ولم يحصد الفريق المصري أي جائزة، فقدت الأمل وغفوت للحظات، فإذا بهم ينادون اسم مصر، فرحنا وهللنا حتى إننا لفتنا انتباه كل الحاضرين، ولم أتوقع اسمي اطلاقا بعد الإعلان عنه بطريقة غريبة حتى لمحت اسم مشروعي على الشاشة، فأخذت أجري إلى المنصة بمشاعر لا يمكن وصفها.
تنفيذ المشروع
تستطرد مصطفى قائلة: "في أميركا رفضت أكثر من عرض أجنبي لتنفيذ مشروعي، لأنني كنت أتمنى تنفيذه في مصر، فهو قائم بالأساس على مشكلة مصرية وبأدوات مصرية ونجاحه في مصر سيكون مميزا".
تستطرد: لم أندم لحظة على رفضي لهذه العروض، وتمنيت أن أعود إلى أرض الوطن بلمح البصر، متخيلة تطبيق المشروع في وقت وجيز، ولكني صدمت بتجاهل تام من الحكومة المصرية أو كما يقولون: "ودن من طين وودن من عجين"، في المقابل تلقيت عروضا من شركات مصرية خاصة وأنتظر انتهاء الامتحانات والتركيز فيها.
هذا التجاهل لن ينسيني ما حييت مشاعر السعادة بكوني أول مصرية وعربية تفوز بالجائزة منذ 66 عاما، هو تاريخ المسابقة، ولن أنسى عودتي من السفر إلى المدرسة مباشرة في وقت متأخر من الليل ومع ذلك فوجئت بكل أصدقائي في استقبالي، حتى إنهم حملوني على الأكتاف حتى الطابق الرابع، وفي اليوم التالي سافرت إلى محافظتي دمياط وتم استقبالي بمليونية جماهيرية.
اقرأ أيضا:مناهجنا تقتل الإبداع.. وإليك الأسباب
تقصير إعلامي
وتلوم مصطفى الإعلام الذي لم ينصفها ولم يعطها حقها في حصولها على المركز الأول عالميا إلا بعد إعلان وكالة "ناسا" الفضائية إطلاق اسمها على كويكب جديد.
وتوضح: "شاركت وكالة ناسا بوجودها داخل المسابقة من أجل اختيار مشاريع بعينها ودعمها للاستفادة منها، ولتميز المشاريع، أعلنت الوكالة أنها ستطلق أسماء الفائزين على كويكبات جديدة".
وتستطرد ياسمين: "هذا الاهتمام العالمي لفئة الباحثين من عمر (18-13) سنة، حتى أنه تم تعيين محكمين حاصلين على جوائز نوبل لتحكيم مشاريعهم، تقابله صورة مغايرة في مصر، فالقائمون على البحث في مصر لا يعترفون بفئة الباحثين الصغار السن، كما أنهم يقللون من حجمنا ويرون في شغفنا بالبحث مجرد "لعب عيال"، وبالتالي نفتقر دائما إلى الإرشاد والتوجيه والدعم، إضافة إلى أنه لا يُسمح لنا أصلا باستخدام أدوات المعامل على سبيل المثال، حيث إنها تظل في علبها الجديدة وتُعامل كقطع أثرية ممنوع لمسها، الدولة أيضا لم تثبت حسن نيتها إلى الآن تجاه البحث العلمي وخير دليل على ذلك هو ضم كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حقبة واحدة وتهميش البحث العلمي.
الخيبة والأمل
وبمزيج من الأمل والخيبة في آن واحد، تحكي عن تكريم الدولة لها والذي اختصرته في مقابلة الرئيس السيسي وتهنئته لها بالمشروع، ودعوتها في أي "ايفنت" للشباب من قبل الرئاسة، في حين لا توجد أي خطوة عملية أو جادة لتنفيذ مشروعها الذي قد يحل أهم مشكلة تتصدر العناوين الرئيسية في الجرائد اليومية وهي مشكلة المياه.
تقول ياسمين: لم أعد أبالي بمعركة المياه وقرارات الحكومة برفع الدعم عنها بسبب انخفاض حصة مصر، وأرى أن الحكومة هي الخاسرة بعدم تنفيذها مشروعي. ونتيجة لكل ذلك لا تجد ياسمين بدا من البحث عن فرصة لاستكمال تعليمها خارج مصر بالرغم من حبها الشديد للبلد، حسب وصفها.
اقرأ أيضا:المجرة الحلزونية.. نظرة إلى تدريس العلوم في مصر
اقرأ أيضا:الفائز بنجوم العلوم: إياكم والاستهانة بأفكار أبنائكم
في تواضع شديد ترفض لقب عالمة أو مخترعة، تقول "للعربي الجديد": "أنا مجرد طالبة مصرية وباحثة علمية، اسمي ياسمين يحيى مصطفى، من محافظة دمياط المصرية وأدرس في الصف الثالث الثانوي بمدرسة المتفوقات للعلوم والتكنولوجيا بالمعادي، وهي مدرسة حكومية داخلية تابعة لوزارة التربية والتعليم، بتمويل أميركي، ولهذا فالدراسة بها تتبع النظام الأميركي وتقوم على البحث والتجربة والتفكير الإبداعي والنقدي والتدريب على أساليب ومناهج البحث العلمي بشكل ممتاز".
لا تنكر ياسمين فضل والدتها وأسرتها البسيطة في قبول الالتحاق بمدرسة داخلية وبعيدة عن بلدتها بعد تفوقها في الإعدادية، وترفض تخيل نفسها في مدرسة ثانوية عادية تتبع النظام التعليمي المصري القائم على الحفظ والتلقين وعدم إعمال العقل، نظام يعتبر الطالب على هامش العملية التعليمية، وما كانت لتعرف أياً من أصول البحث العلمي أو الاشتراك في مثل هذه المسابقات.
اقرأ أيضا:لماذا يكرهون دراسة العلوم؟
المشروع الفائز
تشرح ياسمين مشروعها الذي حصدت به المركز الأول قائلة إنه عبارة عن System يستطيع حل أهم مشاكل المجتمع المصري والتي حصرتها في مشكلة المياه والطاقة وتلوث الهواء بتكلفة مادية لا تتجاوز 63 جنيها فقط، فالجهاز يعمل على تحويل أي مياه ملوثة إلى مياه مقطرة ثم يضاف إليها الأملاح والمعادن المختلفة، ويعتمد الجهاز على قش الأرز كوقود في عملية تبخير المياه، إضافة إلى أنه سيحل مشكلة الطاقة لأن عملية الحرق ينتج عنها مجموعة غازات يتم فصلها، فتنتج طاقة كهرومائية وطاقة هيدروجينية كما ينتج مادة البايوديزيل التي تمثل وقوداً هائلاً للسيارات وصديقاً للبيئة.
وتبرر ياسمين اختيارها هذه الفكرة خصوصا لأنها تعيش في محافظة دمياط، حيث مصب النيل وأكبر نسبة فشل كلوي على مستوى الجمهورية.
تقول ياسمين لـ "العربي الجديد: "بعد بحث دقيق اشتركت في المسابقة من خلال مدرستي حيث يقام معرض تمهيدي في المحافظات، ثم تأهلت للمعرض المحلي وبعده المعرض الجمهوري بمكتبة الإسكندرية والذي حصلت فيه على المركز الرابع، وتم اختيار مشروعي "الطاقة الكامنة في قوة قش الأرز" فئة علوم الأرض للسفر والمشاركة في مسابقة انتل intel.
وبابتسامة لا تفارق وجهها عبرت عن كونها الوحيدة في الفريق المصري التي لم يسبق لها المشاركة في أي مسابقات دولية، ولم يخطر ببالها الفوز بأي ترتيب وكانت فرحتها بمتعة التجربة والاستفادة من المشروعات المشارك فيها عدد 78 دولة على مستوى العالم.
وتتذكر لحظة إعلان النتيجة فتقول: بعد إعلان كل من المركز الرابع والثالث والثاني ولم يحصد الفريق المصري أي جائزة، فقدت الأمل وغفوت للحظات، فإذا بهم ينادون اسم مصر، فرحنا وهللنا حتى إننا لفتنا انتباه كل الحاضرين، ولم أتوقع اسمي اطلاقا بعد الإعلان عنه بطريقة غريبة حتى لمحت اسم مشروعي على الشاشة، فأخذت أجري إلى المنصة بمشاعر لا يمكن وصفها.
تنفيذ المشروع
تستطرد مصطفى قائلة: "في أميركا رفضت أكثر من عرض أجنبي لتنفيذ مشروعي، لأنني كنت أتمنى تنفيذه في مصر، فهو قائم بالأساس على مشكلة مصرية وبأدوات مصرية ونجاحه في مصر سيكون مميزا".
تستطرد: لم أندم لحظة على رفضي لهذه العروض، وتمنيت أن أعود إلى أرض الوطن بلمح البصر، متخيلة تطبيق المشروع في وقت وجيز، ولكني صدمت بتجاهل تام من الحكومة المصرية أو كما يقولون: "ودن من طين وودن من عجين"، في المقابل تلقيت عروضا من شركات مصرية خاصة وأنتظر انتهاء الامتحانات والتركيز فيها.
هذا التجاهل لن ينسيني ما حييت مشاعر السعادة بكوني أول مصرية وعربية تفوز بالجائزة منذ 66 عاما، هو تاريخ المسابقة، ولن أنسى عودتي من السفر إلى المدرسة مباشرة في وقت متأخر من الليل ومع ذلك فوجئت بكل أصدقائي في استقبالي، حتى إنهم حملوني على الأكتاف حتى الطابق الرابع، وفي اليوم التالي سافرت إلى محافظتي دمياط وتم استقبالي بمليونية جماهيرية.
اقرأ أيضا:مناهجنا تقتل الإبداع.. وإليك الأسباب
تقصير إعلامي
وتلوم مصطفى الإعلام الذي لم ينصفها ولم يعطها حقها في حصولها على المركز الأول عالميا إلا بعد إعلان وكالة "ناسا" الفضائية إطلاق اسمها على كويكب جديد.
وتوضح: "شاركت وكالة ناسا بوجودها داخل المسابقة من أجل اختيار مشاريع بعينها ودعمها للاستفادة منها، ولتميز المشاريع، أعلنت الوكالة أنها ستطلق أسماء الفائزين على كويكبات جديدة".
وتستطرد ياسمين: "هذا الاهتمام العالمي لفئة الباحثين من عمر (18-13) سنة، حتى أنه تم تعيين محكمين حاصلين على جوائز نوبل لتحكيم مشاريعهم، تقابله صورة مغايرة في مصر، فالقائمون على البحث في مصر لا يعترفون بفئة الباحثين الصغار السن، كما أنهم يقللون من حجمنا ويرون في شغفنا بالبحث مجرد "لعب عيال"، وبالتالي نفتقر دائما إلى الإرشاد والتوجيه والدعم، إضافة إلى أنه لا يُسمح لنا أصلا باستخدام أدوات المعامل على سبيل المثال، حيث إنها تظل في علبها الجديدة وتُعامل كقطع أثرية ممنوع لمسها، الدولة أيضا لم تثبت حسن نيتها إلى الآن تجاه البحث العلمي وخير دليل على ذلك هو ضم كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حقبة واحدة وتهميش البحث العلمي.
الخيبة والأمل
وبمزيج من الأمل والخيبة في آن واحد، تحكي عن تكريم الدولة لها والذي اختصرته في مقابلة الرئيس السيسي وتهنئته لها بالمشروع، ودعوتها في أي "ايفنت" للشباب من قبل الرئاسة، في حين لا توجد أي خطوة عملية أو جادة لتنفيذ مشروعها الذي قد يحل أهم مشكلة تتصدر العناوين الرئيسية في الجرائد اليومية وهي مشكلة المياه.
تقول ياسمين: لم أعد أبالي بمعركة المياه وقرارات الحكومة برفع الدعم عنها بسبب انخفاض حصة مصر، وأرى أن الحكومة هي الخاسرة بعدم تنفيذها مشروعي. ونتيجة لكل ذلك لا تجد ياسمين بدا من البحث عن فرصة لاستكمال تعليمها خارج مصر بالرغم من حبها الشديد للبلد، حسب وصفها.
اقرأ أيضا:المجرة الحلزونية.. نظرة إلى تدريس العلوم في مصر