48 مليون دولار كلفة حفلات الزواج اليمنية خلال الصيف

08 سبتمبر 2015
من طقوس الزفاف اليمني (مروان نعماني/فرانس برس)
+ الخط -
احتفل الشاب مختار عبد الله الصبري بزواجه منذ حوالي سنة، إلا أنه ما يزال مثقلاً بالديون التي تبقى منها حتى الآن 3 آلاف دولار، ويقول لـ "العربي الجديد" إنه أقدم على الزواج وهو يمتلك 5.000 دولار، ووجد نفسه مضطراً إلى استدانة مبلغاً يعادل المبلغ الذي بحوزته، وذلك لتغطية نفقات الزواج.

400 عرس أسبوعياً
 
الكثير من الشباب اليمني يعانون من عدم قدرتهم على توفير تكاليف الزواج التي تتراوح في المتوسط ما بين 7.000 إلى 20.000 دولار. ووفقاً لإحصائيات وزارة الداخلية فإن فصل الصيف في اليمن يُسجل أعلى نسبة في الزواج وبمعدل 400 عرس في الأسبوع، وبمتوسط 10 آلاف دولار إنفاق على كل حفل، يمكن تقدير الإنفاق الإجمالي على حفلات الزفاف خلال فصل الصيف وحده بحوالي 48 مليون دولار.
الحاج غيلان المطري، من أبناء صنعاء، يقول لـ "العربي الجديد": "نحن في صنعاء لنا تقاليد معقدة، وعندما نحتفل بعرس الفتاة نكون ملزمين لها بمبلغ 2.300 دولار أقله، إلى جانب الشرط المفروض على العريس والذي لا يقل عن 4.600 دولار، الذي يتم إنفاقه على شراء المجوهرات وتجهيز وتزيين العروس وحفلة الزفاف".
يشير المطري إلى أن الكثير من الأسر في صنعاء والمحافظات الشمالية تُلزم نفسها بتقديم حزام من الذهب، يوضع على الخصر، على الأقل لابنتها العروس إلى جانب ما يُقدم لها عريسها، وعن احتفالية العريس فتكاليفها تصل إلى 15.000 دولار على أقل تقدير، حيث يتم تقديم وجبة الغداء وأغصان القات للضيوف. ويتابع: "من أجل تخفيف أعباء وتكاليف زواج الأبناء الذكور والإناث تُخصص الكثير من الأسر لكل ولد أو بنت "حصالات" للادخار الشهري منذ نعومة أظافرهم، مما يسهل ويخفف تكاليف الزواج".
تتسع متطلبات الأعراس في اليمن، ففي الكثير من المناطق اليمنية تُقام حفلات الزفاف لمدة 3 أيام، ويتم تقديم الذبائح و"القات" للحضور، الأمر الذي يزيد كُلفة هذه الأعراس لتتراوح على أقل تقدير ما بين 15.000 إلى 20.000 دولار، أما بالنسبة لأعراس الأثرياء فتتسم بالبذخ الزائد وبكُلفة لا تقل عن 50.000 دولار.

تكاليف مرتفعة

من جهته، يقول حمود هزبر، مالك محل الأحلام لبيع وتأجير فساتين الزفاف، لـ "العربي الجديد": "الطلب على استئجار فساتين الأعراس كبير جداً، وهناك حالات نادرة من الشراء"، مبيناً أن أسعار تأجير فساتين الزفاف تبدأ من 200 دولار وتصل إلى ألف دولار. أما بالنسبة للبيع فتبدأ من سعر 550 دولاراً، وتصل إلى 2.500 دولار.
هذه التكاليف ليست نهاية المشوار الذي يقود العروس إلى فرحة العمر، بل إنها تحتاج أيضاً إلى الذهب والمجوهرات، والتي لا تقل قيمتها عن (1.500) دولار وبوزن لا يقل عن 30 غراماً، عند الأسر الفقيرة، حسب تاجر الذهب بصنعاء محمد العريفي.
وفي السياق ذاته يقول محمد الرداعي، مسؤول قاعة لحفلات الزفاف، إن أسعار حجز القاعة التي تتسع لـ150 ضيفاً خلال موسم الأعراس تبلغ في المتوسط 400 دولار، دون أن تشمل تقديم المشروبات، والوجبات الغذائية التي عادة ما تقدم في حفلات النساء والتي ترفع من إيجار القاعة إلى 1.200 دولار كأقل كُلفة. من جانبها أم دعاء، أخصائية تجميل عرائس، تقول لـ "العربي الجديد" إن كُلفة تزيين العروس تبدأ من 100 دولار وتصل إلى 800 دولار.
ويرى الباحث الاجتماعي محمد الباشا، أن الشاب المُقدم على الزواج يواجه تحديات كبيرة تتمثل في متطلبات ونفقات الزواج، في ظل غياب فرص العمل داخلياً وضعف الراتب الذي يتقاضاه الموظف في اليمن، سواء في القطاع العام أو الخاص.
بدوره، يؤكد الباحث الاقتصادي يوسف البكري لـ "العربي الجديد" أن زيادة تكاليف الزواج تخلق ظاهرة الاستهلاك الترفي مما يؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي للأسر، كما أنه يزيد معاناة الأسر الفقيرة، إضافة إلى مساهمة ذلك في توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

اقرأ أيضاً:الدوّامة اليمنية: مستقبل اقتصادي أسود نتاج منظومة تعليمية مهترئة
دلالات
المساهمون