"ماركيتينغ" ديني

يبلغ عدد المساجد في الولايات المتحدة 2106 مساجد، وفقا لدراسة أعدها أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة كنتاكي، إحسان باغبي، لكن توجد مئات المساجد خارج هذه المعدلات الرسمية.
فهناك عشرات المحلات التجارية في فرجينيا توفر مساجد للجاليات الإسلامية، خاصة في شهر رمضان.
وهذه تقنية تسويقية جديدة لجذب المسلمين الملتزمين للتسوق في هذه المحلات، فأماكن العبادة داخل الأسواق التجارية لا تكلف أصحابها كثيراً.
ففي منطقة "راينولدس"، مثلا، يضع صاحب دكان بقالة على البوابة الرئيسية لمحله هذا التنبيه: "يوجد مسجد هنا". هذا المسجد الصغير لا يتسع إلا لخمسة أفراد. فيه أربع سجادات ونسختان من القرآن. وعلى الحائط ثلاث سبحات، وبخط عريض كتب: "هنا القبلة". وإلى ركن قصي من الغرفة صندوق صغير للتبرعات لفائدة المسجد.

اتجه صاحب الدكان إلى الغرفة/ المسجد، ووجد شخصين آخرين يصليان. أحدهما عراقي، جاء إلى أميركا قبل 10 سنوات، يقول إنه يعرف صاحب المحل ويتردد عليه كل أسبوعين تقريبا، لشراء مؤونة بعض الأطعمة الشعبية في العراق.

وعن المسجد يقول إن "عمر الصومالي"، كما يسمي صاحب الدكان، "رجل تقي ولا أعتقد أنه وضع المسجد لأغراض تسويقية"، لكن مروان، وهو عراقي أيضاً، يرى أن "معظم زبائن المحل مسلمون. ربما هذه أيضا استراتيجية تجارية. أن تضع مسجداً ومكاناً للوضوء بيد المسلمين. هذا شيء مفيد للجميع".

أما صاحب المحل، فيقول إن الزبائن يرتادون المسجد باستمرار ونفقاته تأتي من تبرعات المحسنين. ولم ينف أن يكون غرض المسجد تجارياً، بل قابل السؤال بابتسامة عريضة، ورد بسؤال آخر: "وهل هذا حرام؟".
من جهة أخرى، تشهد بعض المواد الغذائية إقبالا أكبر في رمضان دون غيرها، فالزيوت القادمة من الدول العربية والتمور والمعلبات والأجبان تأتي ضمن الأكثر مبيعا. ويبلغ سعر خمسة باوندات من الثمر حوالى 10 دولارات في الحالات العادية، لكن في رمضان يصل إلى 15 دولاراً، وأحيانا 20 دولاراً، حسب جودة التمور.