فاجأ مدرب منتخب تونس جلال القادري الجماهير بعدم الاعتماد على قلب هجوم في المواجهة أمام مالي، والتي حسمها التعادل (1 - 1)، في الجولة الثانية من كأس أمم أفريقيا في ساحل العاج.
وبعدما تأكدت نهاية مشاركة قلب الهجوم ياسين الخنيسي في البطولة بسبب إصابته، كان يتوقع أن يدفع المدرب بهيثم الجويني أساسياً أو سيف الدين الجزيري لاعب الزمالك المصري، ولكن القادري فضل الاعتماد على يوسف المساكني في خطة قلب هجوم وهمي، وغير خطّة تونس إلى 4ـ4ـ2، ليكون من بين أول المنتخبات التي لا تعتمد على قلب هجوم كلاسيكي في النسخة 34 من البطولة.
ولجأ القادري إلى هذا الخيار لافتقاد المنتخب التونسي مهاجماً هدافاً، وهو المركز الذي يسبب أزمات في منتخب تونس، خاصة بعد اعتزال وهبي الخزري منذ مشاركته في كأس العالم الأخيرة في قطر، ورغم أنه منح الفرصة إلى العديد من الأسماء في المباريات الماضية، إلا أنه لم يعثر بعد على اللاعب القادر على صنع الفارق وتسجيل الأهداف، ولهذا لجأ إلى هذا الخيار في مواجهة منتخب مالي بحثا عن المزيد من الحلول.
وسبق للقادري أن جرّب هذه الخطة في مباريات سابقة، مثل اللقاء أمام مصر ودياً أو في كأس أمم أفريقيا 2022 في الكاميرون أمام نيجيريا، كما طبق بعض المدربين السابقين هذا الرسم في بطولات سابقة مثل نسخة 2012 من كأس أمم أفريقيا.
وجرّب الكثير من المدربين في العالم هذا الرسم لأسباب مختلفة، حيث كان لوسيانو سباليتي مدرب نادي روما قد اعتمده من أجل حل مشكلة النجم فرانشيسكو توتي في نادي روما، كما شغل الأرجنتيني ليونيل ميسي هذا الدور مع فريقه السابق نادي برشلونة، وهو تصور تكتيكي يسمح لكل مدرب بأن يدعم خط وسط الميدان بلاعب إضافي على أن يحاول كل لاعب منهم استغلال المساحات.
وربما نجح هذ الرسم التكتيكي نسبياً في لقاء تونس ومالي، بما أن حمزة رفيعة نجح في استغلال قلة تركيز لاعبي مالي وتمكن من هز شباكهم على غفلة من الدفاع إثر وصوله إلى الكرة قادماً من الخلف.