بلماضي على خطى حليلوزيتش لمحو آثار ماجر

بلماضي على خطى حليلوزيتش لمحو آثار ماجر

01 سبتمبر 2018
بلماضي مدرب منتخب الجزائر حالياً (Getty)
+ الخط -

يُقال في الجزائر "العام يبان من خريفه"، وهو مثل شعبي يقصد به أن غلة الموسم الفلاحي تظهر من خلال كمية الأمطار التي تتساقط في فصل الشتاء، ويضرب هذا المثل للحديث عن العلامات الأولية لأي شيء في الحياة، والتي تعطي صورة مصغرة عما هو قادم في الأيام القليلة القادمة، فخريف رابح ماجر الجاف من وجهات النظر الواضحة والمليء بالتناقضات كان يوحي بشتاءٍ جاف جداً من حيث النتائج، عكس كمية الأمطار التي تساقطت منذ قدوم الناخب الوطني الحالي جمال بلماضي.

مباشرة بعد تعيينه، ظهر جلياً الفرق الكبير بين المدرب الحالي وبين مدربه السابق في المنتخب، ويظهر الفرق الكبير في الدعم المعنوي للجمهور بين التلميذ والأستاذ، إن صح التعبير، هذا الدعم لم يأت من فراغٍ، بل من خلال الثقة الكبيرة في شخص جمال بعد مشواره الطيب في قطر، وهو ما سبق أن تحدثت عنه عبر صفحات هذا الموقع، من أن مجموعة لاعبي الخضر الجائعة للتتويج تحتاج مدرباً يعرف هذا الطريق وسبق أن سلكه.

ورغم أن القائمة الأولى لمدرب الخضر الجديد لم تلق الإجماع، وهذا الأمرُ يصعب حدوثه، فوجهات النظر تختلف، والعاطفة والانتماء للأندية والإعجاب ببعض الأسماء يختلف من شخص لآخر، لكنها أعطت انطباعاً واضحاً وصريحاً، أن مدرب الدحيل السابق جاء بعقلية الثائر كما فعل وحيد حليلوزيتش ذات مرة قبل قرابة سبع سنوات، حين استدعى 33 لاعباً في أول تجمع له بمركز ماركوسيس بفرنسا، وقرر وقتها فتح الباب للجميع بلغة المصالحة والوئام، قبل أن يبدأ قطف رؤوس أينعت ولم يعد لها ما تعطيه للمنتخب، لنحصد في النهاية منتخباً متجانساً متكاملاً أبهر العالم خلال كأس العالم 2014 في البرازيل.

بلماضي لم يسر فقط على طريق حليلوزيتش، بل حاول من خلال أولى قائماته محو آثار سابقه رابح ماجر، هذا الأخير قاد حملة ممنهجة من أجل مسح آثار مزدوجي الجنسية في المنتخب الوطني، وتطبيق أفكاره التي ظل يتحدث عنها من أن المنتخب للمحليين، واللاعب المحترف ليس إلا لإكمال المناصب الناقصة وفقط، إذ أبعد كلّا من سفيان فيغولي ورايس مبولحي ورياض بودبوز ورشيد غزال وصولاً إلى سفر تايدر من دون تناسي هني والكثير من الأسماء.

جمال أيضاً وضح من خلال قائمته أن تصريحاته في الندوة الصحافية لم تكن من أجل الاستهلاك أو لغة خشبية يراد من خلالها كسب الود، بل حقاً تلك هي أفكاره التي جاء من أجلها، فالرجل أعلنها صراحة أن السبب الذي دفعه لقبول المهمة هو نوعية اللاعبين الموجودين، وأنه من نفس طينة التعداد أي مزدوجي الجنسية، وأن باب المنتخب مفتوح لكلّ من شهادة ميلاده جزائرية.


التحدي الكبير الذي ينتظر بلماضي هو إعادة الروح إلى المجموعة، وهي إحدى الأسباب التي عصفت بالمنتخب منذ رحيل غوركيف، فمنذ مغادرة المدرب الفرنسي، طفت إلى السطح خلافات كثيرة وحرب تصريحات بين اللاعبين، أعطت صورة واضحة عن الجو المشحون في غرف تغيير الملابس، خاصة أن الهواجس التي رافقت لاعبي الخضر، بأنهم غير مرغوب فيهم في المنتخب بعد رحيل محمد روراوة الرئيس السابق للاتحاد، ستزول حتماً من خلال الخطاب الذي سيكون على لسان بلماضي، والذي قرأه الجميع من خلال القائمة، وأن آثار أفكار ماجر قد حُذفت عن آخرها، وأن جمال المحترف السابق قد جعل باب المنتخب مفتوحاً حقاً لجميع المحترفين، وأن الكرة في يد اللاعبين بأن يثبتوا للجميع بأنهم ليسوا مراهقين أو أطفالاً مدللين، وأنهم قادرون على تكرار ما صنعوه من قبل، كما سبق أن صرح بلماضي خلال المؤتمر الصحافي.

المساهمون