نهاية قصة ساري ونابولي: من سيفوز بالمدرب "العبقري"؟

25 مايو 2018
ساري مدرب نابولي السابق (Getty)
+ الخط -

أعلن فريق نابولي الإيطالي عن رحيل المدرب ماوريزيو ساري وتعيين المدرب الخبير كارلو أنشيلوتي. لا يمكن اعتبار الأمر إقالة، لأن ما قدمه ساري مع فريق الجنوب يشهد الجميع بأنه كان مثالياً، إلا أن نابولي بدأ يُفكر في تغيير الأمور والتقدم نحو الأمام والصعود إلى منصات التتويج، لكن مهلاً من سيفوز بالمدرب العبقري في موسم 2018-2019؟

قصة نابولي الجميلة
نابولي مدينة إيطالية جميلة تعشق كرة القدم. نابولي هي المدينة التي تألق فيها لاعب اسمه دييغو أرماندو مارادونا وجعل الجماهير هناك تُحب هذه اللعبة أكثر بسبب ما كان يُقدمه على أرض الملعب. فريق نابولي الذي يغيب عن التتويج منذ حوالي 28 سنة وجد مدرباً إيطالياً اسمه ماوريزيو ساري الذي غير كل شيء في غضون ثلاث سنوات، وأعاد الفريق إلى الواجهة محلياً وقارياً.

يكفي أن يكون نابولي منافس فريق يوفنتوس الوحيد في الدوري الإيطالي في آخر ثلاثة مواسم مع استثناء فريق روما في موسم 2016-2017، للتأكيد على أن العمل الذي قام به ماوريزيو ساري كان خارقاً مع أسماء عادية بدون امتلاك نجوم كبار مثل تلك التي تتواجد في فريق يوفنتوس، بطل إيطاليا، في آخر سبعة مواسم.

في 15 حزيران/ يونيو 2015، أعلن فريق نابولي عن التعاقد مع ساري لكي يكون مدرب الفريق الجديد، وفي 25 أيار/ مايو 2018، قال فريق الجنوب الإيطالي كلمته الأخيرة وودع المدرب الذي غير شكل الحياة في نابولي ومنح جماهير الفريق "الأزرق" الأمل بمستقبل واعد في كرة القدم الأوروبية.

ويكشف سجل ماوريزيو ساري مع فريق نابولي عن العمل الرائع الذي قدمه في إيطاليا، فهو قاد الفريق في 147 مباراة، حقق فيها 97 فوزاً مقابل 25 تعادلا و25 خسارة فقط في ثلاث سنوات متتالية. ووصلت نسبة انتصارات ساري إلى 65%.

ورغم أن ساري لم يُحقق أي لقب مع فريق نابولي، إلا أن عمله بدا واضحاً على أرض الملعب في مباريات الدوري ومواجهات دوري أبطال أوروبا، إذ إن العمل التكتيكي الكبير تحدث عنه المحللون والنقاط في البرامج التحليلية الخاصة بالمباريات. ومن أبرز الأمور التي كانت تُميز فريق نابولي مع ساري من الناحية التكتيكية هي الانضباط الكبير، خصوصاً في المباريات الكبيرة.

وتميز لاعبو فريق نابولي مع ساري بالقوة والصلابة عبر عمليات الضغط الثنائية والجماعية أحياناً، هذا عدا عن طريقة تدرج الكرة من الدفاع إلى الهجوم وسلسلة التمريرات الطولية والعرضية بين اللاعبين والتي تتميز بالسرعة والدقة في الوقت نفسه، وهو الأمر الذي جعل الفريق يتحرك على أرض الملعب وكأنه آلة موسيقية تسير وفق أنغام عازف مُحترف اسمه ساري.

وقبل نهاية موسم 2017-2018، تحدثت الكثير من الصحف الرياضية عن العمل التكتيكي الجبار الذي يقوم به ساري، ونشرت تقارير تشرح طريقة العمل المُميزة ومنحته لقب المدرب "العبقري" الذي يستحق أن يقود فريقاً أوروبياً كبيراً ويُنافس على لقب دوري أبطال أوروبا.

من سيفوز بالمدرب "العبقري"
بعد إعلان فريق نابولي عن رحيل المدرب ماوريزيو ساري، بدأت الصحف الرياضية بالحديث عن مستقبل المدرب الإيطالي وهوية الفريق الأوروبي الذي سيفوز به في موسم 2018-2019. وتصدرت الصحف البريطانية الواجهة، حيثُ أشارت معظمها إلى اقتراب ساري من تدريب فريق تشيلسي خلفاً للمدرب الإيطالي الآخر أنطونيو كونتي الذي سيُغادر قريباً.

وتحدثت التقارير الصحافية عن أن فريق زينيت سانت بطرسبرغ قدم عرضاً رسمياً للمدرب ماوريزيو ساري، إلا أن وكيل أعماله أليساندرو بيليغريني سافر إلى لندن وعقد اجتماعاً مع مسؤولي فريق "البلوز" وذلك من أجل التوصل إلى اتفاق قد يفضي إلى استلام المدرب الإيطالي تدريب فريق تشيلسي انطلاقاً من موسم 2018-2019.

ووفقاً للصحف البريطانية، فإن الرئيس رومان أبراموفيتش مهتم بساري كثيراً، وذلك لأن طريقة لعبه تُشبه كثيراً طريقة لعب المدرب الإسباني بيب غوارديولا الذي تُوج بطلاً للدوري الإنكليزي مع فريق مانشستر سيتي. في المقابل، تبحث إدارة فريق تشيلسي عن مدرب بعقلية هجومية لأنها في السنوات الأخيرة اختارت مدربين ذوي عقلية دفاعية ولم تُحقق الألقاب، وبالتالي تريد الآن قلب الطاولة على كل المنافسين في "البريميرليغ"، ويبدو أن خيار ماوريزيو ساري هو الأفضل بالنسبة لتشيلسي في الوقت الحالي دون شك إذا كان يفكر في المنافسة محلياً وقارياً.

في المقابل، تحدثت معظم الصحف الرياضية الأخرى غير البريطانية عن اقتراب ماوريزيو ساري من فريق تشيلسي، ومن بينها الصحف الإيطالية التي لم تنفِ فكرة تواصل الفريق الإنكليزي بشكل رسمي مع المدرب الإيطالي، وأنه أصبح أقرب من أي وقت مضى لأن يكون في ملعب "ستامفورد بريدج" في الموسم المقبل.

انتهت رحلة ماوريزيو ساري مع فريق نابولي بعد ثلاث سنوات ذهبية صنع فيها فريقاً إيطالياً وأوروبياً كبيراً نجح في مقارعة الكبار وإحراجهم على أرض الملعب بفضل التكتيك العبقري في كل 90 دقيقة جديدة. ساري بعد نابولي لن يكون مثل السابق، فهو مدرب ناضج ذكي سيقود أي ناد يُدربه نحو المجد وبكل تأكيد سيُحرج الكبار بعبقريته.

المساهمون