من الجزائر لتونس.. الفرديات لا تصنع انتصاراً في أفريقيا

من الجزائر لتونس.. الفرديات لا تصنع انتصاراً في أفريقيا

16 يناير 2017
بداية متواضعة للجزائر وتونس في أمم أفريقيا (Getty/العربي الجديد)
+ الخط -


دخلت البطولة الأفريقية في الأجواء سريعا، بعد قمة السنغال وتونس ومباراة الجزائر وزيمبابوي، ليضع ممثلو العرب علامات استفهام قوية في البدايات، بعد خسارة نسور قرطاج بهدفين دون رد، وتعادل محاربي الصحراء بشق الأنفس أمام أضعف فرق المجموعة، في يوم كروي حافل أثبت للجميع أن الفوز بهذا اللقب سيكون صعب المراس أمام كبار القارة السمراء في القادم.

منتخب الفرديات
قدمت الجزائر النسخة الأسوأ على الإطلاق للفريق الذي يريد الكأس، بعد سلسلة من التخبطات قبل البطولة وأثناء تصفيات المونديال، من خلال التضحية بالمدرب الصربي راييفاتش والتعاقد مع البلجيكي جورج ليكنز. ورغم التحفظ المعروف عن القائد الجديد، إلا أن هناك تنافرا واضحا بين طريقة لعبه وقدرات نجومه، فمنتخب الخضر يمتاز بالمهارة الفائقة وأصحاب القدرات الفردية العالية، بينما يعرف عن هذا الرجل ميله إلى الدفاع والعودة إلى مناطقه الخلفية.

لذلك عبرت المباراة الافتتاحية عن حالة الخلل في طريقة اللعب، لأن ليكنز بدأ برسم قريب من 4-2-3-1، مع وضع براهيمي في العمق كصانع لعب صريح، والدفع بالثنائي سوداني ومحرز على الطرفين خلف المهاجم سليماني، وبدأت النتائج السلبية تظهر سريعا بعد التقدم في النتيجة، بسبب ضعف الواجب الدفاعي عند رباعي الهجوم، وتحول طريقة اللعب إلى فصل واضح بين نجوم الثلث الأخير وبقية الخطوط، ليدفع الفريق الثمن غاليا أثناء التحولات.

زادت المساحات بين الظهيرين ولاعبي الأجنحة، ونتيجة انشغال براهيمي بأداء الواجب الهجومي فقط، أصبح الملعب عريضا للغاية أمام ثنائي الارتكاز بن طالب وقديورة، من أجل التغطية على هذا الفراغ الشاسع سواء بالعمق أو على الأطراف، ليصل منتخب زيمبابوي في أكثر من كرة أسفل الأطراف، نتيجة فشل خط الوسط أولا في عملية الضغط واستعادة الكرات، لينكشف الدفاع الضعيف من الأساس ويتم اختراقه بسهولة في أكثر من محاولة.

جماعية خادعة
وعلى الجانب الآخر، لم يكن المنتخب التونسي أفضل حالا على مستوى النتيجة، لكنه قدم مباراة أفضل مقارنة بالجزائر، مع الأخذ في الاعتبار قوة المنتخب السنغالي باعتباره أحد المرشحين الكبار للظفر بالكان. وتفنن مهاجمو نسور قرطاج في إضاعة كم هائل من الفرص السهلة، خصوصا بالشوط الثاني، رغم التفوق الواضح في كافة المجريات بآخر 45 دقيقة.

بدأ المدرب كاسبرزاك باندفاع هجومي واضح دون تأمين للخلف على عكس العادة، رباعي دفاعي أمامه رباعي وسط قريب من شكل الجوهرة برفقة ثنائي هجومي بقيادة عكايشي والمساكني، ولم ينجح الفريق في التعامل مع سرعة الخصم، بسبب بطء حركة الدفاع المتقدم، وصعوبة الحد من هجوم السنغال بتواجد فرجاني ساسي فقط في منطقة الارتكاز أمام عبد النور وبن يوسف.

تغيرت المباراة تماما في الشوط الثاني بعد نزول وهبي الخزري، النجم الذي قلب القمة لصالح بلاده، بعد تحركاته المثمرة في وبين الخطوط، وقيامه بدور صانع اللعب الحر خلف المهاجمين، ليتحول الشكل إلى ما يشبه 4-2-2-2 بالربط بين الخزري والسليتي برفقة المهاجمين يوسف المساكني والبديل الآخر الخنيسي، ليصل الفريق إلى المرمى في العديد من الفرص لكن عابهم التسرع ورعونة اللمسة الأخيرة حتى صافرة الحكم.

القادم أصعب
اشتعلت المجموعة الحديدية مع الجولة الأولى، وضمن المنتخب السنغالي موقفا أفضل مع فوزه الأول، لتصبح مواجهة الأشقاء العرب مصيرية للجميع، فالفائز في قمة تونس والجزائر سيضع قدما في الدور المقبل بشكل كبير. ويحتاج الفريقان إلى تعديل بعض الجوانب التكتيكية للعودة من جديد إلى المنافسة الإيجابية في قمة لا تقبل أبدا القسمة على اثنين.

من الواضح أن خطة 4-2-3-1 لا تناسب أبدا الجزائر، فالمنتخب ضعيف أثناء التحولات من الهجوم إلى الدفاع، ويعاني من فراغات شاسعة خلف الوسط، لذلك لا بد من التضحية بلاعب من الهجوم سواء سوداني أو براهيمي، لإضافة لاعب وسط ثالث إلى ثنائية المحور، والتحول تدريجيا إلى 4-3-3 لخلق التوازن المفقود بين الدفاع والهجوم، وتقليل التأثير السلبي لغياب سفير تايدر.

بينما يحتاج النسور إلى اللعب بطريقة الشوط الثاني أمام السنغال، وهبي الخزري كصانع لعب برفقة المساكني بجواره، والاكتفاء بمهاجم واحد صريح في الأمام، مع ضرورة ترجمة الفرص إلى أهداف، والإبقاء على الدفاع متأخرا أمام مرماه لتقليل فارق السرعات الناتج عن انخفاض لياقة عبد النور، بانتظار موقعة تحديد المصير يوم الخميس القادم، 19 يناير/ كانون الثاني 2017.

المساهمون