تولّى لويس إنريكي القيادة الفنية لفريق برشلونة مع مطلع الموسم الجاري حاملًا رياح التغيير بعد موسم كارثي مع سلفه الأرجنتيني تاتا مارتينو، وساد الإقتناع بين أنصار الفريق الكتالوني على ضرورة تجديد الدماء بعد أن صارت خطة اللعب محفوظة لدى جميع المنافسين.
اقتضى التغيير خطة تدريجية لإحلال وتبديل اللاعبين المخضرمين بمواهب شابة أو نجوم جدد، واستشعر جمهور البلاوجرانا التفاؤل مع انطلاقة الموسم المصحوبة بنتائج مبهرة على الصعيد المحلي، لكن ناقوس الخطر دق مع هزيمة باريس سان جيرمان الفرنسي في دوري أبطال أوروبا، وتأكدت المخاوف بخسارة الكلاسيكو أمام ريال مدريد في الليجا.
هل خدع إنريكي برشلونة بثورة وهمية؟
في المباريات الأولى للموسم اعتمد إنريكي، وهو مدرب سابق لفريق برشلونة "ب" للشباب، على بعض مواهب مدرسة لاماسيا، وأبرزهم منير الحدادي الذي كان حديث الشارع الرياضي بتألقه، وظهر معه المجتهد ساندرو راميريز، فضلاً عن تألق الوافد الجديد الكرواتي إيفان راكيتيتش، ولعب البرازيلي رافينيا الكانتارا أساسيا لكن الإصابة عرقلت مسيرته لسوء حظه.
بدا كل شيء جيداً آنذاك، لا سيما أن البرازيلي نيمار يعيش أفضل أيامه والأيقونة الأرجنتيني ليونيل ميسي استعاد بريقه وقدم عروضا رائعة كصانع العاب، كما أن الدفاع كان بحالة جيدة في وجود الفرنسي جيريمي ماتيو، ما انعكس على عدم اهتزاز شباك التشيلي كلاوديو برافو محليا..لكن كل شيء تغير بعد زيارة باريس.
انخدع البرسا بنتائجه الجيدة محلياً، وفي صدامه الأول بخصم قوي سقط أمام بي إس جي 3-2، وعادت الكوارث الدفاعية للظهور، ومنيت شباكه بثلاثة أهداف، وإن كانت في وجود الحارس الألماني تير شتيجن.
ظهرت شخصية إنريكي المتحفظة وخوفه من المستقبل، وتخلى عن ثورة التجديد لصالح أصحاب الخبرة والثقة، كان ذلك واضحا في الكلاسيكو، إشراك تشافي على حساب راكيتيتش، ماتيو كظهير أيسر بدلا من جوردي ألبا من أجل التأمين الدفاعي، والاعتماد منذ البداية على الهداف الأوروجوياني لويس سواريز رغم عدم جاهزيته التامة.
ناهيك عن تراجع دور الحدادي وساندرو، عدم الاستفادة من خافيير ماسكيرانو في وسط الملعب بدلا من سرجيو بوسكيتس المنهك، أو بجانبه، رغم تألقه مع الأرجنتين في المونديال في هذا المركز، مع إصراره على جيرارد بيكيه كثير الأخطاء في الدفاع دون منح الثقة للشاب مارك بارترا.
يمكن التأكد من ذلك بمراجعة التشكيل الأساسي لبرشلونة في كلاسيكو السبت، وتشكيلته في نهائي دوري أبطال أوروبا 2011 امام مانشستر يونايتد، إذ يوجد سبعة لاعبين خاضوا كلا المباراتين منذ البداية (ميسي - تشافي - إنييستا - ألفيش - بوسكيتس - ماسكيرانو - بيكيه)، فقط تبدل فالديس ببرافو، ديفيد فيا بسواريز، بدرو بنيمار، وأبيدال بماتيو.
ويأتي برشلونة في صدارة فرق الليجا من حيث تقدم أعمار اللاعبين، حيث يبلغ متوسط سن اللاعب 29 عاما و28 يوما.
لكن دون تهويل الأمر، لا يزال الموسم طويلًا، والعملاق الكتالوني بإمكانه الصمود والتنافس، لكن يتطلب هذا جرأة من إنريكي في الاعتماد على الشباب، وتفضيل المجتهد أكثر من صاحب الخبرة، والدقة في وضع اللاعبين بالمراكز التي يبرعون بها.
ويتوقف تحسن الأداء على حالة سواريز، مع عودة رافينيا والمدافع البلجيكي توماس فيرمايلين.
وتتحمل إدارة جوسيب بارتوميو دون شك مسؤولية كبيرة بعد أن أفاضت في الوعود بالتجديد وبالتعاقد مع صفقات "سوبر"، مثل الألمانيين ماركو رويس وماتس هوميلس والبرازيلي ماركينيوس والكولومبي خوان كوادرادو.. لكن بإستثناء سواريز، لا يمكن وصف البقية بصفقات العيار الثقيل