نجمة التنس التونسية سليمة صفر تكشف بعد 35 عاماً تعرضها للاغتصاب

هزّت لاعبة التنس التونسية، سليمة صفر، التي وصلت إلى المرتبة الـ75 عالمياً سابقاً، الأوساط الرياضية العالمية، بعدما كشفت عن تعرضها لتحرش جنسي واغتصاب من قبل مدربها ريجيس دي كاماري، حين كانت في بداية رحلتها بهذه اللعبة بين سن الـ12 والـ17 عاماً.

وكسرت صفر (46 عاماً) الصمت بعد سنوات على هذه القصة الصادمة، والاعتداء الجنسي الذي تعرّضت له، وقالت في مقابلة نشرتها صحيفة "ليكيب" الفرنسية اليوم الثلاثاء: "عندما كنت في الثانية عشرة ونصف، تعرضت للاغتصاب من قبل ريجيس دي كاماري، لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً مني لأتحرر من ذلك، كانت صدمة كبيرة بالنسبة إليّ".

وحرصاً منها على "متابعة حلمها" وأن تصبح لاعبة محترفة، قررت مغادرة تونس والانضمام إلى أكاديمية للتنس في مدينة بياريتز جنوب غربيّ فرنسا. وتوضح أنه "في أحد الأيام، قمت برحلة من تونس إلى هناك بالطائرة، وذهب ريجيس دي كاماري لاصطحابي من المطار"، مؤكدة أنه اعتدى عليها للمرة الأولى.

وأضافت: "وصلت رحلتي من تونس إلى بوردو متأخرة، حوالى منتصف الليل. عرض ريجيس أن يصطحبني لأن الوقت كان متأخراً. في منتصف المسافة، كانت الساعة الواحدة صباحاً، توقف على جانب الطريق وبدأ يلمسني ويفعل بعض الأشياء، في تلك اللحظة، لم أكن أعرف حتى ما الذي كان يحدث، ولم أفهم على الإطلاق".

وكان المدرب سيبدأ بإعادة فعلته مجدداً عندما وصلا إلى منزله، وهذا ما حصل على لسان صفر، قائلة: "تابعنا الطريق ووصلنا إلى منزله متأخرين. في الطابق العلوي كانت هناك ابنته في غرفة نومها، وكنت أنام على الأريكة التي تتحول إلى سرير في الطابق السفلي. ذهبت إلى السرير، وبعد ساعة أو ساعتين استيقظت على أحد يلمسني، ومن ثم، اللمس تبعه اغتصاب، تحول الأمر من لمس إلى اغتصاب بسرعة كبيرة. وفي كلّ مرة، كان الأمر نفسه، لقد أصبت بالشلل من شدة الخوف، لقد استمر الأمر ما يقرب من ثلاث سنوات".

وتابعت اللاعبة التي خرجت بهذه التصريحات للعلن بعد سنوات من معاناتها: "في سن 16-17 قررت أخيراً التمرد، كان لدي غضب رهيب، والكثير من الحزن. لم أعد أرغب في التدرب معه بعد الآن، ولم يعد بإمكاني القيام بذلك بعد الآن".

أخيراً، غادرت سليمة صفر إلى التدرّب في بوردو، ثم في لندن، حيث تمرنت بمفردها، وتقول عن ذلك: "لقد كان قراراً جذرياً. لقد تدربت لمدة ست ساعات يومياً بمفردي، وفي المساء كنت أستخلص النتائج من ذلك النهار بمفردي، وأستعد لليوم التالي".

وأردفت سليمة صفر، التي وصلت إلى المركز الـ75 عالمياً في أفضل أيام مسيرتها: "لقد كنت منضبطة ودخلت قائمة المئة الأوائل".

وقالت اللاعبة أيضاً: "طوال حياتي كنت أعتقد أنني ضعيفة، وجبانة وعديمة الفائدة. حتى فهمت ما حصل، واليوم، وأنا في السادسة والأربعين من عمري، أستطيع أن أتحدث عن الأمر لأنني عملت كثيراً على تطوير نفسي، وحصلت على المساعدة، أنا فخورة بما أصبحت عليه، لقد استغرق الأمر مني 25 عاماً لأعترف بذلك لنفسي، و35 عاماً لأقول ذلك علناً".

وأضافت لاعبة التنس في حوارها: "ضحيت بكلّ شيء حتى أصل إلى هدفي، وعملت جاهدة من أجل ذلك. طوال حياتي كنت أفكر في أنني ضعيفة وجبانة حتى أدركت في عمر الـ46 أنّ بإمكاني الحديث عما تعرضت له. اليوم آلامي تحوّلت إلى مشاعر أفتخر بها، وأفتخر بما أصبحت عليه الآن".

بعيدا عن الملاعب

التحديثات الحية

الاتحاد الإسباني يطالب روبياليس بالاستقالة ويصف سلوكه بغير المقبول

واللاعبة سليمة صفر لم تكن الوحيدة التي تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل ريجيس دي كاماري، حيث كانت إيزابيل ديمونجو قد اتهمته أيضاً بالاغتصاب في كتابها "Service volé"، الذي جمع أكثر من عشرين شهادة من الضحايا، وكان هذا الكتاب قد أدى إلى الحكم على المدرب بالسجن لمدة عشر سنوات عام 2014 قبل إطلاق سراحه في 1 أغسطس/آب 2019.

وحول هذا الأمر قالت صفر: "احترامي لإيزابيل ديمونجو وجميع النساء اللاتي تحدثن. أنا أفهم أننا لا نتحدث، لكن علينا أن نفعل ذلك (التحدث)، لقد جئت من دولة عربية، كل ما أعرفه أنّه كان أحد المدربين في العالم، أردت حقاً أن أصبح بطلة، كنت بحاجة إليه".

وفي وقت محاكمة كاماري في فرنسا، أكدت صفر أنها عانت من حالة اكتئاب حقيقية "كان والداي وأقاربي يقولون لي لحسن الحظة أنت قوية لم تكن لتسمحي بحدوث ذلك، ليس لديكم فكرة عن الأذى الذي سببه لي ذلك في كلّ مرة كنت أسمع هذا الأمر، والعار الذي كنت أشعر به، لقد كنت جبانة وضعيفة، لقد عشت هذا طوال المحاكمة، كان كالجحيم، كان لدي الكثير من الأفكار المظلمة".