نجح المدرب لويس أنريكي في قيادة منتخب إسبانيا إلى الدور نصف النهائي من بطولة أوروبا بعد عديد المشاكل التي رافقته خلال بداية المنافسات والتعادل في أول مباراتين، ما جعله مهدداً بالانسحاب سريعاً والعودة إلى إسبانيا خائباً.
وسيكون الموعد في نصف النهائي ضد إيطاليا مثيراً بالنسبة إلى مدرب برشلونة سابقاً، لأنّه سيواجه منافساً قوياً أثبت منذ بداية البطولة أنّه مستعد للرهان على اللقب، كما أن اللقاء سيكون مهمّا أيضا لأن علاقة أنريكي بكرة القدم الإيطالية قديمة وحافلة بعديد الذكريات المثيرة.
وأولى الذكريات تتعلق بكأس العالم 1994 في الولايات المتحدة، إذ فشلت إسبانيا في الوصول إلى نصف النهائي بعد الخسارة ضد إيطاليا في ربع النهائي بنتيجة 2ـ1، بعد تألق من الثنائي دينو وروبيرتو بادجيو لتحطم إيطاليا أحلام الإسبان في التقدم في المنافسة.
وكان أنريكي ضحية اعتداء عنيف خلال الشوط الثاني من المباراة بعدما أصابه المدافع الإيطالي ماورو تاسوتي في أنفه مسبباً له إصابة خطيرة، وكان مشهد الدماء تنزف منه مخيفاً، وقد ظهر بعدها أنريكي غاضباً لأن الحكم لم يعاقب المدافع الإيطالي الذي حرمه من تسجيل هدفٍ كان سيقلب المعطيات ويمكن إسبانيا من التعديل.
ودخلت هذه الحادثة التاريخ، بما أن الاتحاد الدولي قرّر بعدها معاقبة المدافع الإيطالي على تهوره وحرمه من المشاركة في بقية مباريات المونديال، وهي أول حالة في التاريخ يتدخل خلالها الاتحاد الدولي من أجل معاقبة لاعب رغم أن الحكم لم يتفطن إلى الحادثة.
وتواصلت علاقة أنريكي بكرة القدم من خلال بعض المواجهات المباشرة مع الفرق، ولكن خاصة بعد قيادته نادي روما في موسم 2011ـ2012، وهي أول تجربة له مع فريق بهذا الحجم، حيث استعان نادي العاصمة بالمدرب الشاب ومنحه فرصة قيادة الفريق، وبعد مصاعب في بداية الموسم نجح في التدارك، غير أنّه فضّل الرحيل والعودة إلى إسبانيا من جديد.
وخلال تجربته مع روما، كان دانيلي دي روسي من أبرز نجوم الفريق، وسيكون دي روسي اليوم في مواجهة مدربه السابق بما أنّه يشغل منصب مساعدٍ للمدرب روبيرتو مانشيني، الذي أصرّ على وجوده ضمن الطاقم المساعد للاستفادة من قوة شخصيته وخبرته.
وكانت المواجهة ضد يوفنتوس في موسم 2016ـ2017 موعد آخر ظهور لأنريكي في دوري الأبطال، فبعدما حقق فريقه "ريمونتادا" تاريخية ضد باريس سان جيرمان، انقاد إلى الهزيمة في ربع النهائي ضد يوفنتوس بنتيجة 3ـ0 قبل أن يحسم التعادل مباراة العودة، ويخسر الفريق اللقب الأوروبي بعد خسارة مذلة بقيادة بونوتشي وكيلليني، ثنائي الدفاع الذي سيقود إيطاليا اليوم ضد إسبانيا.
في الأثناء، فإن ماضي أنريكي مع كرة القدم الإيطالية يحتفظ بذكريات إيجابية عندما أصبح مدرباً لنادي برشلونة، فقد توّج بدوري أبطال أوروبا سنة 2015 على حساب نادي يوفنتوس بنتيجة (3ـ1)، وهو اللقب الوحيد لمدرب المنتخب الإسباني في دوري الأبطال، وآخر لقب توّج به النادي الكتالوني.
وستكون مباراة اليوم الأولى لأنريكي ضد المنتخب الإيطالي منذ أن تولى قيادة "لاروخا" بهدف الوصول إلى النهائي الأول في مسيرته منذ أن أصبح مشرفاً على المنتخب، كما أن الانتصار يعني إيقاف سلسلة المباريات دون خسارة للمنتخب الإيطالي الذي يطارد الرقم القياسي الإسباني.
L’affaire luis Enrique et Tassotti. A l’époque c’était une grosse avancée pour la FIFA, Et maintenant on aura droit au VAR pic.twitter.com/iO6ACvxWG3
— You (@ucef79) December 19, 2017