منتخب تونس يتحدى البرازيل وعينه على صناعة التاريخ

31 مايو 2023
مهمة صعبة تنتظر تونس أمام منتخب البرازيل (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

يخوض منتخب تونس لكرة القدم، اليوم الأربعاء، مواجهة صعبة في الدور ثمن نهائي من كأس العالم للشباب، التي تحتضنها الأرجنتين، حيث سيواجه المنتخب البرازيلي، بطل أميركا الجنوبية وصاحب التاريخ الكبير في كرة القدم العالمية، وأحد المرشحين لحصد اللقب.

وتبدو فرص "نسور قرطاج" في تخطي منافسه ضعيفة، باعتبار قوة المنتخب البرازيلي الذي كانت بدايته متعثرة في البطولة، بعدما اهتزت شباكه 3 مرّات في شوط واحد أمام إيطاليا في اللقاء الافتتاحي، وبعدما سجل هدفين لينهي اللقاء مهزوماً (2ـ3)، لكنه تدارك ذلك لاحقاً بتحقيق انتصارين وتأهل برصيد 6 نقاط في أقوى مجموعات البطولة، بما أنّ ثلاثة منتخبات منها تأهلت برصيد 6 نقاط. أمّا منتخب تونس، فقد تأهل ضمن قائمة أفضل المنتخبات التي حلّت في المركز الثالث بالبطولة، بعدما فاز على العراق في الجولة الثانية (3ـ0).

في المقابل، خسر منتخب تونس أمام إنكلترا في أول لقاء (0-1)، ثم خسر بطريقة درامية أمام أوروغواي بالنتيجة نفسها في اللقاء الثالث، إلا أنّ فوزه العريض على العراق جعله ينال بطاقة التأهل على حساب منتخب فرنسا، ليحتفل منتخب تونس بتأهله بعد حوالي 3 ساعات من نهاية مواجهته أمام أوروغواي، بما أن تسجيل فرنسا لهدف إضافي في مواجهة هندوراس كان سيمنحها بطاقة التأهل على حساب تونس، ولهذا فقد كانت الفرحة عارمة داخل معسكر "نسور قرطاج".

وسيعتمد المنتخب التونسي خلال هذه المواجهة الصعبة على صلابة دفاعه، ذلك أنّ تونس تملك حارساً مميزاً وهو إدريس العرفاوي، الذي تصدى للعديد من الكرات كما أنّ الدفاع التونسي الذي قبل هدفين في أول 3 مباريات يُعتبر من أفضل خطوط الدفاع بالنسبة إلى المنتخبات التي تأهلت إلى ثمن النهائي، إذ نجح مدربه، منتصر الوحيشي، في إعادة التوازن إلى الخط الخلفي الذي كان نقطة ضعف تونس الأساسية في بطولة أفريقيا التي أقيمت في مصر، وقبل الكثير من الأهداف ضد منتخبات أقل قوة من التي واجهها منتخب تونس في المونديال الأرجنتيني إلى حدّ الآن، ورغم ذلك فإنّ الأهداف التي تلقتها كانت من هفوات فردية.

كما سيكون منتخب تونس خلال هذه المباراة مطالباً بالتعامل مع تأثير غياب قائده غيث الوهابي، بسبب تراكم البطاقات في رصيده وهو لاعب مهم في التنظيم الدفاعي وله شخصية قوية بحكم مشاركاته مع فريقه الترجي التونسي، ولن يكون من السهل تعويضه في هذه المواجهة، خاصة أن مستواه كان رائعاً منذ بداية البطولة، وكان من أفضل لاعبي "نسور قرطاج"، ولن يكون من السهل إيجاد لاعب بديل قادر على قيادة الدفاع التونسي.

وحقق منتخب تونس الهدف الأساسي من مشاركته وهو التأهل إلى ثمن النهائي، حيث كان الجميع يعلم منذ البداية أن المهمة صعبة للغاية في مواجهة منتخبات قوية في قيمة إنكلترا بطلة أوروبا وأوروغواي وصيفة بطل أميركا الجنوبية والعراق وصيف بطل آسيا، وفي غياب الضغط القوي، فإنّ منتخب تونس سيُحاول أن يؤكد هذا التألق بتحقيق إنجاز تاريخي لكرة القدم التونسية، وهو الوصول إلى ربع النهائي للمرة الأولى بالنسبة إلى منتخب تونسي في كل نهائيات كأس العالم في مختلف الأصناف، حيث سبق لمنتخب أقل من 17 سنة أن بلغ ثمن النهائي في نسختي 2007 و2013.

والتأهل إلى ربع النهائي سيكون إنجازاً بطولياً يُضاف إلى الإنجازات الأخرى، التي تحققت للمشاركة التونسية في هذه النسخة، بما أنّ تونس شاركت في البطولة من دون تحضيرات وتعرض المنتخب لصدمة خسارة بعض لاعبيه الأساسيين بداعي الإصابة، وكذلك استحالة الاعتماد على حنبعل المجبري، الذي كان مرشحاً ليكون حاضراً في هذه البطولة.

ووجدت العناصر التونسية دعماً كبيراً من الجماهير وتفاعلت مع ما قدمته خلال البطولة، حيث أظهرت أنها مصرة على التألق في البطولة وتحدي كل الصعوبات التي واجهتها منذ بداية التحضيرات، كما أن العزيمة التي تحلى بها اللاعبون في مختلف المباريات جعلت الجماهير التونسية تفتخر بهم وهي تتوقع مستوى لائقاً أمام منتخب البرازيل.

المساهمون