ملعب بنغازي الدولي: تحفة تعج بالذكريات تحولت لمكان مهجور يستغيث

ملعب بنغازي الدولي: تحفة تعج بالذكريات تحولت لمكان مهجور يستغيث

بنغازى

نور الدين المشاي

المثنّى - القسم الثقافي
نور الدين المشاي
مراسل
22 مارس 2023
+ الخط -

الجناح الطائر أحمد الفلاح لاعب التحدي والمتوج معه ببطولة الدوري عام 1977 وأحد أبرز النجوم في تاريخ كرة القدم الليبية، شاهد حي على هذا الملعب، من خلال مقابلة أجراها معه "العربي الجديد".

تاريخ التأسيس

بدأت أعمال البناء في هذا الملعب بشكلٍ رسمي وبتعليمات مباشرة من ملك ليبيا الأسبق إدريس السنوسي في منتصف ستينيات القرن الماضي، بالتوازي مع عملية بناء ملعب بنفس المواصفات في العاصمة طرابلس، وجرى افتتاحه بشكل رسمي سنة 1969 بمباراة جمعت فريق التحدي مع فريق الإسماعيلي المصري لحساب بطولة الأندية الأفريقية البطلة.

صيانة شاملة

قبل حوالي 12 عاماً من الآن، بدأت الدولة الليبية فعلياً الاستعداد لتنظيم حدثين رياضيين كبيرين على صعيد القارة، متمثلين في بطولتي أمم أفريقيا للشباب 2011 وأمم أفريقيا للكبار 2013، ومن هذا المنطلق أصبح من الضروري إحداث نقلة نوعية في ملاعب كرة القدم في ليبيا بما يواكب أهمية هذين الحدثين الكبيرين.

توقف أعمال البناء

فجأةً توقفت أعمال البناء وغادرت الشركة التركية المنفذة بسبب اندلاع ثورة فبراير عام 2011، وتحول الملعب إلى مكان مهجور، وتبددت أحلام الجمهور الرياضي في ليبيا برؤية ملعب كرة قدم على الطراز العالمي، وبالرغم من المحاولات المتكررة لحكومات متوالية، ما زالت أعمال البناء متوقفة في هذا الملعب المهم لمدينة بنغازي، وتوالت المطالبات المستمرة بضرورة الإسراع في عودة أعمال البناء والصيانة في هذا الملعب، ولم يتم اتخاذ أي قرار حاسم ينهي معاناة أندية بنغازي.

إغلاق الملعب بقرار سياسي

انتفاضة شباب بنغازي في شهر فبراير/شباط من عام 2006 والهجوم على السفارة الإيطالية الواقعة وسط المدينة، بسبب الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، نتج عنهما إطلاق نار من رجال الأمن على المتظاهرين أسفر عن قتلى وجرحى، ما دعا حكومة القذافي في ما بعد إلى إغلاق الملعب سنة 2007 للحد من التجمعات الكبيرة، وخوفاً من اندلاع تظاهرات ضد حكومته بسبب سوء الظروف المعيشية لسكان هذه المدينة المنكوبة.

حل مؤقت

جرى إنشاء ملعب شهداء بنينا الحالي على أرض مقر إدارة نادي الطيران أحد أعرق الفرق في ليبيا، لتبدأ قصة معاناة أخرى بالنسبة لهذا النادي الذي راحت إدارته وجماهيره تهدد بإغلاقه في أي لحظة ما لم يتم تعويضهم من قبل الدولة، بعد وعود محمد نجل العقيد معمر القذافي رئيس اللجنة الأولمبية الليبية آنذاك، والتي ذهبت أدراج الرياح، وبالتوازي مع ذلك بدأت أعمال صيانة ملعب بنغازي الدولي عقب التعاقد مع مكتب استشاري ألماني لمعاينة الأضرار ووضع الدراسات المناسبة للملعب، فيما أسندت عملية البناء إلى شركة تركية.

منصة شرفية ومائة مقعد لكبار الزوار

مع ذلك بدأ الحديث بحسب مصادر "العربي الجديد" عن قرب بداية أعمال صيانة ملعب بنغازي الدولي عقب تجديد الثقة  في المكتب الاستشاري الألماني المتعاقد معه سابقا لإعادة معاينة الأضرار ووضع الدراسات المناسبة للملعب، فيما أسندت عملية البناء إلى الشركة تركية نفسها التي تركت العمل عقب أحداث ثورة فبراير 2011.

ومن التطويرات المهمة التي جرى استحداثها في الملعب، إنشاء منصة شرفية جديدة بالكامل تتسع لـ829 شخصية، حوالي مائة مقعد منها ستخصص لكبار الزوار (الرؤساء والوزراء والدبلوماسيين)، بالإضافة إلى 256 مقعداً ستخصص للإعلاميين، وعشرة مقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة، والبقية ستخصص للمنتخبات والضيوف المرافقين لها تجنباً لاختلاطهم مع الجمهور الرياضي. كما سيحتوي الملعب على أربعة حجرات لعيادات الإسعافات الأولية.

مركز إعلامي وأكثر من أربعين ألف مقعد للجمهور

مركز إعلامي متكامل تتوفر فيه خدمة الإنترنت والاتصالات الهاتفية وكل ما يحتاجه الإعلامي من أجل توصيل المعلومة بأقصى سرعة ممكنة، وكذلك سيكون هناك مكان مخصص لاستوديو تحليلي للمباريات، و41471 مقعدا للمشجعين تشمل الأرقام السابقة، وأربع غرف كبيرة تتسع لأربعة فرق دفعة واحدة، كلّ غرفة مستقلة بدورات مياه تتبعها، بالإضافة إلى غرفتين للفرق الصغيرة (فرق الدرجات الأولى والثانية والثالثة)، وكذلك  لبعض الفرق الأخرى في أي مسابقة رياضية تنظم على أرض هذا الملعب تلحقها هي أيضاً دورات مياه، بالإضافة إلى حجرة خاصة بالحكام، وإحدى عشرة حجرة صغيرة مستقلة عن الملعب ستخصص لبيع التذاكر للجمهور.

محطة سيارات تتسع لأكثر من 1500 سيارة

من التطويرات المهمة التي أدخلت على الملعب إضافة خمس محطات لوقوف السيارات موزعة كالتالي: محطة خاصة بكبار الزوار وتتسع لـ210 سيارات، ومحطة خاصة للإعلاميين تتسع لـ105 سيارات، وبالنسبة للجمهور ستتسع بقية المحطات لـ1216 سيارة، وجرى تخصيص محطة لسيارات الإسعاف والمطافئ، ومحطة أخرى تتسع لعدد ست حافلات نقل كبيرة خاصة بالفرق والمنتخبات، بالإضافة إلى 32 دورة مياه مخصصة للاعبين، و54 دورة مياه للمشجعين موزعة بالتساوي على المدرجات، و16 دورة مياه في مدرجات الجنوب الشرقي، و16 دورة في مدرجات الجنوب الغربي، فيما تتوزع بقية دورات المياه بحسب كثافة عدد المتفرجين، وحمامان اثنان لذوي الاحتياجات الخاصة.

وبالإمكان استغلال الدور الأرضي للملعب الذي سيقسم إلى حجرات يمكن استخدامها كمخازن أو مقاه ومطاعم ذات أبواب خارجية محصورة بين المحور الخامس والمحور السادس المتمثل في الغطاء الخارجي للملعب.

ملعب حضاري بتصاميم جديدة

جرى إحداث تغيير شامل في شكل الملعب تماماً، هيكل الملعب السابق كان يحتوي على خمسة محاور رئيسية يتمركز عليها الهيكل الخرساني للملعب (المحور عبارة عن مجموعة أعمدة خرسانية)، وتمت إضافة محور سادس سيثبت عليه الغطاء الخارجي للملعب، لضمان انسيابية أكبر أثناء دخول ومغادرة الجمهور للمدرجات، وبطاقات دخول اللاعبين سيكتب عليها رقم المقعد ورقم المدخل، وقبل الوصول إلى المدرجات تسير الجماهير في ممر عرضه حوالي 12 متراً، وما بين كل سلم وسلم مسافة لا تزيد عن الخمسين متراً.

وجرى استيراد بعض المواد المعالجة، وبعض أنواع الحديد الذي لا ينتجه مصنع مصراتة للحديد والصلب بأقطار تتعدى الخمسة وعشرين مليمتر، حيث استخدمت في بعض المنشآت الخرسانية اقطار تفوق الـ28 مليمتراً، كما جرى استيراد نوعية جديدة من الصواميل المثبتة من نوع الحديد المغلفن وسلستيل بولتز.

مكتب هندسي ألماني متخصص في الملاعب الرياضية

جرى إعداد الرسومات الفنية من قبل "v-consult international Group"، مجموعة إنترناشيونال كونسولت، وهو مكتب ألماني متخصص في إعداد الرسومات الفنية للملاعب الرياضية لأجل إجراء صيانة للملعب فقط، والشركة الليبية للتنمية والاستثمار القابضة، تعاقدت مع هذا المكتب المتخصص في الملاعب والخرسانات، وبعد إجراء كشف كامل على خرسانات الملعب وعلى الحديد المستعمل في هذه الخرسانات، تقرر إزالة بعض الأجزاء بالكامل ومعالجة البعض الآخر.

إزالة 40% من بعض أجزاء الملعب

نصّ العقد الأساسي في بادئ الأمر على عملية الصيانة فقط، وبعد أن تم إجراء بحث كامل على الخرسانة، تقرر إزالة 40% من الكتل الخرسانية للملعب، وتغيير شكله وتصميمه بما يتلاءم مع متطلبات تنظيم بطولة أمم افريقيا 2013، حيث إن التصميم السابق لم يكن يحتوي على الحوائط الساندة وحوائط الاتزان (المضادة للزلازل).

الحوائط الساندة تقع في الجزء الخارجي من الملعب عند المحور رقم خمسة، وحوائط الاتزان تكون عمودية على المحاور الخمسة، ومهمتها حفظ اتزان الملعب بالكامل في حال حدث زلزال أو أي أمر مشابه، بالإضافة إلى ربط الحوائط والأعمدة القديمة مع الجديدة، والملعب من الخارج يحتوي على أجزاء مستقيمة وأخرى منحنية وتمثل التفاف الملعب عند الزوايا في المنطقة السفلية وكذلك في المدرجات، فتم وضع حوائط الاتزان عند هذه الالتفافات وفي منتصف المسافات المستقيمة لضمان اتزان أفضل للملعب.

انسيابية في التصميم ورؤية أفضل

المدرج السفلي (رقم واحد) صمم بطريقة انسيابية بحيث يمنح رؤية أفضل للمتفرجين مما ساعد على سرعة إنجازه، وهو يتمتع بالمتانة، وتجدر الإشارة إلى أن المدرجين الشمالي والجنوبي لم يستغرقا وقتاً طويلاً ومدة إنجازهما لم تتجاوز فترة الأربعة أشهر.

عشب طبيعي معتمد من الاتحاد الدولي

اتفقت الشركة المنفذة مع اللجنة الأولمبية الليبية للإشراف على تعشيب أرضية الملعب، ووضع أساسات التعشيب الطبيعي المقترح من قبل اللجنة الأولمبية الليبية، وتمت بمخاطبة شركات هولندية لتولي عملية تعشيب الملعب بأفضل أنواع العشب الطبيعي المعتمد من الاتحاد الدولي.

ذات صلة

الصورة
ديدا حارس مرمى منتخب البرازيل وميلان سابقاً (العربي الجديد/Getty)

رياضة

يثقُ نجم نادي ميلان السابق، حارس المرمى البرازيلي المعتزل، ديدا (50 عاماً)، بالمدرب الجديد لراقصي السامبا، دوريفال جونيور.

الصورة
GettyImages-103697899.jpg

رياضة

يعتبر النجم النيجيري السابق مايكل إينيرامو من أبرز اللاعبين الأجانب في تاريخ الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم، وهو الذي حمل قميص نادي الترجي سنوات طويلة

الصورة

رياضة

أكد منتخب الأردن أنّه جاهز لحصد لقب كأس آسيا، بعدما آمن بحلمه وتابع التقدّم في البطولة القارية المقامة حالياً في قطر، حين هزم نظيره كوريا الجنوبية بهدفين.

الصورة
GettyImages-1990635419.jpg

رياضة

تحدث نجم منتخب الأردن موسى التعمري في حديث خاص لـ "العربي الجديد" بعد نهاية المباراة التي فاز فيها منتخب "النشامى" على كوريا الجنوبية بهدفين نظيفين

المساهمون