يحمل تاريخ الحارس اللبناني الراحل عبد الرحمن شبارو قصصاً كثيرة، كشفها بنفسه في العديد من اللقاءات الإعلامية، بعدما كان واحداً من أساطير بلاد الأرز.
شبارو أكد في العديد من المناسبات تلقيه للعديد من عروض الاحتراف في الخارج، لا سيما بعدما تألق في دورة البحر المتوسط في الستينيات، تلك التي جرت في إيطاليا عام 1963، وهناك وبحسب الراحل تواصل معه مسؤولو نادي إنتر ميلانو، الذي يُعد واحداً من أشهر الفرق الإيطالية على مرّ التاريخ.
قد لا يعرف العديد من متابعي الكرة اللبنانية أن شبارو التقى بأسطورة البرازيل بيليه خلال مباراة خاضها النجم التاريخي للسامبا في بيروت عام 1975 أي قبل اندلاع الحرب الأهلية، حين واجه نادي النجمة فريق جامعات فرنسا.
يؤكد شبارو في أحد لقاءاته الصحافية أن بيليه قال عنه "لم أشاهد حارساً مثله"، ومن هنا نعلم القيمة الكبيرة للحارس الراحل، لكن ماذا لو أنه انتقل في الستينيات لنادي إنتر؟ لنغصْ قليلاً في الخيال خاصة أن شبارو يستحق تقديراً كبيراً، لما قام به حتى بعد اعتزاله، إذ أشرف على تدريب العديد من الحراس وحتى رغم تقدّمه في السن بقي في الملاعب، رغم تقصير الدولة والأندية التي لعب لها، إذ لم يلق الاهتمام ولا الدعم اللازمين.
إذاً كان من الممكن أن يتواجد شبارو في نادي إنتر خلال موسم 1964-1965، أي أن القدر كان سيضعه إلى جانب ثلاث حراس آنذاك، أولهم العملاق جوليانو سارتي، الذي دافع عن ألوان النيراتزوري من عام 1963 حتى 1968، إضافة إلى الحارسين أوتافيو بوغاتي الرقم اثنين آنذاك، وروزاريو دي فيتشنزو.
عُرف إنتر في تلك الفترة باسم "Grande Inter" تحت قيادة أسطورة التدريب هيلينيو هيريرا، الذي كان ينتهج أسلوب الكاتيناتشو الدفاعي، إذاً لو استطاع شبارو حينها التواجد مع الأفاعي، لكانت طريق النجومية العالمية قد فتحت أمامه، وربما كان سيحمل لقب الدوري الإيطالي في موسم 1964-1965 و1965-1966.
لو أن عبدو شبارو حظي بتلك الفرصة لدوّن اسمه في تاريخ أبطال أوروبا، البطولة الأشهر، إذ توج إنتر في موسم 1964-1965 باللقب على حساب بنفيكا البرتغالي الذي كان يضمّ في صفوفه الأسطورة أوزيبيو والقائد الشهير ماريو كولونا والمهاجم المميز خوسيه توريس.
كانت حياة شبارو ستكون مغايرة من دون شك، كان سيعيش أيامه التي تلت ذلك بشكلٍ آخر، خاصة أن الإهمال كان سيد الموقف في بلدٍ مثل لبنان، وطنٌ يدفن أساطيره ونجومه دون الاكتراث للتضحيات التي قدموها.
شبارو رحل لكنه لو لعب لإنتر في تلك الحقبة، لكان زامل الأسطورة جاشينتو فاكيتي، الظهير الأسطوري في الكرة الإيطالية والذي حُجب رقم 3 في إنتر لأجله، وهو المتوج بلقب أوروبا مع منتخب الأزوري عام 1968.
كما كان القدر سيجمع شبارو، بالقائد الكبير في إنتر يومها أرماندو بيتشي، والمهاجم التاريخي للفريق ساندرو ماتسولا، والإسباني الشهير لويس سواريز الذي كان قد ضمّه إنتر من برشلونة، إضافة لتارشيزيو بورغنيتش وماريو كورسو وآخرين.
صحيحٌ أن هذا السيناريو الذي أوردته هنا كلّه لم يتحقق، وهو من محض الخيال، لكن شبارو كان يستحق قصة مماثلة، كان حارساً يشهد له جميع أبناء جيله، فقد وصفه جميع من عاصره بالعملاق والنمر، كان واحداً من أسماء لن ينساها متابعو اللعبة في لبنان.