تعددت إصابات المواهب الشابة في الأشهر الأخيرة، حيث كان الإسباني بيدري، نجم نادي برشلونة آخر اللاعبين الشبان الذين تعرضوا لإصابات متتالية في الفترة الماضية، وكان آخرها مساء الأحد، خلال مواجهة فريقه مع نادي أثلتيك بيلباو في الدوري الإسباني.
وكشف تقرير نشرته صحيفة "ماركا" الإسبانية، الثلاثاء، عن كثرة الإصابات التي تطاول لاعبين ما زالوا في بداية مسيرتهم، ما يحرمهم من تحقيق النجاحات ويحد من فرصهم في التألق، خاصة وأن عدد الإصابات يُعتبر مهماً قياساً بعدد المباريات والمواسم لكل لاعب، ذلك أن بيدري تعرض للإصابة التاسعة في آخر 3 مواسم مع برشلونة، وغاب عن قرابة 70 مباراة رسمية مع الفريق، وفق ما أشارت إليه الصحيفة البرتغالية "ريكورد".
وأشارت الصحيفة البرتغالية، إلى أن لاعباً مثل أنسو فاتي، الذي شارك مع برشلونة لأول مرة بعمر 16 عامًا عانى فعلياً من 11 إصابة، هددت مسيرته بالفشل ودفعت فريقه إلى إعارته إلى برايتون الإنكليزي، أما زميله السابق في برشلونة، غافي، الذي ظهر لأول مرة مع "البلاوغرانا" أيضًا في عمر 16 عامًا، فقد تعرض لـ4 إصابات و240 يومًا دون مشاركة في المباريات، كما أن التركي أردا غولر، لاعب خط وسط ريال مدريد البالغ من العمر 19 عامًا والذي برز مع فنربخشة التركي، في عمر 17 عامًا، فقد عانى من 3 إصابات و160 يومًا من الغياب.
وطرحت الصحيفة البرتغالية سؤالا عما إذا كان ما يحصل مصادفة، أم أن هناك مخاطر حقيقية في إخضاع أجساد اللاعبين الشبان والمواهب لمتطلبات التدريب وروزنامة كرة القدم شديدة التنافسية، خاصة وأن بعض اللاعبين يخوضون في الموسم الواحد قرابة 70 مباراة رسمية.
ونقلت "ريكورد" تصريح المعد البدني لريال مدريد، خوسيه لويس سان مارتين، الذي يعمل أيضًا مع فرق شباب "الميرينغي"، وأكد وجود ترابط وثيق بين صغر سن اللاعبين، وقوة التدريبات، وقال: "الكثافة العالية لعالم كرة القدم النخبة (التي تقام على مسافة تتراوح بين 10 و13 كيلومترًا) لكل مباراة وبسرعة كبيرة، بسرعة 36/37 كم/ساعة تؤثر بشكل مباشر على هؤلاء اللاعبين الشباب، الذين في كثير من الحالات لا يتمتعون بالبنية البدنية اللازمة، لتحمل الجهود القوية لرياضة مثل كرة القدم، التي تتطلب المزيد من الجهد على الفريق".
وتابع: "نظرًا لأنهم صغار جدًا، فإن نظام القلب والأوعية الدموية لديهم لم يتكيف بعد للعب عدة مباريات متتالية ودعم معدل ضربات القلب في المباريات التنافسية العالية التي تصل إلى ما بين 170/172 نبضة في الدقيقة ومع 15/20 ثانية فقط للراحة بين مختلف العمليات). والعضلات أيضًا غير قادرة على امتصاص تبعات عمليات الكبح، والقفز، والتسارع، وتغيير الاتجاه بالكرة ودونها دون التعرض لخطر الإصابة".
وأضاف: "إذا أردنا حماية المواهب الفنية للاعبين الصغار للغاية، فلا ينبغي لنا أن نتعجل ظهورهم بين النخبة ونجعلهم يلعبون قبل الأوان، دون إكمال إعدادهم البدني أولاً. وتجب أيضًا مراقبة مشاركتهم. إذا أردنا أن تستمتع هذه المواهب بكرة القدم، فتجب علينا حماية صحتها الجسدية والعقلية. لا يجب أن نمزح بشأن ذلك".