كفاح سيري دي... من غسل الأواني في تونس إلى أمم أفريقيا

كفاح سيري دي... من غسل الأواني في تونس إلى أمم أفريقيا

18 يناير 2022
سيري دي عانى كثيرا قبل التألق (باسل باربي/Getty)
+ الخط -

يُعتبر لاعب الوسط سيري دي، من أكبر اللاعبين المشاركين في كأس أمم أفريقيا التي تقام منافساتها في الكاميرون، ويدخلها منتخب ساحل العاج بطموحات كبيرة من أجل تعويض فشله في التأهل إلى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم قطر 2022.

ففي سن 37 عاماً، يسعى سيري دي، إلى إعادة سيناريو نسخة 2015 التي توج بها منتخب ساحل العاج بعد سنوات من الانتظار وكان خلالها من أبرز اللاعبين، ولكن الطريق لهذا اللقب كان صعباً وقاسياً بل كان من المستحيل توقع أن ينجح في دعم صفوف منتخب بلاده بعد كل الذي عاشه.

تجربة صعبة في الدوري التونسي

انضمّ سيري دي قبل سنوات إلى نجم حلق الوادي والكرم، وهو فريق تونسي متواضع لم يترك بصمة تذكر في الدرجة الأولى الممتازة، وخضع سيري دي إلى اختبار مع الفريق الذي لم يكن يملك مركز تمارين، وعانى من أزمة مالية جعلته غير قادر على توفير أبسط حاجيات للاعبه، ومنها التأخر في سداد المستحقات المالية.

وعاش لاعبو الفريق أياماً قاسية وخاصة منهم الأجانب، حيث ذكر سيري دي في حوار سابقٍ أنّه اضطرّ للعمل في مطعم لتأمين قوت يومه، فبعد التمارين يقوم بغسل الأواني لكسب ما يسد به رمقه والتعايش مع الأزمة المالية التي كان يعيشها في هذه التجربة التي انتهت برحيله إلى الدوري الجزائري، بعد نزول الفريق إلى الدرجة الثانية، والتي يمنع فيها الاعتماد على لاعبين أجانب.

ظروف قاسية في ساحل العاج

ذكر النجم العاجي في حوار سابق، أنّه حياته في ساحل العاج كانت قاسية، حيث كان يعمل في بيع السجائر على الطرقات من أجل كسب أقل من يورو واحد في اليوم، كما أنّه كان يقضي في بعض الفترات يومين من دون طعام إضافة إلى أنّه يقيم في غرفة من دون سقف.

فبعد أن فقد والده في سنة 2004، كان مجبراً على مساعدة والدته ولهذا اغتنم أول فرصة للسفر إلى تونس للخضوع للاختبار، وبعد تأخر فريقه في سداد مستحقاته عاد إلى ساحل العاج، ولكن لا أحد من العائلة صدقه واعتبروا أنّه أنفق أمواله على شهواته بل إن صديقته هجرته.

مشهد مثير في كأس العالم

ومنذ رحيله إلى وفاق سطيف الجزائري، عرفت مسيرته نسقاً تصاعدياً بعد انتقاله إلى نادي سيون السويسري الذي رصده في مباراة ودية وأصبح من أفضل اللاعبين في فريقه ليمدد تجربته في الملاعب الأوروبية وهو ما ساعده على الانضمام إلى منتخب بلاده لاحقاً، وفاز بفرصة تمثيل "منتخب الأفيال" وبات من أهم اللاعبين مستفيداً من قوّته البدنية.

وفي كأس العالم 2014، هزّ سيري دي العالم بمشهد مؤثر، عندما ظهر باكياً عند عزف السلام الوطني لبلاده، حيث اختلفت التفسيرات لتأثره، غير أنّه كشف لاحقاً أنه استعاد ذكريات مسيرته الصعبة والقاسية وكذلك والده الذي رحل قبل سنوات، ولم يكن يتوقع أن يصل إلى هذا المستوى.

عدل عن الاعتزال

في نهاية سنة 2019، أعلن سيري دي عن اعتزاله اللعب مع منتخب ساحل العاج، وكان قريباً من وضع حد لمسيرته الطويلة، ولكنّه واصل اللعب في سويسرا، قبل أن يعدل عن قراره ويعود لدعم صفوف منتخب بلاده الذي كان يعاني كثيراً وتراجعت نتائجه بدليل غيابه عن كأس العالم 2018 وكذلك غيابه مجدداً عن نسخة 2022.

المساهمون