لم يكن يتوقع النجم المالي عثمان كوليبالي، مدافع نادي الوكرة، أن يصبح حديث العالم بين ليلة وضحاها، بعدما أثار الرعب في قلوب الجماهير الرياضية، التي تابعت سقوطه فوق أرضية الملعب في المباراة أمام الريان، ما جعل الحكم يعلن إلغاء المواجهة، اليوم السبت، ضمن منافسات الأسبوع الـ(13) من دوري نجوم قطر.
وسارعت الجماهير الرياضية ووسائل الإعلام العالمية، إلى تمنّي الشفاء العاجل للنجم المالي عثمان كوليبالي، الذي تحمل قصته في عالم كرة القدم الكثير من الكفاح والتعب، حتى وصل مدافع الوكرة القطري إلى وقت يجعله يستريح قليلاً من تعب الحياة.
-
بداية قصة الكفاح
وُلد عثمان كوليبالي في التاسع من شهر يوليو عام 1989، لعائلة فقيرة في العاصمة الفرنسية باريس، ليحمل الصغير مسؤولية عائلته مُبكراً، بعدما عمل شقيقه الأكبر عبد الرحمن في العديد من المهن، كي يُعيل أسرته، بحسب صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية.
لكن حُب كرة القدم ظهر مع الطفل عُثمان، وتعلّق بالساحرة "المستديرة" كثيراً، وأصبح حُلمه أن يصبح لاعباً كبيراً، حتى يستطيع إعالة عائلته ومساعدة شقيقه عبد الرحمن، على تحقيق حُلمه هو الآخر البعيد عن الرياضة الشعبية الأولى في العالم.
واستطاع عثمان نيل فرصته الأولى، بعدما ضمه نادي مانتوا (أحد فرق الدرجة الرابعة في فرنسا) عام 2007، ليخطف أنظار أحد كشافي فريق غانغون، الذي طالب بضمه في عام 2008، وبقي معهم لمدة موسم وحيد في دوري الدرجة الأولى، وخاض مواجهتين.
-
الفرصة الكبيرة
ونال عثمان الفرصة الكبيرة، بعدما وقّع عقده الاحترافي الكبير مع نادي بريست في عام 2009، وبقي معهم حتى عام 2014، وفرض نفسه مع الفريق الأول، وأصبح أحد أعضاء التشكيلة الأساسية، لتقوم عدة فرق أوروبية بمراقبته، حتى تقنعه بالانتقال لها.
وبالفعل، حصل عثمان على عرض ضخم من قبل إدارة باناثينايكوس اليوناني في عام 2016، وقرر المدافع الاستماع لنصائح الجميع، بأن فريقه الجديد سيفتح له أبواب الرحيل إلى "البريميرليغ" أو "الكالتشيو" في حال تألقه الكبير.
ولم تنجح خطة عثمان كوليبالي، بعدما اصطدم بواقع نادي باناثينايكوس المرير، الذي كانت تعاني إدارته من عجز مالي في ميزانيتها، ليطلب المدافع المالي منهم، الرحيل بشكل مجاني في عام 2019، إلى الوكرة القطري، الذي اقتنع به.
-
تحقيق حُلم شقيقه
ورغم حصول عثمان كوليبالي على الأموال الكثيرة، لكنه لم ينسَ عائلته التي قدم لها العون، خاصة شقيقه عبد الرحمن (37 عاماً)، الذي وقف إلى جانبه طويلاً، وحقق حُلمه بأن يكون بطل فرنسا في رياضة "الكيك بوكسينغ"، بالإضافة إلى تحقيق حلمه باللعب مع منتخب مالي في المسابقات القارية، حيث مثل بلاده في أكثر من مناسبة في كأس أفريقيا، منذ ظهوره الأول بقميص بلاده عام 2011.