رياح النجاح بألوانها الإنكليزية

17 ابريل 2021
+ الخط -

ممّا لا شك فيه أن هذا الموسم الكروي في المنافسات الأوروبية فاجأنا بقوة، ولا سيما حضور الأندية الإنكليزية في الخط النهائي للمسابقتين وأعني دوري أبطال أوروبا و"يوروبا ليغ".

واللافت للانتباه أنّ الأندية الإنكليزية الأربعة انحصرت جغرافياً بين العاصمة لندن، أين يتواجد الثنائي تشلسي وأرسنال ومدينة مانشستر بالنسبة للثنائي يونايتد والسيتي.

هذه النجاحات لم تأت أبداً بضربة حظ، بل هي نتيجة عديد العوامل، لعلّ من أبرزها القوة المالية وحسن الاستراتيجية. والكل يعرف أن لعبة كرة القدم في إنكلترا صارت صناعة قوامها الحسابات الاقتصادية لتتصدر البطولة الإنكليزية قائمة البطولات الأوروبية الأخرى من حيث العائدات المالية لحقوق مشاهدة الدوري، التي مكّنت أندية الدوري من التمتع بميزانيات تسمح لها باستقطاب كلّ النجوم العالميين. 

والاستثناءان الوحيدان في ذلك غياب الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني، والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي، عن هذا المحفل الإنكليزي، ولو أن هذا الأخير عاش سابقاً أجواء البطولة الإنكليزية مع اليونايتد وتوج باللقب القاري الأغلى.

هذا الحضور القوي للأندية الإنكليزية الأربعة في نصف نهائي المنافستين، يعتبر مدّاً تاريخياً لتألقها القاري بما أن فريقي مانشستر يونايتد وتشلسي استمتعا بلذة الفوز باللقب الأحلى سابقاً، عكس أرسنال ومانشستر سيتي اللذين يلهثان وراء كتابة التاريخ والالتحاق بمصاف كبار القوم في أوروبا.

ومن أجل ذلك رفع فريق السيتي التحديات إلى أعلى مستوياتها لتحقيق حلم أصبح قريباً من الحقيقة، وآخر ضحاياه كان المارد الأصفر دورتموند الألماني.

وشاءت الأقدار أن تضع أمامه هذه المرة عملاقاً، تقريباً بنفس مواصفات النادي المنشستراوي، ألا وهو باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي يعج بالأموال والنجوم، ويطمح لنيل اللقب الغالي ونحت اسمه بأحرف من ذهب لتكون المنازلة القادمة بعنوان حرب النجوم.

أما خصم الفريق الثاني للكرة الإنكليزية في مربع ذهب دوري الأبطال، تشلسي، فلا يقلّ صعوبة عن مواطنه السيتي، بما أنّ "البلوز" سيكون في مواجهة السلطان التاريخي للمنافسة؛ ريال مدريد الذي يقدم مستويات رائعة، أطاحت مؤخراً بليفربول الإنكليزي.

نادي تشلسي تسرّب إلى المربع دون ضجيج مطيحاً بمتصدر "الليغا" الإسبانية أتلتيكو مدريد ذهاباً وإياباً، ثم أزاح بورتو في ربع النهائي، إضافة إلى عدم تذوقه للخسارة إلى حد الآن.

وفيما لو سجل حضور تشلسي والسيتي في الدور النهائي، فسيعود بنا التاريخ إلى نهائي إنكليزي خالص حدث عام 2008 في العاصمة الروسية موسكو بين مانشستر يونايتد وتشلسي، وتوج فيه الفريق المانشستراوي بفضل ركلات الترجيح. 

ونفس المشهد الإنكليزي نجده في المنافسة الثانية الأغلى قارياً بتواجد العريقين أرسنال ومانشستر يونايتد.

والمقاومة الإسبانية والإيطالية لكلّ من الغواصة الصفراء، نادي فياريال وذئاب العاصمة الإيطالية، نادي روما، ستكون شرسة جداً من أجل منع حدوث نهائي إنكليزي مائة بالمائة. 

والسؤال الذي يفرض نفسه على الجميع هو مدى قدرة الأندية الإنكليزية على مواصلة زحفها وسيطرتها علي المنافسات القارية في قادم الأيام بعد تراجع مستويات عديد العيارات الثقيلة للكرة الأوروبية مثل برشلونة ويوفنتوس وليفربول وبايرن ميونخ الألماني؟ إنّ غداً لناظره قريب. 

المساهمون