شهد ملعب "ماراكانا" حادثة مثيرة للجدل عام 1989 خلال مواجهة البرازيل وتشيلي في تصفيات كأس العالم 1990، كان بطلها حارس مرمى الأخير روبيرتو روخاس.
حامي عرين كتيبة "لاروخا" يعتبر أحد أفضل الحراس في تاريخ تشيلي، ليس لتألقه في أكثر من مناسبة فقط، لكن بسبب محاولته الجريئة "سرقة" مكاناً في كأس العالم على حساب البرازيل.
ما قام به روخاس كان تصرفا هز كرة القدم في أميركا الجنوبية حتى يومنا هذا، لكن رغم ذلك، وبعد 33 عاما، لا يزال بطلا وطنيا في نظر العديد من أبناء بلده.
تفاصيل القصة
الواقعة بدأت عندما كانت البرازيل متعادلة في الرصيد مع تشيلي بـ5 نقاط لكل منتخب، من فوزين وتعادل، وكان نظام التصفيات يقضي حينها بتأهل المتصدر فقط للنهائيات، حيث كانت تشيلي ثانية بفارق الأهداف.
وخلال الشوط الأول من اللقاء، كان روخاس في حالة جيدة، حيث قام بعدة تصديات وضعت البرازيل في أزمة، لكن تصرفاته الغريبة، وإضاعة الوقت، لم تجعل الحارس محببا لجمهور ماراكانا.
وفي الدقيقة الـ67، بينما النتيجة كانت تشير إلى تقدم البرازيل بهدف لنجمه كاريكا، انطلقت شعلة من المدرجات خلف مرمى تشيلي، ليسقط الحارس على الأرض، حيث خلفت تلك الدقائق فوضى عارمة، ليسارع معالج منتخب التشيلي للدخول من أجل معالجة قائدهم المصاب.
وعندما تلاشى الدخان خرج روخاس ووجهه مليء بالدماء؛ حيث زعم أن الشعلة تسببت في إصابته، ليغادر لاعبو تشيلي الملعب إلى غرفة الملابس لمدة ثلاث ساعات، قبل أن يُرسل احتجاج رسمي لفيفا وكونميبول، حيث كان يأمل التشيليون أن تكون الحادثة سببا بقلب النتيجة، ومع ذلك، فإن الأمر لم يدم طويلا.
وبفضل الصور التي التقطها المصور الأرجنتيني ريكاردو ألفيري، سرعان ما اكتُشف أن الشعلة سقطت على الملعب من دون أن تلمس روخاس.
وأجرى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعدها تحقيقات، مستعينا بفيديوهات وصور نقلها التلفاز في اليوم التالي للقاء، أظهرت أن الحارس أصيب بواسطة موس حلاقة، قام بإخفائه في قفازه قبل المباراة، وهو الأمر الذي اعترف به الحارس لاحقا.
من جهتها، كثفت الشرطة البحث عمّن رمى ذلك الصاروخ، والذي قال شهود العيان إنها فتاة تدعى روزينيري ميلو دو ناسيمنتو، ذات الأربعة والعشرين عاما، والتي أطلقت عليها مجلة "بلاكار" البرازيلية اسم "فتاة النار".
وبعدها، قرر فيفا اعتبار منتخب البرازيل فائزا بهدفين من دون رد، ليصل إلى 7 نقاط ويتصدر المجموعة الثالثة ويتأهل لمونديال إيطاليا 1990، مع منع روخاس من المشاركة مدى الحياة مع تشيلي أو في أي مسابقة لكرة قدم، حتى رُفع الإيقاف عنه في عام 2001.
وطاولت العقوبة أيضا أورلاندو أرافينا مدرب تشيلي وقتها، برفقة طبيب الفريق دانييل رودريغيز، كما حرم منتخب "لاروخا" من المشاركة في تصفيات كأس العالم 1994، بسبب ترك اللاعبين أرض الملعب.