رحلة لبنان الآسيوية بكرة السلة.. بارقة أمل وفرح وسط ظلام "وطن مكسور"

رحلة لبنان الآسيوية بكرة السلة.. بارقة أمل وفرح وسط ظلام "وطن مكسور"

25 يوليو 2022
عرقجي كان الاسم الألمع في منتخب لبنان (غاري لوتولونغ/Getty)
+ الخط -

يمرُّ لبنان بأزمة اقتصادية وسط انهيارٍ لسعر العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي، وتراجع القدرة الشرائية لمعظم اللبنانيين، مروراً بمشاكل وأزمات سياسية لا تنتهي، لتأتي كرة السلة كعادتها لتزرع الفرحة في نفوسِ الجميع.

في بلدٍ صغيرٍ على الخريطة ربما لا يعرفه كثرٌ حول العالم، تأتي كرة السلة بشكلٍ دائم لتعلي اسمه، فبعد انتصارٍ تاريخيّ في مونديال 2006 على حساب فرنسا وبلوغ نهائي كأس آسيا للسلة 3 مرات، مع لاعبين تنابوا على حملِ ألوان بلدِ الأرز، على غرار التايغر فادي الخطيب مروراً بإيلي مشنتف وجو فوغيل وروني فهد وآخرين، جاء فريق المدرب جاد الحج في أصعب ظرف ليخطف الأضواء.

رحلة منتخب لبنان كانت استثنائية في هذه النسخة خاصة بعد أن باتت أستراليا ونيوزيلندا ضيفتين ثقيلتين على القارة الصفراء، في ظلّ المستوى العالي الذي يقدمه لاعبو هاتين الدولتين من القارة الأوقيانية.

وبعد تحقيق لقب كأس العرب في دبي، كان لا بدّ لمنتخب لبنان من أن يظهر بشكلٍ جيد في كأس آسيا، ضمن مجموعة تتسم بترابط كبير وانضباط على أعلى مستوى لمعرفة اللاعبين بحجم المسؤولية وتمثيل وطنهم الذي يحتاج للفرح.

رحلة لبنان في كأس آسيا بدأت بفوز على منتخب الفيليبين الذي يتفوق عليه في التصنيف، ثم جاء الانتصار الأهم على حساب نيوزيلندا لأول مرة في مواجهات الفريقين، ليضمن زملاء وائل عرقجي صدارة المجموعة قبل اكتساح الهند في مباراة سهلة بالجولة الثالثة.

المهمة الصعبة كانت في ربع النهائي، مواجهة الصين، تنين السلة الآسيوية، الذي هيمن على القارة لسنوات وحطّم الأرقام القياسية، لكن المستحيل لم يكن لبنانياً وجاء الانتصار بطريقة مميزة.

في نصف النهائي كان اللقاء حماسياً لأبعد الحدود، الديربي العربي الآسيوي الكبير بين الأردن ولبنان، منتخبان يمتلكان مستوى متقارباً، أسماء مميزة، وكلّ شيء على الورق كان وارداً، بعض التفاصيل صنعت الفارق، إصابة أحمد الدويري وطرد محمد شاهر بعد تهوره، إضافة لتألق عرقجي الاستثنائي وبلوك شوت علي حيدر الخارق للعادة، ليبلغ لبنان النهائي بفارق نقطة.

في المباراة الختامية كان الجميع يعلم صعوبة المهمة، أن تلاعب أستراليا، المنتخب العالمي وواحد من أفضل في العالم، بعيداً عن أسمائه وتغيّرها كلّ فترة، الأمر لم يكن سهلاً طبعاً.

كانت انطلاقة لبنان في المباراة سيئة. لم ينجح الفريق في الحدّ من المدّ الهجومي للكنغر، وسط فشل في التسجيل لزملاء علي حيدر، الذي أخذ المواجهة على عاتقه مع عرقجي، وفي النهاية كانت الهزيمة بفارق نقطتين 73-75.

كسب لبنان إعجاب الجماهير العربية قاطبة، وحتى العالمية، فمناصرو منتخب أستراليا أشادوا بما قدّمه اللاعبون. الآن يعود رجال الأرز إلى وطنهم الذي يحتاج للفرح. قليلٌ من الفرح وسط السواد، وهذا ما قاله وائل عرقجي في أحد التصريحات "جئنا من بلدٍ مكسور وحزين".

المساهمون