حسام حسن وفلاديمير بيتكوفيتش..

حسام حسن وفلاديمير بيتكوفيتش..

23 مارس 2024
بدأ المدربان حسام حسن وبيتكوفيتش رحلتهما الدولية (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الطواقم الفنية الجديدة للمنتخبين المصري والجزائري تحقق انتصارات معنوية في أول ظهور لها، رغم غياب نجوم كبار مثل محمد صلاح ورياض محرز، وتحت ضغوط إعلامية وجماهيرية كبيرة.
- الجمهور المصري يثمن الفوز المعنوي والروح الجديدة التي زرعها حسام حسن وشقيقه إبراهيم، بينما يتغلب الجزائري فلاديمير بيتكوفيتش على بوليفيا بثلاثية، معتمدًا على الروح الجماعية وبرودة الأعصاب.
- الجماهير في كلا البلدين تظهر دعمها للتغيير والتجديد في القيادة الفنية، مع التأكيد على وفرة المواهب المحلية والمحترفين خارج البلاد، مما يوفر خيارات متعددة للمستقبل بغض النظر عن النتائج الحالية.

كل الأنظار كانت موجهة أمس الجمعة نحو القاهرة والجزائر، حيث كان الطاقمان الفنيان الجديدان للمنتخبين المصري والجزائري على موعد مع ظهورهما الأول أمام جماهيرهما، إذ تمكن كلاهما من تحقيق فوز معنوي مهم، رغم صعوبته على حساب نيوزيلندا وبوليفيا، ورغم غياب النجمين محمد صلاح ورياض محرز، وسط ضغوط إعلامية وجماهيرية كبيرة، كان بعضها يترقب الإخفاق لتأكيد فشل خيار الاتحادين في الاعتماد على حسام حسن في مصر وفلاديمير بيتكوفيتش في الجزائر، وسط ظروف صعبة جاءت بعد الإخفاق في نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة، ومع بداية تصفيات كأس العالم 2026.

بعيداً عن الجزئيات والتفاصيل الفنية والتكتيكية ومستوى المنافس النيوزيلاندي الذي لم يكن ضعيفاً كما اعتقد البعض، وُفِّق المدير الفني المصري حسام حسن وشقيقه إبراهيم في إعادة بعث الروح في نفوس لاعبيه وتحقيق فوز معنوي مهم على ملعب المدينة الإدارية الجديد الذي دُشِّن بالمناسبة، ثمنته الجماهير المصرية في وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي ركزت على أهمية الفوز من الناحية المعنوية، وقيمة المواهب التي يملكها المنتخب المصري بقيادة النجم الصاعد متوسط ميدان الأهلي، إمام عاشور، الذي تعرّض بالمناسبة لإصابة خطيرة على مستوى الكتف، تستوجب تدخلاً جراحياً دقيقاً.

من جهته، حقق البوسني فلاديمير بيتكوفيتش فوزاً على بوليفيا بثلاثية، تمكن فيها من معاينة أغلب لاعبيه والتعامل معهم، مع ظروف مباراة كان متأخراً فيها بهدفين مقابل هدف قبل 10 دقائق عن النهاية، غاب عنها إسماعيل بن ناصر بسبب الإصابة، وأصيب فيها رامي بن سبعيني.

ودخل فيها ياسين براهيمي قائداً خلفاً لرياض محرز بعد سنتين من الغياب، مثله مثل ياسين بن زية الذي سجل هدف التعديل، وهي كلها معطيات خلقت بعض الارتباك في بداية الشوط الثاني، سرعان ما جرى تداركه في نهاية المباراة بفضل الروح الجماعية العالية التي تحلى بها اللاعبون، وبرودة أعصاب المدرب البوسني على خط التماس، وكذلك ثقة اللاعبين في أنفسهم فوق أرض الملعب.   

الجمهور المصري الذي كانت غالبيته أصلاً مع مبدأ الاعتماد على المدرب المحلي من زمان، وداعمة للمدرب حسام حسن، أبدى رضاه في مدرجات الملعب ووسائط التواصل الاجتماعي عن المدرب والأداء والنتيجة، حتى ولو كان المنتخب النيوزيلاندي متواضعاً في نظر البعض.

بينما كانت غالبية الجماهير في الجزائر ضد الاستغناء عن جمال بلماضي، قبل أن تستوعب الأمر وتقتنع بالتغيير والتجديد، وتقوم بواجبها البارحة بشكل لافت وتشجع منتخبها على العودة إلى الواجهة القارية والتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، وهو الأمر الذي يساعد الطاقمين الفنيين على مباشرة مهامهما بثقة كبيرة وأريحية نفسية تنعكس على مردود اللاعبين فوق الميادين. 

والجميل في منتخبي مصر والجزائر أن المواهب صارت متوافرة في أوساط لاعبي الدوري المحلي، والمحترفين خارج البلاد، ما يمنح خيارات كثيرة للطاقمين الفنيين، حتى ولو غاب محمد صلاح ورياض محرز، ورحل مدرب وجاء آخر، وحتى لو خسر المنتخبان أو فازا، وتأهلا أو أُقصيا، لأن الحياة تستمر، وغداً يوم آخر يجب مواجهته بكل تحدياته في الكرة وغير الكرة.

المساهمون