بأي حال سيعود الخضر الليلة

04 يونيو 2022
تسعى الجزائر لتحقيق أول انتصار في تصفيات كأس أمم أفريقيا (دانييل بيلومو/ Getty)
+ الخط -

يبدأ المنتخب الجزائري لكرة القدم مغامرة جديدة اليوم في إطار الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم افريقيا 2023 التي ستحتضنها كوت ديفوار بعد عام من الآن، وذلك في ظروف وأجواء غير معتادة يشوبها جدل كبير حول غياب رياض محرز، وإمكانية عودة أندي ديلور، واستغناء بلماضي، ولو مؤقتاً، عن بعض الكوادر، الذين عوضهم بأسماء جديدة يريد من خلالها أن يبعث نفساً جديداً في المنتخب تبدأ ملامحه من اليوم في ملعب خمسة جويلية الأولمبي في العاصمة.

وهو الملعب الذي سيحتضن أول مباراة رسمية للخضر منذ 13 سنة في نفس المسابقة، خسرها آنذاك أمام غينيا كوناكري بهدفين لصفر وأقصي من المشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2008، لينتقل بعدها إلى ملعب مصطفى تشاكر في البليدة أين خاض كل مبارياته دون خسارة إلى غاية مواجهة الكاميرون في تصفيات كأس العالم 2022.

ويترقب هواة الكرة في الجزائر بشغف موعد مواجهة أوغندا الليلة بعد شهر من المواجهة الفاصلة في تصفيات كأس العالم لمعرفة رد فعل منتخبهم، والوجه الذي سيظهرون به وسط تساؤلات وعلامات استفهام حول معنويات اللاعبين ورد فعلهم وتعامل الجماهير معهم بعد خيبة الخروج من كأس العالم. كما ستكون المناسبة فرصة لرؤية المنتخب من دون قائده رياض محرز، وفيغولي وبونجاح وبلعمري وعطال، وفرصة لاكتشاف بعض الوجوه الجديدة من بين الثمانية الذين وجه لهم الدعوة للمشاركة في مباراتي أوغندا وتنزانيا، على أمل طي صفحات مرحلة دامت أكثر من ثلاث سنوات كانت جميلة.

وانتهت بشكل صادم لعشاق للجماهير الجزائرية وعشاق الكرة في العالم، الذين كانوا يتوقعون تأهل الجزائر إلى نهائيات كأس العالم، خاصة بعد الخيبة الكبيرة في نهائيات كأس أمم أفريقيا شهر يناير الماضي، عندما تعرضوا للإقصاء ولأول خسارة بعد سلسلة دامت 35 مباراة متتالية.

استمرار بلماضي على رأس الخضر خفف إلى حد بعيد من صدمة الجزائريين الذين ساندوه بشكل لم يسبق له مثيل، فرد لهم الجميل باستجابته لرغبات الكثيرين، وأنقذ المنتخب الجزائري من أزمة فراغ، خاصة بعد استقالة رئيس وأعضاء المكتب الفيدرالي، والتي لم تمنع المدرب من مواصلة المهام والكشف عن رغبته في رفع تحديات جديدة خلال الندوة الصحافية التي عقدها قبل ثلاثة أيام كشف فيها عن حقيقة غياب محرز التي بررها بالإصابة، وعودة أندي ديلور المرتقبة شهر سبتمبر بشرط تقديم اعتذاراته للجماهير الجزائرية، مما يدل عن نوايا جديدة للمدرب في سبيل إعادة بناء منتخب تنافسي بنفس الروح والعزيمة اللتين افتقدهما خلال الفترة الماضية لأسباب عديدة، كان أهمها تجديد ثقته بلاعبين تراجع مستواهم، وإصراره على نفس خياراته الفنية والتكتيكية بالموازاة مع ذلك.

بلماضي والمجموعة التي اختارها هذه المرة سيكونون على موعد مع استعادة الثقة بالنفس، واستعادة ثقة الجماهير التي لم تهتز في المدرب رغم حملات التشكيك التي يتعرض لها، وعودة بعض فلاسفة الكرة في الجزائر إلى ممارسة هوايتهم في التهديم، مستثمرين في الإخفاق المزدوج في كأس أمم أفريقيا وبلوغ نهائيات كأس العالم في قطر، حتى ولو اقتضى الأمر تسويق إشاعات وأكاذيب حول اعتزال محرز اللعب مع المنتخب، والحديث عن تنازل المدرب عن مبادئه بإعادة أندي ديلور الذي طالب في وقت سابق إعفائه مؤقتاً من اللعب مع المنتخب، والحديث أيضاً عن فشل مسبق لبلماضي وضرورة رحيله لأنه أغلق عليهم أبواب ونوافذ وحنفيات كانوا يدخلون ويشربون منها.

بلماضي لم يستسلم لهم، ولا يبدو أنه سيتنازل عن طموحه في بلوغ مونديال 2026 وتعويض ما فاته، لكن ذلك يمر عبر السعي لاسترجاع تاجه القاري، وقبله الفوز اليوم لاستعادة الثقة، وبعدها ضمان التأهل إلى النهائيات للمرة العشرين في تاريخ الكرة الجزائرية.

المساهمون