الركراكي أفضل مدرب أفريقي: 3 عوامل وراء التتويج

12 ديسمبر 2023
قاد الركراكي المغرب لتحقيق أفضل النتائج (أليكس كاباروس/Getty)
+ الخط -

حسم وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب المنافسة على جائزة أفضل مدرب أفريقي على حساب منافسيه الجزائري عبد الحق بن شيخة والسينغالي أليو سيسي، خلال الحفل الذي أقيم في قصر المؤتمرات بمدينة مراكش المغربية، أمس الاثنين.

ودخل المدرب وليد الركراكي التاريخ من بابه الواسع، بعد تتويجه بهذه الجائزة لأول مرة في مسيرته المهنية، بعد موسم واحد فقط من توليه مهمة تدريب منتخب "أسود الأطلس"، خلفاً للبوسني وحيد حاليلوزيتش.

ولم يكن المدرب (48 سنة)، ليفوز بجائزة الأفضل بأفريقيا لولا الإنجاز الذي حققه برفقة المنتخب المغربي في بطولة كأس العالم بقطر 2022، فضلاً عن نجاحه في إعادة الروح إلى كتيبة القائد رومان سايس في ظرف وجيز.

وكان السبب الأول لاختيار الركراكي هو النجاح في المونديال، فقد فاجأ المدير الفني لمنتخب "أسود الأطلس" منافسيه في مونديال قطر منذ دور المجموعات، إذ أحرج منتخبات عالمية، مثل كرواتيا وبلجيكا وكندا، قبل أن يربك كل الحسابات بالوصول إلى الدور نصف النهائي، في إنجاز تاريخي وغير مسبوق للكرة الأفريقية والعربية.

وترك الركراكي بصمته برفقة منتخب المغرب بمجرد تعيينه مديراً فنياً له، وبرهن على ذلك في كأس العالم بقطر، ولعل ذلك كان وراء ترجيح كفته دون منازع في الفوز بجائزة أفضل مدرب أفريقي، ولا سيما أنه حل ثالثاً في ترتيب أفضل المدربين في العالم لسنة 2022.

أما السبب الثاني فهو إعادة الروح لمنتخب "أسود الأطلس"، فقد وجد المدرب وليد الركراكي منتخب المغرب مهزوماً من الناحية النفسية من جراء خلافات بين المدرب السابق وحيد حاليلوزيتش وبعض نجومه، الذين يشكلون ركائزه الأساسية، وتحديداً مع حكيم زياش ونصير مزراوي وعبد الرزاق حمد الله، حيث بذل الركراكي مجهودات كبيرة لإقناعهم بالعودة مجدداً لارتداء قميص منتخب "أسود الأطلس"، وكان له ما أراد بفضل عقليته المتفتحة وشخصيته المرحة، إضافة إلى حسن تعامله مع اللاعبين وبقية أعضاء الجهاز التدريبي والطبي.

ونجح المدرب الركراكي في إعادة الروح إلى المنتخب المغربي في أقل من شهرين، قبل أن يكسب التحدي في أكبر بطولة عالمية على الإطلاق، باحتلال المركز الرابع عالمياً.

أما السبب الثالث، فهو القفزة في الترتيب العالمي، حيث لم يكتف وليد الركراكي بتجاوز عقبة دور المجموعات في كأس العالم بقطر فقط، بل تجاوز ذلك إلى الإطاحة بمنتخبين عالميين في الدورين ثمن وربع النهائي، وهما "الماتادور" الإسباني، الفائز بنسخة 2010 في جنوب أفريقيا، والمنتخب البرتغالي بنجمه كريستيانو رونالدو، وأكثر من ذلك كان وراء ارتقاء منتخب "أسود الأطلس" في التصنيف الدولي بحلوله في المركز الـ11 عالمياً، كأول منتخب عربي وأفريقي يصل إلى هذا الإنجاز.

كما استطاع الركراكي تكوين منتخب منسجم ومتماسك هزم منتخب البرازيل في مباراة ودية في طنجة في مارس/ آذار الماضي، وأخرج في أخرى نظيره منتخب بيرو في مدريد، في انتظار تحقيق نتائج مماثلة في بطولة كأس أمم أفريقيا بساحل العاج 2024، ليؤكد بالتالي أن فوزه بجائزة أفضل مدرب بأفريقيا لم يأت صدفة أو مجاملة، بل لأنها مستحقة عن جدارة، لما قدمه للكرة الأفريقية والعربية في مونديال قطر 2022.

المساهمون