الدوري الإنكليزي يفقد إشعاعه أوروبياً هذا الموسم بتنافس مَحلي مُثير

24 مايو 2024
تُوّج سيتي بلقب الدوري الإنكليزي في ملعب الاتحاد في 19 مايو/أيار (روبي جاي باريت/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أندية الدوري الإنكليزي الممتاز فشلت في الوصول إلى نهائيات المسابقات الأوروبية لموسم 2023-2024، مع تراجع ملحوظ مقارنة بالموسم السابق، حيث كان أستون فيلا الفريق الإنكليزي الوحيد الذي وصل إلى نصف نهائي إحدى المسابقات.
- على الرغم من الميزانيات الضخمة والتعاقدات الكبيرة، فشلت أندية مثل نيوكاسل ومانشستر يونايتد في تجاوز مراحل مبكرة بدوري الأبطال، وخرج ليفربول من ربع نهائي الدوري الأوروبي، مما يُظهر تراجع الأداء الأوروبي.
- التنافس التاريخي في الدوري المحلي، خاصة بين مانشستر سيتي وأرسنال، قد يكون أثر على أداء الأندية في المسابقات الأوروبية، مما يُسلط الضوء على الحاجة لإعادة التوازن بين الالتزامات المحلية والأوروبية.

فَشلت أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في الوصول إلى النهائي في مختلف المسابقات الأوروبية، لموسم 2023ـ2024 الذي أوشك على الوصول إلى مرحلته الأخيرة، بإقامة مختلف مباريات الختام في الدوري الأوروبي، ودوري المؤتمر، ودوري أبطال أوروبا، ليظهر أن حصاد الفرق الإنكليزية كان سلبياً مقارنةً بالموسم الماضي، عندما تُوّج مانشستر سيتي بطلاً على حساب إنتر ميلانو الإيطالي في دوري أبطال أوروبا، وذلك للمرة الأولى في سجله، كما نجح فريق ويستهام يونايتد في رفع التاج في دوري المؤتمر على حساب نادي فيورنتينا الإيطالي، بعد عرضٍ قوي طوال مشوار النسخة الماضية.

وخلال هذا الموسم، غابت أندية الدوري الإنكليزي عن النهائيات، في وقتٍ تُحضّر فيه للنهائيات الأندية الألمانية بفريقين هما بوروسيا دورتموند وباير ليفركوزن والإيطالية بفريقين هما أتالانتا وفيورنتينا إضافة إلى ريال مدريد الإسباني وأولمبياكوس اليوناني، كما أن فريقاً وحيداً من البريميرليغ نجح في الوصول إلى نصف النهائي، وهو أستون فيلا، الذي فشل في تخطي فريق أولمبياكوس اليوناني، في نصف نهائي دوري المؤتمر، وعجز عن الانتصار عليه ذهاباً وإياباً وبالتالي خابت فرصه في ضمان مقعد إنكليزي في النهائي رغم نتائجه المميزة في الدوري المحلي، إذ كان موسمُهُ رائعاً وضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم القادم.

وتملكُ أندية الدوري الإنكليزي ميزانيات ضخمة تُساعدها على عقد أكبر الصفقات في الميركاتو ولا تجد منافسة تقريباً من بقية الدوريات الأخرى، إضافةً إلى وجود أفضل المدربين في العالم في قيادة الأندية ويتمتعون بكامل الصلاحيات، ولكن الحصاد كان مُخيباً هذا الموسم قياساً بالمواسم الماضية مع تراجع أداء الكثير من النجوم، باعتبار نتائج نيوكاسل وكذلك مانشستر يونايتد في الدور الأول من منافسات أبطال أوروبا، فقد حلّ كلّ فريقٍ مُنهما في المركز الرابع والأخير في مجموعته، وبالتالي فشلا في التأهل إلى ملحق الدوري الأوروبي، بوداع سريعٍ للمسابقات الأوروبية، كما أنّ ليفربول خيّب بدوره الانتظارات، إذ كان يظهر المُرشح الأول للحصول على لقب الدوري الأوروبي، غير أنّه ودّع المسابقة في ربع النهائي أمام أتالانتا الإيطالي بخسارته على ملعبه 3ـ0، وانتصاره في إيطاليا 1ـ0.

الدوري الإنكليزي يشهد تَنافُساً تاريخياً

تُسجل أكبر الدوريات الأوروبية حضورها في النهائيات المختلفة هذا الموسم، ورغم أن الفرق الفرنسية فشلت في الوصول إلى المباريات الختامية في المسابقات الثلاث، إلا أن الدوري الفرنسي كان مُمثلاً بفريقين في نصف النهائي، بعد بلوغ باريس سان جيرمان نصف نهائي دوري الأبطال وخسارته أمام دورتموند الألماني وأولمبيك مرسيليا نصف نهائي الدوري الأوروبي، ولكنه خسر أمام أتالانتا الإيطالي، وبالتالي كان حصاد "الليغ 1" أفضل من البريميرليغ في هذا الموسم الأوروبي.

في المقابل، فإن الدوري الإنكليزي شهد تنافساً تاريخياً، فقد حسم مانشستر سيتي التتويج بحصوله على اللقب للموسم الرابع توالياً، ولكن الفريق لم يضمن اللقب إلا في الأسبوع الأخير، إذ كان مُجبراً على الفوز على ويستهام حتى يتفادى قلب الطاولة عليه من قبل أرسنال الذي كان في حاجة إلى تعادل "السيتي" حتى يحصل على المركز الأول ويتوّج بعد سنواتٍ من الانتظار، كما أنّ الدوري الإنكليزي هو الوحيد الذي حُسم مصير اللقب فيه في الأسبوع الأخير، أما بقيّة الدوريات الأخرى، فكان البطل مَعروفاً منذ أشهر تقريباً قبل حسم التتويج رسمياً قبل أسابيع من النهاية.

وكان التنافس مُشتعلاً منذ الأسابيع بوصول العديد من الفرق إلى صدارة الترتيب، وخاصة ليفربول الذي تراجع في الأسابيع الأخيرة كما أن توتنهام تصدّر المشهد في عديد من المناسبات وكذلك أرسنال، ولكن مانشستر سيتي وظّف خبرة السنوات الماضية من أجل ضمان المركز الأول والتمسّك به في الأمتار الأخيرة. ويبدو أن التركيز على المسابقات المحلية هو الذي أثر في فرص أندية البريميرليغ أوروبياً، خاصة أنّه لم يقع تعديل رزنامة المباريات المحليّة لتساعد الفرق في المسابقات الأوروبية، مثلما حصل في بقية الدوريات الأخرى، وخاصة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، عندما تمتّع كلُّ فريقٍ يخوض مباريات قوية بفرص الإعداد الجيّد للموعد الأوروبي، وهو أمر أثار جدلاً في فرنسا وإسبانيا بشكلٍ خاص، ولكن نتائجه كانت إيجابية.

المساهمون