الحسين بطل الأردن الجديد.. كيف قهر القطبين الفيصلي والوحدات؟

26 مايو 2024
الحسين توج بلقب الدوري الأردني السبت 25 مايو الحالي (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فريق الحسين إربد يفوز بالدوري الأردني لأول مرة منذ تأسيسه في 1964، متغلباً على منافسيه الأقوياء وخاصة الفيصلي.
- تحت قيادة المدرب جمال محمود، حقق الفريق استقراراً فنياً وإدارياً، وصل به إلى 59 نقطة، متفوقاً بفارق نقطتين على أقرب منافسيه.
- دور إدارة النادي ومساهمات اللاعبين البارزين كانت حاسمة في تجنب الأزمات المالية وتحقيق الإنجاز، مما أضاف فصلاً جديداً في تاريخ كرة القدم الأردنية.

شكّل تتويج فريق الحسين إربد، مفاجأة مميزة لمتابعي كرة القدم الأردنية، باعتباره يحقق اللقب الأول في تاريخه على الإطلاق، على الرغم من أنه يُصنف من بين الأندية القوية والكبيرة، لكنه لم ينجح، منذ تأسيسه عام 1964، في حصد لقب تلك المسابقة، في حين أنه سبق أن تُوج بألقاب أخرى، مثل: الدرع وكأس الكؤوس، لكن فرحة التتويج بلقب الدوري، الذي حسمه، السبت، وهو المسابقة الأهم في البلاد، تفسر سعادة جماهيره وأوساط اللعبة عامة، التي رحبت بمولد بطل جديد غير القطبين، الوحدات والفيصلي، اللذين يسيطران على الألقاب، منذ عشرات السنين.

ومنذ تأسيس النادي، الذي يشكّل، مع غريمه التقليدي، نادي الرمثا، قطباً من أقطاب اللعبة في شمال الأردن، حاول الحسين إربد مراراً المنافسة على اللقب، لكنه فشل في مساعيه، قبل أن يقدم الفريق أداءً استثنائياً للغاية هذا الموسم، رغم صعوبته وطول مدته، فتجاوز الصعاب واستحق اللقب بجدارة، بعد صراع شرس مع مطارده، الفيصلي، الذي ضيّق الخناق عليه حتى الجولة الأخيرة.

كيف قهر البطل الجديد قطبي الكرة الأردنية؟

لم يكن فوز الحسين إربد بلقب الدوري الأردني سهلاً على الإطلاق، إذ تمكن من اجتياز أهم محطتين لأي فريق يفكر في المنافسة على لقب الدوري، ألا وهما القطبان الفيصلي والوحدات، لأن الفوز بهذا اللقب لا يمر إلا عبر هذين العملاقين، اللذين يسيطران على الألقاب في هذا البلد العربي. ونجح الحسين في تصدر مسابقة دوري المحترفين الأردني، موسم 2023-2024 ، بعد تغلّبه على نادي سحاب بنتيجة (2- 1)، على استاد الأمير محمد، ضمن الجولة الـ 22 والأخيرة من البطولة، فنقل لقب الدوري من العاصمة عمّان، إلى محافظة إربد، بعد تألّق كوكبةٍ من النجوم الذين منحوه اللقب مع تحقيق رقمٍ تاريخيٍّ بالوصول إلى 59 نقطةً في ترتيب الدوري، وهو رقمٌ لم يحققه أيٌّ من الأندية التي نالت اللقب سابقاً. وحصد الفريق القادم من "عروس الشمال"، مدينة إربد، اللقب، بفارق نقطتين عن ملاحقه المباشر، فريق الفيصلي، الذي تغلّب بدوره على شباب الأردن (6- 2) في استاد عمّان، بعدما كان الأخير قد هزمه في قمة الجولة السابقة بهدفٍ من دون ردٍّ، وتعادل معه ذهاباً (1- 1).

وقدم الحسين أداءً ونتائج لافتة في مرحلة الذهاب، مع المدرب السابق، البرتغالي موتا، قبل أن يتسلم المدرب الوطني جمال محمود، دفة القيادة، وواصل عزف التألق مع الفريق بفكره الفني المتطور، بل كان أول اختبار للمدرب صعباً، إذ هزم الوحدات (2- 1)، ليشق طريقه نحو المنافسة الجدية على اللقب، وكان له ما أراد. وشكّل الاستقرار الفني لدكة الفريق، سبباً مهماً في التتويج باللقب الصعب، فالفريق لم يغير سوى مدرب واحد طوال الموسم، بل إن المدرب البرتغالي السابق رحل، بسبب ظروف خاصة ألمت به، ولم تتم إقالته من النادي، أو بسبب سوء النتائج على الإطلاق، الأمر الذي ساهم في فوز "الأصفر" باللقب، كما أن جمال محمود بات ثاني مدرب أردني تاريخياً يتوج بلقب الدوري مع فريقين مختلفين، إذ سبق له التتويج باللقب مع ناديه الأساسي، الوحدات، وهو تكرار لما فعله المدرب الراحل، مظهر السعيد، الذي نال اللقب أيضاً مع الفيصلي والأهلي.

ويُحسب لإدارة النادي الأردني، برئاسة عامر أبوعبيد، أنها دعّمت الفريق بكل ما يحتاج إليه، فغرد النادي بعيداً عن أزمات الأندية المحلية المالية، لينجح في حصد مكافأة الفوز باللقب، وساهم عددٌ من النجوم المتألقين في تحقيق الفريق اللقب للمرة الأولى في تاريخه، يتقدّمهم هداف منتخب النشامى، محمود مرضي الذي سجل تسعة أهدافٍ في الدوري، برفقة زميله السنغالي، عبد العزيز إنداي الذي سجل تسعة أهدافٍ أيضاً، في حين تمكن المخضرم، حمزة الدردور (33 عاماً)، والمنتقل من صفوف نادي الرمثا، من هزّ الشباك في ستِّ مناسباتٍ (سجل الفريق 45 هدفاً في الموسم)، وقاد نجم منتخب الأردن، عبد الله نصيب، دفاع الفريق إذ لم تستقبل شباك الفريق سوى ستة أهدافٍ طوال الموسم الذي خاض فيه البطل 22 لقاءً، وهو الذي سبق وتألق في بطولة أمم آسيا 2023 التي حل فيها منتخب الأردن في الوصافة خلف قطر.

المساهمون