نجم اليد التونسية السابق هيكل مغنم: هذا اللاعب حرمنا التأهل... وانتظروني رئيساً للاتحاد
أكد نجم كرة اليد التونسية السابق هيكل مغنم، أن مشاركة منتخب بلاده في بطولة العالم المقامة حالياً في مصر تعتبر مخيبة للآمال ولا تمثل عراقة اللعبة وتاريخها في تونس، موضحاً أن خروج "نسور قرطاج" منذ الدور الأول يعود إلى العديد من الأسباب.
وقال أسطورة كرة اليد التونسية، هيكل مغنم، في حوار خص به "العربي الجديد": "لقد لعب المنتخب في مجموعة صعبة تضم إسبانيا والبرازيل وبولندا، ما جعل تونس بين المراكز الـ 25 و32 في الترتيب النهائي للبطولة، بلغة الأرقام هي مشاركة سيئة جداً، لكن الأداء لم يكن كارثياً بالدرجة التي تحدث عنها البعض".
وانتقد مغنم سياسة إشراك لاعبين شبان بشكل مبالغ فيه في الفريق المشارك ببطولة العالم، قائلاً: "لا يمكن أن نعتمد هذا العدد الكبير من اللاعبين الشبان دفعة واحدة في مسابقة دولية، وهنا ألوم عناصر الخبرة التي لم يكن عطاؤهم مثالياً، ولم يساعدوا اللاعبين الصغار. لقد كان ضرورياً وجود عدد من النجوم في قائمة المنتخب".
وحمل مغنم مسؤولية التعادل مع البرازيل للاعب مصباح الصانعي، موضحاً أنّ "مصباح لاعب متميز ويلعب بروح عالية، لكنه حرمنا الفوز على البرازيل والتأهل إلى الدور الرئيسي دون إنتظار مواجهة إسبانيا. كنا نتقدم في النتيجة قبل ثوانٍ فقط من نهاية اللقاء، وكان من الأجدر المحافظة على الكرة، لا أن يسددها بشكل متسرع".
وتابع: "المدرب سامي السعيدي لا يتحمل وحده مسؤولية الفشل. لا ننسى أنه افتقد أبرز ركائز الفريق كأسامة بوغانمي وأسامة حسني ومروان شويرف اللذين أُبعِدا عن المونديال لأسباب تأديبية. كان على مسؤولي الاتحاد التونسي أن يعاقبوهم بطريقة أخرى، وأن يسيطروا على الوضع دون خسارة خدمات هؤلاء النجوم".
وعن غياب نجم دينامو بوخارست الروماني أمين بنور عن بطولة العالم، قال مغنم: " غريب جداً ما حدث. كيف للاتحاد أن يعلن إصابة اللاعب بكورونا قبل أيام من انطلاق البطولة ويذهب الفريق إلى مصر دون بنور. لست مقتنعاً بذلك، كان على المسؤولين أن يحرصوا على الاستفادة من اللاعب فور شفائه من الفيروس، لا أن يبقى في تونس بهذه السهولة".
وأردف: "لا يمكنني أن أصدق ما حدث مع بنور. تبدو هناك أسباب أخرى، وإن صحّ ما راج عن رفض اللاعب الانضمام إلى المنتخب تضامناً مع زملائه المبعدين، فذلك يُعَدّ أمراً خطيراً للغاية، ويدل على تصرف لا مسؤول من لاعب دولي في حجمه، فالمنتخب أكبر من الجميع".
وعن تصريحات زميله السابق عصام تاج الذي اتهم المدرب سامي السعيدي بمجاملة لاعبي النجم، علّق هيكل مغنم، قائلاً: "لا أعتقد ذلك. أنزه السعيدي تماماً عن التفكير بهذه الطريقة، لأن لاعبي النجم الساحلي، مثل جاء بالله وبن عبد الله ودرمول ورزيق كانوا رائعين ولا يقدر أي مدرب على الاستغناء عنهم".
وأوضح صانع الألعاب السابق أن المدرب حافظ الزوابي اعتمد على 7 عناصر من فريقه الأم، النادي الأفريقي، خلال بطولة العالم سنة 2017، ولم يتعرض لأي انتقادات نظراً لقيمة هؤلاء اللاعبين. في المقابل، اتفق مغنم مع تاج في تقييمه الفني، وخصوصاً على مستوى الدفاع الذي اعتبره نقطة الضعف الأبرز في أداء المنتخب.
وأشاد مغنم كثيراً بالنجم الشاب للمنتخب التونسي محمد أمين درمول، معلقاً: "يشغل درمول ذات المركز الذي لعبت فيه سنوات طويلة. إنه لاعب رائع وينتظره مستقبل كبير، شرط أن يحظى بالإحاطة اللازمة، وأتمنى أن يحسن اختيار ناديه الأوروبي الجديد. صراحة، ما يفعله درمول لم أقدر شخصياً على تحقيقه عندما كنت في سن الـ22 عاماً".
وكشف هيكل مغنم نيته للترشح لرئاسة الاتحاد التونسي لكرة اليد، موضحاً: "فعلاً أعمل على ذلك حالياً، وأنا بصدد وضع اللمسات الأخيرة لتقديم ترشحي رسمياً. تفكيري في هذا الأمر انطلق من تشخيص واقع كرة اليد التونسية التي اقتربت من الاندثار بسبب عجز المسؤولين الحاليين عن تطوير اللعبة التي تراجعت في تونس منذ 2013. سأحاول بخبرتي الواسعة إصلاح الوضع وإعادة الإشعاع لكرة اليد في البلاد".
وختاماً، اعتبر مغنم أن المشاركة العربية في المونديال تعتبر جيدة عموماً، وأشاد بمستوى منتخبي مصر وقطر في المونديال، متوقعاً أن يصلا بعيداً في مشوار البطولة. أما عن المنتخب الأقرب إلى اللقب، فقال هيكل: "الأقوى في مونديال كرة اليد، الدنمارك والنرويج وفرنسا وإسبانيا".
ويعتبر هيكل مغنم (44 سنة) أحد أساطير كرة اليد التونسية، بفضل تتويجاته العديدة، وأبرزها حصوله على لقب بطولة أمم أفريقيا 4 مرات، واحتلاله المركز الرابع مع "نسور قرطاج" في مونديال 2005، كذلك لعب لفرق عديدة، أولها الترجي، واحترف في الدوري الفرنسي ضمن أندية سيلستا ونيم وسان رافاييل ومونبليه.