بعد حرمانه من مرافقة منتخب كوت ديفوار قبل أشهر من مونديال جنوب أفريقيا في 2010، وإقالته من الإشراف على منتخب اليابان في مونديال روسيا قبل الموعد بأسابيع، لا تزال لعنة الإقالة تطارد المدرب البوسني، وحيد حاليلوزيتش، مع المنتخب المغربي الذي قاده إلى مونديال قطر، وهي المرة الرابعة التي يتأهل فيها إلى النهائيات، ويصبح فيها أول مدرب يتأهل مع أربعة منتخبات مختلفة، لكنه يحرم من المشاركة معها مرتين.
وربما يُحرم للمرة الثالثة من المشاركة، مما يثير التساؤلات وعلامات الاستفهام حول المصير المتشابه للمدرب مع ثلاثة منتخبات في ثلاثة نهائيات لكأس العالم يحلم ببلوغها، ولا يفرط فيها كل مدرب مهما كانت الأسباب، إلا حاليلوزيتش العنيد صاحب الشخصية القوية والحساس تجاه كل تدخل في شؤونه الفنية، الذي يعرّض نفسه كل مرة للإقالة أو على الأقل للجدل في الأوساط الإعلامية والجماهيرية.
حاليلوزيتش الذي أشرف على المنتخب المغربي في 27 مباراة حقق فيها 18 انتصاراً، 7 تعادلات و خسارتين، بلغ من خلالها ربع نهائي كأس أمم أفريقيا، وكأس العالم 2022، لا يزال معرضاً للإقالة في أي لحظة من على رأس المنتخب المغربي، رغم التقارير الإعلامية التي تتحدث عن موافقته على إعادة نجوم الفريق إلى التشكيلة بعد اجتماعه بمسؤولي الاتحاد المغربي الأسبوع الماضي، ثم تنقله إلى أمستردام والالتقاء بظهير أياكس نصير مزراوي، في انتظار تسوية خلافاته مع زياش وحمد الله حسب توقعات المتتبعين، الذين يتوقع بعضهم صعوبة تأقلم الغاضبين مع متطلبات ومزاج المدرب، خاصة بعد أن بلغ سوء التفاهم بينهم درجة كبيرة من الاختلاف والاحتقان إثر التصريحات والاتهامات المتبادلة.
بغض النظر عن قدراته وسلبياته وإيجابياته مثل غيره من المدربين لا تزال لعنة الإقالة قبل أشهر عن مونديال قطر تطارد الرجل لنفس الأسباب المتعلقة بخياراته المثيرة للجدل رغم نجاحه كل مرة في بلوغ المونديال مع المنتخبات التي دربها. لكن الرجل كان دائما يريد أن يكون النجم الأوحد، ويعتقد بأن قوة الفريق في المجموعة وليس في فردياتها مهما كانت قيمتها، وهو الأمر الذي خلق له متاعب مع المسيرين والإعلاميين وحتى اللاعبين النجوم الذين كان يستغني عنهم في كل مرة، ويلقى مع ذلك دعماً جماهيرياً معتبراً بما في ذلك في المغرب، رغم استغنائه عن حكيم زياش ونصير مزراوي وعبد الرزاق حمد الله الذين اشترطوا رحيل حاليلوزيتش مقابل عودتهم، مثلما حدث مع نجوم كوت ديفوار واليابان قبل ذلك.
ففي عام 2010، كان البوسني، مدرباً لأفيال كوت ديفوار الذين قادهم إلى ربع نهائي كأس أمم أفريقيا في أنغولا، وكأس العالم في جنوب أفريقيا لكن الاتحاد الإيفواري أقاله بسبب مشاكله مع بعض نجوم الفريق على غرار ديدييه دروغبا ويايا توري عجلت بالانفصال عنه قبل أشهر عن المونديال بتدخل من رئيس الدولة السابق لوران غباغبو. وهو نفس المصير الذي تعرض له مع اليابان بسبب خلافات نشبت بينه وبين الاتحاد الياباني لإصراره على استبعاد نجوم الصف الأول، ما عجل برحيله أيضاً وحرمانه من المشاركة في المونديال، لكن الرجل بقي محافظا على مبادئه المبالغ فيها أحيانا في نظر البعض، والمحترمة في نظر البعض الآخر يحبذ نفس الالتزام مع المنتخب، والاحترام لقراراته من طرف كل اللاعبين من دون استثناء.
أما المرة الوحيدة التي سلم فيها حاليلوزيتش من الإقالة كانت عام 2014 مع المنتخب الجزائري الذي شارك معه في مونديال البرازيل وتأهل إلى الدور الثاني، بعد أن كان قريباً من الإقالة بسبب مشاكله مع رئيس الاتحاد وبعض النجوم الذين استغنى عنهم، على غرار كريم زياني في سيناريو يتكرر ليثبت بأن المشكلة في الرجل أكثر مما هي في اللاعبين والاتحادات التي تنتدبه، فهل سيصمد هذه المرة أم ستبقى تلاحقه اللعنة أينما حل؟