أسرار الريمونتادا التي قادت جابر إلى أفضل إنجاز: فهل تواصل طريقها للنهائي؟

14 مايو 2022
جابر حققت نتائج باهرة (تيزيانا فابي/Getty)
+ الخط -

يكفي سماع صيحة أنس جابر، بعد نهاية المواجهة ضد ماريا ساكاي اليونانية، الجمعة، في ربع نهائي بطولة روما المفتوحة للتنس، حتى ندرك قيمة الإنجاز الذي حققته أيقونة الرياضة العربية.

لقد أبدعت المصنفة السابعة عالمياً، في مواجهة اليونانية، المصنفة رابعة عالمياً، لتعبر إلى الدور نصف النهائي من بطولة روما للتنس، لتواصل انتصاراتها بعد أن حققت الفوز العاشر توالياً.

وقدمت جابر مستوى أذهل كل المشاهدين، بعد أن كانت ريمونتادا تاريخية، مكنتها من قلب الطاولة على منافستها. فبعد خسارة المجموعة الأولى 6ـ1، كانت جابر متأخرة 5ـ2، ومنافستها تستعد لحسم المباراة، لتعلن جابر ثورتها وتقلب الموازين بشكل لا يصدق بعد أن كسبت 8 أشواط متتالية، ثم حسم المباراة في المجموعة الثالثة 6ـ1.

واعترفت جابر في نهاية المواجهة بأن دافعها إلى "الريمونتادا" التاريخية كان حرصها على ألا تضيع مجهوداتها في الأسابيع الأخيرة سدى، بعد أن فازت ببطولة مدريد منذ أيام قليلة.

وقالت جابر في تصريحات نقلها موقع رابطة اللاعبات المحترفات: "عندما كانت النتيجة 5ـ2، قلت في نفسي إنه لا يمكن أن أضيع مجهودات هذه الأسابيع بهذه الطريقة، لا بد من الرد والعودة، وفعلاً فقد كان هذا الأمر محفزاً بالنسبة إليّ، وأنا سعيدة بالانتصار".

قوة الحضور الذهني

أحبطت جابر خطط منافستها بعد أن غيّرت أسلوب لعبها في المجموعة الثانية، من خلال تفادي الأخطاء المباشرة التي كانت ناتجة من قلة التركيز، قبل أن ترفع مستواها بفضل قوة الإرسال الذي كان نقطة ضعفها الأساسية، ولكن الفارق الأهم هو الحضور الذهني.

لقد تحدت جابر كل التوقعات، ذلك أنه لم تكن هناك مؤشرات توحي بأنها ستكون قادرة على العودة بعد أن أصبحت نهاية المباراة وشيكة، ولكن عمل المعدة الذهنية الفرنسية، التي دعمت إطارها الفني في الأشهر الماضية، ساعد جابر كثيراً على تحدي الموقف الصعب.

وفي مباريات سابقة كانت النجمة التونسية تفقد الأمل في الانتصار، وترمي المنديل سريعاً، ولا تدافع عن فرصها في التتويج، ولكن هذه المرة عادت من بعيد لتحقيق واحد من أفضل إنجازاتها على مرّ التاريخ.

أفضل نتيجة

تعتبر منافسات بطولة روما مختلفة عن بطولة مدريد التي توجت بها أنس جابر منذ أيام قليلة، باعتبار أن هذه النسخة سجلت حضور عديد اللاعبات من "التوب 10"، كذلك كانت أنس جابر مرهقة قياساً ببقية منافستها، بعد أن خاضت عديد المباريات في الأسابيع الأخيرة، ولهذا كان فوزها مهماً.

وما يعطي انتصار جابر قيمة أكبر، أنها المرة الأولى التي تفوز خلالها على لاعبة من "التوب 5" وهو ما يفسر فرحتها الكبيرة، فقد كسرت الحاجز النفساني الذي كان يعوقها سابقاً، وحرمها حصد الألقاب.

نصف نهائي مثير

ستحاول جابر الوصول إلى النهائي الثاني توالياً، عندما تواجه السبت، الروسية دارياكساتكينا، المصنفة الـ 23 عالمياً، التي استفادت في ربع النهائي من انسحاب منافستها لتصل إلى المربع الذهبي، وبالتالي فهي في وضع بدني أفضل نسبياً من جابر التي عانت كثيراً في ربع النهائي.

وسبق لجابر أن واجهت اللاعبة الروسية في خمس مناسبات سابقة، آخرها في بطولة شتوتغارت قبل أسابيع قليلة، وفازت جابر بنتيجة 2ـ0، وقد حسمت التونسية آخر 3 مواجهات ضد اللاعبة الروسية، التي فازت بأول مواجهتين فقط، وبالتالي إن فرص النهائي تبدو قائمة.

المساهمون