"كورونا" تؤكد عظمة الجماهير

"كورونا" تؤكد عظمة الجماهير

31 أكتوبر 2021
غابت الجماهير الأردنية عن الملاعب بسبب فيروس كورونا (أحمد الأمين/فرانس برس)
+ الخط -

من الإيجابيات لجائحة كورونا في العالم، أنها أكدت عظمة وأهمية الجماهير في ملاعب كرة القدم، ليس فقط على الصعيد المعنوي والفني للاعب خلال المباريات، بل على الجوانب الاقتصادية للأندية والاتحادات التي تأثرت صناديقها كثيرا نتيجة غياب "اللاعب رقم 12"، في مشهد غير مألوف.

عامان عجاف تقريبا عاشتهما كرة القدم في العالم في زمن الجائحة، حيث المدرجات الخاوية، في مشهد محزن، خاصة في منافسات دوري أبطال أوروبا في العام الماضي، ما أفقد كرة القدم رونقها، حتى المتابعين عبر الشاشة الصغيرة حول العالم، لم يعودوا يشعرون بالمتعة، وهم يشاهدون مدرجات خاوية في مباريات يشارك فيها نخبة النجوم في العالم.

في كرة القدم الأردنية، لا يختلف المشهد كثيرا، فالعام الماضي شهدنا مدرجات خاوية، ومباريات تنافسية وكأنها ودية، في ظل غياب الجماهير، وغياب الحافز والدافع عند اللاعبين، خاصة أولئك الذين يلعبون لأندية جماهيرية.

في الموسم الكروي الحالي، بدأنا نلحظ عودة الحياة إلى المدرجات، حتى لو كانت بنسب محدودة، قبل أن تتطور الأمور إيجابيا، في ظل التحسن الذي طرأ على الوضع الوبائي في العالم، ما جعلنا نستعيد متعة مشاهدة كرة القدم في أوروبا مع عودة المدرجات بنسبة كاملة في الكثير من الدوريات العالمية، وهذا بحد ذاته يشكل متعة، ويضفي نوعا من الإثارة والحماس على أجواء المباريات.

في دوري المحترفين الأردني، بدأت المدرجات في أواخر الموسم الحالي تشهد عودة تدريجية، ولكنها ليست كافية لاعادة المتعة للدائرة المستديرة، الأمر الذي يدفعنا لمطالبة اتحاد الكرة برفع نسبة الحضور الجماهيري، بل فتح المدرجات بشكل كامل أمام الجماهير المتعطشة لمؤازرة فرقها في المنافسات المحلية.

موقف
التحديثات الحية

بحكم السنوات الطويلة التي لعبت فيها في المنتخبات الوطنية ونادي الوحدات، أعي جيدا أهمية التأثيرات الإيجابية للجماهير على اللاعبين، وهو أمر يدفعني للتمني على اتحاد الكرة، إعادة فتح المدرجات بالكامل أمام الجماهير، في المباريات القليلة المتبقية من الموسم الكروي الحالي، وذلك لإعادة الروح إلى الملاعب كهدف أول، ولرفد صناديق الأندية الخاوية، بمبالغ مالية كهدف ثان، خاصة وأن الجميع يعرف حجم الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها أندية المحترفين في الدوري الأردني، حيث الشكاوي القادمة من كل حد وصوب،  بسبب تقصير تلك الأندية في دفع مستحقات اللاعبين والمدربين لأشهر طويلة، بل سنوات، بسبب ضعف الموارد المالية.

شكرا "كورونا"، لأنك أكدت على أهمية الجماهير في عالم كرة القدم، ونتمنى أن لا نراك ثانية أو نسمع باسمك، فقد أرهقت العالم ولا بد من رحيلك في أقرب وقت.

المساهمون