"معاداة السامية" تطارد عرب أوروبا

"معاداة السامية" تطارد عرب أوروبا

17 يونيو 2018
محاولات التصويب على المهاجرين مستمرة(العربي الجديد)
+ الخط -


مرة ثانية يعود مسؤولون عن مجتمع يهود السويد إلى رمي التهم على مواطنين من أصول مهاجرة عما يسمونه "تراجع أعداد اليهود في أجزاء واسعة من مدن البلد". ففي وسط غرب السويد، في مدينة "أومو"، "اضطرت الجمعية اليهودية لإغلاق أبوابها بعد عام ونصف العام من المضايقات والتهديدات"، وهو ما يفند دعاوى "انتهاء الوجود المنظم لليهود إلى شمال أوبسالا (شمال استوكهولم)".

والتحذير القائم حول مدن جنوب السويد يجري ربطه أيضا بالمهاجرين، وبطريقة تعمم ولا تخصص حول مصدر التهديد. فالحركة اليمينية المتطرفة في دول الشمال، والنازيون الجدد، تحديدا في شمال السويد، وفي ألمانيا والدنمارك، "تتحمل مسؤولية أساسية في تهديد الجمعيات اليهودية"، لكن مقابل ذلك الاعتراف الرسمي لمسؤولة جمعية اليهود في "أومو"، كارينا سوبيرغ، يتلقف ساسة وصحافة اليمين المتشدد الأخبار لترمى وكأنها صادرة عن "تشدد المهاجرين" أو ما تسميه الصحافة المتشددة "رجال بملامح شرق أوسطية"، وهو ما لم تثبته إحصاءات وأرقام حقيقية، في ظل تعرض مسلمي السويد على سبيل المثال لكثير من العنف وحرق المساجد بطريقة تتجاوز تهديدات بحق اليهود.

مشكلة الجاليات العربية والمسلمة، مع حالات فردية تعد على الأصابع في صفوفها. فهي مرة أخرى تجد نفسها غير منظمة للرد وإيضاح الحقائق حول ما تتعرض له عملياً، وليس فقط أنها في سلة واحدة من هجمات اليمين المتطرف ضدها وضد اليهود، بل في غياب صوت موحد لدفع تلك التهم التي تطاول الأغلبية التي اختارت الهجرة والعيش في مجتمعات متعددة الثقافات والأديان، والانشغال بقضايا بديهية وجعلها الشائكة، في علاقات للأسف "مذهبية وطائفية" مستمرة حتى في مواسم الهجرة، والتهجير.

وقد ارتفعت هذه النبرة المعادية للعرب، خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، تزامنا يبدو مصادفة، تصدر ما يطلق عليه "معاداة السامية"، (وهو التعبير الذي يشير تحديدا إلى اليهود وليس إلى معاداة العرب والمسلمين في الغرب)، بدا أن يهود السويد وألمانيا يوجهون اتهامات لا لبس فيها بحق المجتمعات المهاجرة، في ما يسمونه معاداة السامية.
مسؤول المركز اليهودي في ألمانيا، يوسف شوستر، اعتبر أن "معاداة اليهود المتزايدة في ألمانيا، مصدرها الأساسي الحركات اليمينية الراديكالية والبيئة المهاجرة".

في الجارة الشمالية، الدنمارك، تثور ثائرة اليهود، وهم ليسوا سوى بضعة آلاف، مقابل مئات آلاف من أصل عربي وإسلامي، حين يقترح مشرعون قوانين تمس شعائر وطقوسا دينية محددة: الختان وذبح الحلال، أو على الطريقة اليهودية نفسها من حيث تقنية الذبح عند مسلمي البلد، فتجد برودا وتراجعا في صفوف المشرعين، ما يشير إلى النفوذ والمكانة التي تعيشها جالية يهودية قليلة العدد، فيجري التراجع لمصلحة المسلمين بطريقة غير مباشرة، بعد أن يكون الموضوع قد أخذ مداه في وسائل الإعلام ووضع المسلمون في المواجهة.

المساهمون