سجّل أنا عربي

25 يونيو 2017
شبح الماضي يلاحقهم (فرانس برس)
+ الخط -
تلازمت العلاقة دوماً بين القضية الفلسطينية وجوارها العربي، وإن كان الهمّ والبعد القوميان رافعين لمسيرة النضال الفلسطيني من أجل التحرر من الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن لهذا الجوار في شقّه السياسي، أحمالاً كثيراً ما أثقلت كاهل الفلسطينيين شعباً ومنظمات مقاومة، وأدت إلى ما أدت إليه من نزاعات وحروب دامية وانقسامات فلسطينية بينيّة.

ويمتد الأثر العربي في القضية الفلسطينية منذ بدايات المشروع الاستيطاني الصهيوني، لتصبح فلسطين محل تجاذبات بين العرش الهاشمي في العراق والأردن حينها وبين النظام الملكي المصري من جهة، والدولة السورية التي كانت حينها لا تزال خاضعة للاحتلال الفرنسي من جهة ثانية، وأما وقد توحدت المشاعر العربية الشعبية في رفض المشروع الصهيوني، فلقد كان للحكومات العربية المستقلة حديثاً رأي آخر، بين من يرى أن فلسطين امتداد جيوسياسي لتقليص التمدد الصهيوني، أو خطر يهدد الاستقرار الإقليمي. والحضور العربي في فلسطين صار ظاهراً بقوة عقب اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939) والذي ترتب عليه تدخل عربي في إعلان خطة بيل الأولى للتقسيم 1937، ولاحقاً في مؤتمر بلودان السوري (يونيو/ حزيران 1946)، الذي أسس للهيئة العربية العليا التي لم تحظ باعتراف أردني، ثم إنشاء جيش الإنقاذ وفق مقررات مؤتمر عاليه في لبنان (أكتوبر/ تشرين الأول 1947)، قبل شهر تقريباً من صدور قرار الأمم المتحددة 181. وتسرد وقائع التاريخ أدواراً عربية مريبة تصل لحد الخيانة في حرب فلسطين التي صارت نكبة للعرب جميعاً.

أطفال فلسطينيون بين أنقاض المنازل المدمرة في حرب أيلول، 15 سبتمبر 1970 (فرانس برس)

لم تؤثّر النكبة على حياة مئات ألوف الفلسطينيين الذين باتوا لاجئين في دول الجوار بعد ضياع بلدهم فقط، إذ كان لهذه الحرب ارتداداتها على مجمل تاريخ العرب المعاصر، من إطاحة ملكيات وسيطرة عسكر وأحزاب إيديولوجية على عدد من الجمهوريات، وكانت فلسطين حاضرة في كل انقلاب بزعم الاستعداد لحرب التحرير، لكن هذه الحرب الموعودة استحالت إلى نكسة 1967، هي الأشد مرارة في الواقع العربي. ولتصبح حرب التحرير حرباً عربية - عربية من جهة، وحرباً فلسطينية - عربية من جهة ثانية، خطّت سطورها بعشرات ألوف الشهداء على يد أبناء الهوية الواحدة، من مجازر أيلول الأسود (سبتمبر)، إلى الصراع مع نظام البعث السوري، وفصول المجازر في الحرب الأهلية في لبنان، حتى صارت فلسطين مختزلة في اتفاق أوسلو ثم في انقسام بين الضفة الغربية وغزة. وبين كل هذا وذاك، هجر الفلسطينيون مرات ومرات من بلدان عربية إلى مناف بعيدة.

(العربي الجديد)


كوة من ركام لبنان على المجهول، من ذاكرة حرب المخيمات (جول روبين/فرانس برس)


طفل من بين 400 لاجئ فلسطيني هم آخر من تبقى في العراق بعد الغزو الأميركي (لؤي بشارة/فرانس برس)


فلسطينيون طردهم القذافي إلى السلوم المصرية لرفضه اتفاقية أوسلو (عمرو نبيل/فرانس برس)



رحلة لجوء لم تنته بعد دمار مخيم اليرموك في سورية (رامي السيد/فرانس برس)