مناعة القطيع... حقيقة أم وهم؟
منذ إقرار العالم بفيروس كورونا الجديد بعد أسابيع من ظهوره وتخطّيه حدود الصين، راحت الجهات المعنية تحكي عن مناعة القطيع الواجب توفّرها للتخلّص من الوباء على الصعد المحلية، وبالتالي من الجائحة على مستوى العالم. ومع التعرّف أكثر إلى هذا الفيروس الذي ظلّ لفترة طويلة يُحدث مفاجآت وما زال، راح خبراء يشككون في جدوى هذه المناعة، لا سيّما مع اكتشاف متحوّرات مختلفة منه.
بالنسبة إلى عالم الفيروسات الإيطالي في جامعة ميلانو، فابريتسيو بريلياسكو، ثمّة اقتناع بعدم إمكانية الوصول إلى مناعة القطيع أو المناعة الجماعية الخاصة بفيروس كورونا الجديد. وشرح في تصريحات أدلى بها لمجموعة "أدنكرونوس" الإعلامية، أنّ "الأمر يتعلّق في الواقع بالحالة التي يتمّ فيها القضاء على انتشار المرض، وفقاً للنماذج الرياضية"، لكن "لن نتمكّن من ذلك مطلقاً". وهو ما يعني أنّ "كوفيد-19 سوف يصير متوطّناً، غير أنّنا سوف نكون قادرين على التقليل من الإصابات كثيراً وبالتالي التعايش مع الفيروس".
أضاف بريلياسكو أنّ في إيطاليا مثلاً، "سوف نكون قادرين على تحقيق ما سلف ذكره في غضون شهرَين إلى ثلاثة أشهر"، مشيراً إلى أنّه "مع تحصين 80 في المائة من السكان، وهو هدف موصى به لتغطية عملية التحصين من قبل منظمة الصحة العالمية في أوروبا، سوف يكون المرض (كوفيد-19) قد انتهى تقريباً، لكنّنا لن نتمكّن أبداً من القضاء على الفيروس".
وأوضح بريلياسكو أنّه "عندما تتلقّى نسبة 50 في المائة من الأشخاص اللقاح المضاد لكوفيد-19، نضيف نحو أربعة ملايين من المتعافين والذين هم في الواقع ضعفا هذا العدد على أقلّ تقدير، لأنّ ثمّة كثيرين لم يُسجَّلوا كمصابين بالفيروس في الموجة الأولى. وسوف يكون كبار السنّ الضعفاء محميّين، لكنّ جزءاً من الشباب سوف يُبقي سلسلة العدوى نشطة". ويؤكد بريلياسكو أنّه بالتالي "يمكننا بفضل اللقاحات التحدّث عن التعايش مع الفيروس لبضعة أعوام، ونأمل أن يكون تعايشاً حضارياً جداً".
(العربي الجديد، آكي)
