35 ألف سوري في طفس بلا طحين... ونزوح مئات العائلات

35 ألف سوري في طفس بلا طحين... ونزوح مئات العائلات إثر تهديد النظام بقصف المدينة

29 يناير 2021
يتكرر نزوح السوريين جراء مخاوف من القصف (Getty)
+ الخط -

يعيش نحو 35 ألف مدني في مدينة طفس بريف درعا الغربي، لليوم الرابع، محرومين من الطحين، وقد خلت شوارعها من الحركة، فغالبية المحال التجارية أغلقت أبوابها، في حين بدأت تشهد حركة نزوح إلى البلدات القريبة منها، في ظل مخاوف من تنفيذ النظام وروسيا تهديداتهما بقصف المناطق السكنية، جراء رفضهم تهجير عدد من أبناء المنطقة، يتهمهم النظام باستهداف عناصره. 

يحزم أبو عبد الله الزعبي، المقيم في مدينة طفس، أمتعته وبعض الاحتياجات الأساسية لعائلته، استعدادا لمغادرة منزله في أي لحظة تصل إليه فيها أنباء عن فشل المفاوضات بين النظام واللجنة المركزية، بحسب حديثه مع "العربي الجديد"، قائلا "قد يكون منزلي في منطقة مستهدفة من النظام، لذلك سأنقل عائلتي إلى منزل أحد أقاربنا في بلدة قريبة"، لافتا إلى أن "حالة من التوتر تعم المدينة، فالناس لا تدري ماذا ينتظرها خلال الفترة القادمة". 

واعتبر أن "النظام لن يكتفي بتهجير عدد من أهالي المنطقة، بل هو يعمل على تهجير كل من هو معارض له ولو بكلمة، ولذلك لم ينفذ شيئا من أجل تثبيت المصالحة منذ عام 2018، واستمر باعتقال الشباب والتضييق الاقتصادي على الأهالي". وبين أنه "لم يستطع منذ يومين أن يؤمن ربطة خبز لعائلته، في حين تقتصر وجباتهم على ما يتوفر في المنزل من مواد غذائية، وخاصة البرغل والأرز".       

ومن جهته، قال مصدر في اللجنة المركزية في مدينة طفس، المكونة من قيادات سابقة في المعارضة ووجهاء اجتماعيين، وهي المسؤولة عن التفاوض مع النظام في الريف الغربي، "تعيش طفس خاصة والريف الغربي عامة حالة إنسانية صعبة بسبب الحملة العسكرية الأخيرة لقوات النظام على طفس، حيث ما زالت مادة الطحين مقطوعة عن الأفران لليوم الرابع على التوالي". 

ولفت إلى أن "الأسواق شبه مغلقة، كما تكاد الشوارع تكون خالية من المارة، وحالة من رعب والخوف ازدادت بعد تحليق الطيران الروسي فوق المنطقة قبل يومين، في رسالة مبطنة بمشاركة الطيران في عملية اقتحام المنطقة". 

وبين أن المدينة "تشهد حركة نزوح متوسطة إلى الأراضي والبلدات المحيطة، حيث يقدر عدد النازحين إلى اليوم بنحو ألف عائلة، في ظل خطر تضاعف أعداد النازحين في حال فشلت المفاوضات التي من المزمع أن تعقد آخر جلساتها يوم غد السبت"، وذكر أن "المدنيين في المدينة ليست لديهم أماكن يلجأون إليها في حال بدأ القصف سوى أقبية منازلهم التي لا يمكن أن تحميهم من القذائف الروسية". 

وأضاف "المواد الغذائية متوفرة، فلا يوجد حصار مطبق على المدينة إلى اليوم، والكهرباء ما زالت تخضع لنظام تقنين 4 ساعات قطع مقابل 4 ساعات وصل، إلا أن المدارس والدوائر الرسمية كانت قد أغلقت أبوابها منذ يوم السبت الماضي". 

وبين أن "الأهالي يترقبون ما قد يحدث مع عقد جولة مفاوضات جديدة يوم غد السبت، بعد أن تم تمديد النظام مهلة تهجير 6 أشخاص من أبناء المنطقة، يتهمهم بارتكاب أعمال عسكرية ضد قواته، ففي حين تم الاتفاق على تسليم الأسلحة المتوسطة، ما زالت مسألة التهجير مدار تفاوض، في ظل رفض أهالي المنطقة سياسة التهجير". 

بدوره، قال الناشط الإعلامي أبو محمد الحوراني في ريف درعا، لـ"العربي الجديد"، "أهالي ريف درعا يعانون من نقص كبير في مادة الطحين وارتفاع أسعار الخبز، حيث وصل سعر الربطة في السوق إلى 1200 ليرة سورية، في حين أن سعرها الرسمي 100 ليرة، كما تسببت تهديدات النظام وتحشيد قواته في ارتفاع أسعار الوقود، فوصل ليتر المازوت إلى 1150 ليرة بدلا من 180 ليرة، وليتر البنزين إلى 1500 ليرة بدلا من 475 ليرة، وأسطوانة الغاز المنزلي إلى 42 ألف ليرة، في حين أن سعرها الرسمي 2700 ليرة (سعر صرف الدولار الأميركي الواحد نحو ثلاثة آلاف ليرة)، وهذه الأسعار لا تناسب أبدا الأهالي في ظل الواقع الاقتصادي المتدهور وانتشار الفقر والبطالة، وانهيار القيمة الشرائية لليرة السورية". 

ولفت إلى أن "غالبية الناس في المنطقة يوضعون أمام خيار مواجهة النظام والدخول في معركة ضده، أو الرضوخ له والسماح للأجهزة الأمنية بدخول المنطقة، ما يجعل أبناءهم عرضة للاعتقال والسوق إلى الخدمة العسكرية في صفوف القوات النظامية، فيختارون المواجهة".   

يشار إلى أن النظام والروس يهددون أهالي الريف الغربي، ومدينة طفس خاصة، بشن حملة عسكرية عليهما يشارك فيها الطيران الروسي، في حال عدم تهجير 6 أشخاص من قيادات الفصائل المسلحة المعارضة مع عائلاتهم إلى الشمال الغربي من سورية، حيث تسيطر الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، جراء اتهامهم باستهداف عناصر من القوات النظامية خلال الفترة الماضية، الأمر الذي يقابله رفض من أهالي المنطقة.    

المساهمون