هكذا نكّل الاحتلال بمعلم فلسطيني معوّق حركيًا على جسر الملك حسين

25 سبتمبر 2018
يرقد بالمستشفى جراء إصابته برضوض خطيرة (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يكن يخطر على بالِ المُربّي المقدسي، أمير أبو لبن، (28 عاما) من حي الطور في القدس المحتلة، والعائد من احتفال تكريمي له من قبل المجلس العالمي (eturn) ضمن مائة شخصية على مستوى العالم لدوره في نشر اللغة العربية، أن تكلفه هذه العودة ثمنا باهظا كاد يودي بحياته.

أبو لبن الذي يرقد الآن بمستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس الغربية منذ الخميس الماضي، جراء إصابته برضوض خطيرة روى لـ"العربي الجديد" تفاصيل ما حدث له في طريق عودته من الأردن على الجانب الإسرائيلي من الجسر بتاريخ 20 سبتمبر/ أيلول الجاري ، قائلا: "وصلت إلى نقطة التفتيش الإسرائيلية  من الجسر من خلال شركة نقليات الـ vip الأردنية الإسرائيلية المشتركة، ومن هناك توجهت إلى حارس الأمن على نفس النقطة، ليتم إخباري بأنه لا يمكنني الدخول عبر البوابة الإلكترونية بسبب وجود العشرات من قطع البلاتين في جسدي، كوني أعاني من إعاقة حركية بنسبة تزيد عن 90 بالمائة، ما يتسبب بأضرار جراء تأثير الأشعة على صحتي.

وتابع: "لكن ما حدث هو أن رجل الأمن المذكور لم يستمع لي وبادر بالاعتداء علي ممسكا بيدي اليمنى بقوة قبل أن يلوي ذراعي إلى الخلف، ويستدعي حراسا ثلاثة آخرين أسقطوني أرضا وشرع الحارس بالصراخ: "مُخرّب، عملية إرهابية"، ثم أعلنوا حالة الطوارئ على الجسر وأغلقوه، بينما هم فوق ظهري أعاني أوجاع السقوط، وكانوا على وشك أن يطلقوا النار عليّ، قبل أن يأمرهم رجل الأمن بالتوقف والتراجع، ومن ثم نقلوني إلى غرفة جانبية دون أن يقدموا لي أي مساعدة طبية".

وأكد أبو لبن "لقد عشت لحظات من الرعب وأوشكت على الموت، وكان بإمكانهم قتلي رغم وضوح حالتي الصحية لهم، وحيازتي كل ما يثبت تلك الحالة، ولم أسلم من اعتدائهم الجسدي عليّ، وقد انتظرت أكثر من 40 دقيقة قبل أن أنقل بسيارة إسعاف إلى مستشفى هداسا عين كارم، حيث لا زلت هناك أعاني من آلام مبرحة في يدي اليمني وفي مختلف أنحاء جسمي، علما بأنني أعاني من ستة ديسكات في الظهر".

يصرّ على مقاضاة المعتدين عليه (العربي الجديد) 

يصر أبو لبن على مقاضاة المعتدين عليه من حراس أمن الاحتلال على الجسر، وقد رفض اعتذارهم له بعد الذي اقترفوه بحقه من اعتداء وحشي وقد كادوا أن يطلقوا النار عليه، ولذا قرر مقاضاتهم، ومقاضاة شركة الـ vip، التي ألقت به إلى الجسر من الجانب الأردني دون أن تقوم باستكمال إجراءات عبوره الجانب الإسرائيلي، وأبلغ الحراس هناك بحالته الصحية وبأنه لا يمكنه اجتياز بوابة الفحص الإلكتروني بسبب قطع البلاتين المزروعة في أنحاء جسده.

في هذه الأثناء يتلقى أبو لبن في المشفى العلاج من ضيق في التنفس ومن حالة عصبية، بينما لا يقوى على تحريك يده اليمنى المصابة نتيجة ثنيها من قبل حارس الأمن وضربه عليها. كما لم يعد يقوى على الوقوف حتى بمساعدة الجهاز الخاص بذلك، حيث كلما يحاول الوقوف يصاب بالغثيان والدوار الشديدين.

عدا ذلك، قد يحتاج أبو لبن إلى فترة طويلة حتى يعود لمزاولة عمله في مركز تعزيز اللغة العربية لأطفال "الضاد" والمتخصص في بناء مهارات القراءة والكتابة والتعبير في اللغة العربية لدى هؤلاء الأطفال، والذي أسسه في حي الشيخ جراح شمالي البلدة القديمة من القدس، وبالتالي لن يتمكن في هذه المرحلة من استقبال التلاميذ أو الوصول إليهم لمساعدتهم وتقوية مداركهم ومواهبهم اللغوية ومهاراتهم الإبداعية.